شهر العربية.. صحوة قبل فوات الأوان

  • 12/21/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من الأزل، وإلى آخر يوم في حياة البشرية، تشكل اللغة، معياراً رئيساً لقياس مدى حيوية الشعوب، وقوة الأوطان، وثراء الأمم، ومحطة ديمومة وبقاء في وجه «عاتيات» الدهور. واللغة العربية، واحدة من أقدم اللغات، مرت وما زالت بمحطات فارقة، منها ما يتجسد الآن واقعاً في معرض إكسبو 2020 دبي، الذي انتصر لـ«جميلة جميلات» اللغات الحية، بإعلان جامعة الدول العربية تخصيص شهر للغة العربية من 21 فبراير 2022، في خطوة أشبه بالصحوة، قبل فوان الأوان. ولا شك في أن مبادرة جامعة الدول العربية بتخصيص شهر كامل لبحث ومناقشة واقع اللغة العربية، والأخطار التي تحيط بها، والمعوقات التي تكتنف مسيرة تطورها، تمثل محطة هادفة في طريق طويل وشاق، لا بد من أن تستكمل محطاته الأخرى بكثير من الجدية والشفافية والحرص على بحث كل تفاصيل واقع لغة «الضاد»، وصولاً إلى جعل لغتنا في المرتبة التي تستحقها بين اللغات الحية. وما يجعل تخصيص شهر كامل للغة العربية، خطوة جاءت في وقتها المناسب، وقبل فوان الأوان، أن واقع لغة «الضاد» الراهن، يشهد تحديات حقيقية تكاد تضرب صميم وجود اللغة العربية، ومنها ما يتعلق بانخفاض مستوى الاهتمام في الكثير من جامعات الأقطار العربية بحجة عدم وجود الأعداد الكافية من الطلبة الراغبين في دراسة اللغة العربية، ما يشكل تهديداً جدياً يتطلب وقفة صريحة من جامعة الدول العربية، بأن تحث الدول الأعضاء على إقرار تشريعات ملزمة، تحتم تطبيق اللغة العربية ليس نطقاً ودراسة على مستوى المدارس فحسب، بل في كل مراحل التعليم، وفي عموم التعاملات الحيوية، وبشكل فاعل وواقعي وحقيقي. ميل الشباب كما أن ميل الكثير من الشباب العرب، إلى تفضيل التحدث والتعامل اليومي بلغات أخرى، بحجة «عالمية» تلك اللغات، ومحدودية مساحة انتشار اللغة العربية، قد أضر كثيراً بلغة «الضاد»، ورسم معالم تكاد تكون محبطة، الأمر الذي يتطلب تحركاً مجتمعياً وليس رسمياً فحسب، من خلال تعزيز أدوار الأسر والشارع والملتقيات الثقافية، ناهيكم عن سن قوانين وأنظمة ولوائح تلزم القاطنين في الأقطار العربية من غير المتحدثين باللغة العربية، ضرورة التعامل مع اللغة العربية. وما يزيد من مستوى خطورة حاضر اللغة العربية، أن نسبة كبيرة من العرب، ولا سيما الشباب، غالباً ما يرتكبون «خطيئة» بحق لغة «الضاد»، وذلك بالتحدث، وأحياناً الكتابة بأسلوب «مستعرب»، لا هو عربي خالص، ولا هو أجنبي حقيقي، أسلوب أقرب إلى «الدوامة»، وأبعد ما يكون حتى عن «اللهجات» المحلية! مشاريع إماراتية ورغم ما يكتنف حاضر لغتنا العربية، من هموم وإشكالات، إلا أن هناك جهوداً حقيقية تبذلها الكثير من الجهات الرسمية في دول عربية عدة، وفي مقدمتها الإمارات، التي عمدت إلى تنفيذ الكثير من المشاريع الهادفة بمجملها إلى ترسيخ وتعزيز مكانة لغة «الضاد»، ومنها ما يتعلق بإطلاق الجوائز الخاصة باللغة العربية، وتخصيص مبالغ طائلة للفائزين بتلك الجوائز، إلى جانب «حزمة» الفعاليات والبرامج التي تنفذ في معرض إكسبو 2020 دبي، ومنها قمة اللغة العربية، والمؤتمر الوزاري الـ22 لوزراء الثقافة العرب، وغيرهما من الفعاليات الساعية بجد إلى تأكيد «عالمية» لغتنا العربية. كما شهد إكسبو 2020 دبي، إطلاق مصر تطبيقاً إلكترونياً بعنوان «اتكلم عربي» في وسط الحدث العالمي، في مسعى يراد من ورائه، تنمية مستويات التعامل والتعاطي باللغة العربية، وتوسيع قاعدة الممارسين لها، ورفع مستويات التشويق بالنسبة للناطقين بها، وبما يسهم في رفع مكانة لغة «الضاد» إلى المستويات العربية المنشودة. اقتراح «فيفا» وفيما تتواصل الفعاليات في إكسبو دبي، بهدف تعزيز مكانة اللغة العربية، كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» النقاب عن اقتراح يرقى إلى مستوى التوصية باعتماد العربية، لغة خامسة في سلسلة أعمال وتعاملات جمهورية كرة القدم، التي تضم في عضويتها أكثر من 210 دول، وتدير منظومتها بأربع لغات ليس من بينها العربية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :