العالم من كوفيد-19 إلى متحور أوميكرون

  • 12/21/2021
  • 01:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

عندما‭ ‬انتشرت‭ ‬الأخبار‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬ظهور‭ ‬متحور‭ ‬أوميكرون‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬قبل‭ ‬بضعة‭ ‬أسابيع،‭ ‬تنهدت‭ ‬ابنتي‭ ‬وقالت‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬أستسلم‮»‬‭. ‬فقد‭ ‬كنا‭ ‬نعتقد‭ ‬أننا‭ ‬خرجنا‭ ‬من‭ ‬عنق‭ ‬الزجاجة‭ ‬لكن‭ ‬اتضح‭ ‬أننا‭ ‬سنعيش‭ ‬الأزمة‭ ‬ونتخبط‭ ‬في‭ ‬المعاناة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬ على‭ ‬مدى‭ ‬الأشهر‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭ ‬الماضية،‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬إغلاق‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬مررنا‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الصعود‭ ‬والهبوط‭. ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كنا‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬في‭ ‬الانحسار‭. ‬كنا‭ ‬نشعر‭ ‬بالضياع‭ ‬والإحباط‭ ‬عندما‭ ‬يعود‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬بأكثر‭ ‬قوة‭ ‬وشراسة‭. ‬أتذكر‭ ‬كيف‭ ‬كنا‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬الإغلاق‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2020‭ ‬لن‭ ‬يستمر‭ ‬سوى‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬نحو‭ ‬ذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬افترضنا‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬ستعود‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬طبيعتها‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬المعاناة‭ ‬ستنتهي‭. ‬ لقد‭ ‬التزم‭ ‬الكثير‭ ‬منا‭ ‬وفعلنا‭ ‬ما‭ ‬أخبرتنا‭ ‬به‭ ‬مراكز‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأمراض‭ ‬والوقاية‭ ‬منها‭. ‬فقد‭ ‬عزلنا،‭ ‬وتجنبنا‭ ‬الازدحام‭ ‬وقللنا‭ ‬من‭ ‬الاختلاط،‭ ‬وارتدينا‭ ‬الأقنعة،‭ ‬وامتثلنا‭ ‬لضوابط‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ كانت‭ ‬المشكلة‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مواطنينا‭ ‬لم‭ ‬يتخذوا‭ ‬أيًا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياطات‭. ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬كسالى‭ ‬فقط،‭ ‬أو‭ ‬عفوا‭ ‬لقول‭ ‬ذلك،‭ ‬أغبياء،‭ ‬ولم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬خطورة‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬نواجهه‭.‬ والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تأثر‭ ‬الكثيرون‭ ‬بالرئيس‭ ‬آنذاك‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬الذي‭ ‬خشي‭ ‬تأثير‭ ‬الاحتياطات‭ ‬الوبائية‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ورئاسته،‭ ‬وقلل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الخطر‭ ‬واستهزأ‭ ‬بتأثير‭ ‬المرض‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬نصيحة‭ ‬فريقه‭ ‬الخاص‭ ‬بـ‭ ‬Covid-19‭.‬ عندما‭ ‬هاجم‭ ‬ترامب‭ ‬أولئك‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الطبي‭ ‬الذين‭ ‬نصحوا‭ ‬بالحذر‭ ‬أو‭ ‬المسؤولين‭ ‬الحكوميين‭ ‬الذين‭ ‬فرضوا‭ ‬عمليات‭ ‬الإغلاق‭ ‬الاحترازي،‭ ‬فقد‭ ‬ولّد‭ ‬ثقافة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬نظريات‭ ‬المؤامرة‭ ‬التي‭ ‬طورت‭ ‬رفضه‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬معتقد‭ ‬موسع‭ ‬وغاضب‭.‬ في‭ ‬أذهانهم‭ ‬كانت‭ ‬مخاطر‭ ‬الوباء‭ ‬مجرد‭ ‬خيال،‭ ‬وعمليات‭ ‬الإغلاق‭ ‬مؤامرة‭ ‬شكلت‭ ‬تهديدًا‭ ‬وجوديًا‭ ‬لحرياتنا،‭ ‬واللقاحات‭ (‬التي‭ ‬تفاخر‭ ‬ترامب‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬بأنه‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬خلقها‭) ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يفعلوه‭.‬ وبحلول‭ ‬شتاء‭ ‬2020‭-‬2021،‭ ‬عادت‭ ‬الحالات‭ ‬إلى‭ ‬الارتفاع‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وتأخرت‭ ‬‮«‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‮»‬‭ ‬المأمولة‭. ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الارتفاع‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬كوفيد‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والولايات‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬الديمقراطيون‭ - ‬كما‭ ‬لاحظ‭ ‬ترامب‭ ‬بسخرية‭- ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬رفضت‭ ‬قيادتها‭ ‬عمليات‭ ‬الإغلاق‭ ‬والتدابير‭ ‬الاحترازية‭.‬ اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2021،‭ ‬تم‭ ‬طرح‭ ‬اللقاحات‭ ‬لمعظم‭ ‬الأمريكيين‭. ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬استمع‭ ‬الكثير‭ ‬منا‭ ‬إلى‭ ‬توصيات‭ ‬مركز‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأمراض‭ ‬وتلقوا‭ ‬الجرعات‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭.‬ ومرة‭ ‬أخرى،‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مواطنينا‭ ‬لم‭ ‬يفعلوا‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الوصول‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الطبي‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬أصبح‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬اللقاح‭ ‬بيانًا‭ ‬سياسيا‭ ‬للمقاومة‭.‬ بشكل‭ ‬عام،‭ ‬تم‭ ‬تطعيم‭ ‬60‭%‬‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬المؤهلين‭ (‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬فيتنام‭ ‬وكوبا‭ ‬وكمبوديا‭). ‬وتسع‭ ‬ولايات‭ ‬من‭ ‬العشر‭ ‬الأوائل‭ (‬بمعدلات‭ ‬تطعيم‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬65‭%‬‭) ‬يرأسها‭ ‬ديمقراطيون،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬العشر‭ ‬الأدنى‭ (‬مع‭ ‬معدلات‭ ‬لقاح‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬50‭%‬‭) ‬يرأسها‭ ‬جمهوريون‭.‬ بعد‭ ‬الموجة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬اللقاحات،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تراجع‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬المبلغ‭ ‬عنها‭ ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬أخذنا‭ ‬حذرنا‭. ‬أنهت‭ ‬بعض‭ ‬الولايات‭ ‬والمدن‭ ‬قبل‭ ‬الأوان‭ ‬متطلباتها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقناع‭ ‬الداخلي‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وبدأ‭ ‬الناس‭ ‬يتصرفون‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أننا‭ ‬‮«‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتنا‮»‬‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬التقارير‭ ‬عن‭ ‬متغير‭ ‬Covid-19‭ ‬جديد‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬عدوى‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬اليأس‭.‬ إن‭ ‬إلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬صادقة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬فيه‭ ‬يقودني‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬المأمولة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬هي،‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال،‭ ‬تفكير‭ ‬بالتمني‭. ‬بعد‭ ‬21‭ ‬شهرًا‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كوفيد،‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أننا‭ ‬سنجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬‮«‬وضع‭ ‬طبيعي‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬الكثير‭ ‬قد‭ ‬تغير‭ ‬بالفعل‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬لن‭ ‬تعود‭ ‬بسهولة‭ ‬إلى‭ ‬حالتها‭ ‬السابقة‭ ‬للوباء‭.‬ استمرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬والكيانات‭ ‬المؤسسية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬السماح‭ ‬للموظفين‭ ‬بالعمل‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ - ‬مع‭ ‬اختيار‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬عدم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬مكاتبهم‭. ‬انضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عمال‭ ‬الخدمات‭ ‬ذوي‭ ‬الأجور‭ ‬المنخفضة،‭ ‬بعد‭ ‬تسريحهم‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬اقتصاد‭ ‬الوظائف‭ ‬المؤقتة‮»‬‭.‬ إنهم‭ ‬يكسبون‭ ‬أكثر‭ ‬ويتمتعون‭ ‬بالحرية‭ ‬والمرونة‭ ‬التي‭ ‬يوفرها‭. ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬أماكن‭ ‬عملهم‭ ‬السابقة،‭ ‬اضطر‭ ‬أرباب‭ ‬العمل،‭ ‬الذين‭ ‬وجدوا‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬موظفين‭ ‬بديلين‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الأجور‭.‬ في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬المساحات‭ ‬المكتبية‭ ‬خالية‭ ‬وأغلقت‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تخدمها‭. ‬لاستيعاب‭ ‬العملاء‭ ‬المهتمين‭ ‬بالمرض،‭ ‬قامت‭ ‬المطاعم‭ ‬بتوسيع‭ ‬أماكن‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق‭ ‬وقطعت‭ ‬مواقف‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭. ‬تقلصت‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬العام‭ ‬بسبب‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الركاب‭. ‬نتيجة‭ ‬ذلك،‭ ‬تغير‭ ‬وجه‭ ‬مراكز‭ ‬المدن‭.‬ لكن‭ ‬أخطر‭ ‬التغييرات‭ ‬ليست‭ ‬جسدية،‭ ‬بل‭ ‬سياسية‭ ‬ونفسية،‭ ‬في‭ ‬وضعنا‭ ‬الطبيعي‭ ‬الجديد،‭ ‬أصبحنا‭ ‬نظامًا‭ ‬سياسيا‭ ‬منقسمًا‭ ‬بشكل‭ ‬خطير،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬نختلف‭ ‬فقط‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬أساسية‭ ‬مثل‭ ‬العرق‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬الآن‭ ‬قمنا‭ ‬بالتسييس‭ ‬وأصبحنا‭ ‬منقسمين‭ ‬بشدة‭ ‬حول‭ ‬صحة‭ ‬أنفسنا‭ ‬وأطفالنا‭ ‬ومجتمعاتنا‭.‬ اندلعت‭ ‬اجتماعات‭ ‬مجلس‭ ‬المدرسة‭ ‬ومجلس‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬مباريات‭ ‬الصراخ‭ ‬حول‭ ‬تفويضات‭ ‬القناع‭ ‬واللقاح‭ ‬المقترحة،‭ ‬وتلقى‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الحكوميين‭ ‬الذين‭ ‬فرضوها‭ ‬تهديدات‭ ‬بالقتل‭.‬ من‭ ‬المقلق‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬أن‭ ‬المناقشات‭ ‬الغاضبة‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحياة‭ ‬والموت‭ ‬ليست‭ ‬عقلانية‭. ‬فمعدلات‭ ‬الإصابة‭ ‬بـفيروس‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬بين‭ ‬غير‭ ‬الملقحين‭ ‬تزداد‭ ‬بخمس‭ ‬مرات‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬النسبة‭ ‬المسجلة‭ ‬بين‭ ‬الملقحين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬والوفيات‭ ‬أكثر‭ ‬بعشرة‭ ‬أضعاف‭ ‬بين‭ ‬غير‭ ‬الملقحين‭.‬ أخشى‭ ‬أن‭ ‬ينتقل‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام‭ ‬العميق‭ ‬والثابت‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬طبيعي‭ ‬جديد‭. ‬سوف‭ ‬يمر‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬البعض‭ ‬منا‭ ‬بالراحة‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬بلا‭ ‬أقنعة،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬سنظل‭ ‬نراقب‭ ‬بريبة‭ ‬وبعض‭ ‬الخوف‭ ‬أو‭ ‬الاستياء‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬ارتداء‭ ‬الأقنعة‭ ‬أو‭ ‬مراعاة‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ أما‭ ‬غير‭ ‬المقتنعين،‭ ‬فإنهم‭ ‬بدورهم‭ ‬سينظرون‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يرتدون‭ ‬الأقنعة‭ ‬ليس‭ ‬كأفراد‭ ‬مهتمين‭ ‬بصحة‭ ‬أنفسهم‭ ‬وحريصين‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬عائلاتهم‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬سيعتبرونهم‭ ‬ليبراليين‭ ‬متعجرفين‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬سياسي‭.‬ هذا‭ ‬هو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬أخشى‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬فيه‭. ‬تتغير‭ ‬مدننا‭ ‬وأماكن‭ ‬عملنا‭ ‬كذلك‭. ‬لقد‭ ‬أصبحنا‭ ‬منقسمين‭ ‬وغاضبين‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬المرض‭ ‬المميت‭ ‬أصبح‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬اعتبارات‭ ‬الاستقطاب‭ ‬الحزبي،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬احتواء‭ ‬هذا‭ ‬المتحور‭ ‬الجديد،‭ ‬أوميكرون،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يأتي‭ ‬بعده‭.‬ لم‭ ‬يعد‭ ‬الوضع‭ ‬الطبيعي‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭ ‬قبل‭ ‬تفشي‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬بذات‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬شكل‭ ‬بها‭ ‬الكساد‭ ‬الكبير‭ ‬والحربان‭ ‬العالميتان‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬والحرب‭ ‬الباردة‭ ‬حياة‭ ‬أجدادنا‭ ‬وآبائنا‭. ‬لقد‭ ‬تكيفوا‭ ‬ونجوا‭. ‬لذلك‭ ‬آمل‭ ‬أن‭ ‬ننجو‭ ‬نحن‭ ‬أيضا‭.‬   { رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

مشاركة :