الشمس الحارقة، والطقس الدافئ حلم للكثير من البريطانيين الذي يريدون قضاء فترة تقاعدهم في الأجواء الدافئة، وفي هذا الإطار كشف تقرير نشرته صحيفة «إكسبرس البريطانية»، أن مملكة البحرين جاءت في المركز الرابع عالميا كأفضل وجهة للمتقاعدين الأجانب في 2021. وحققت البحرين في التصنيف 7.31 درجة من أصل 10. لتتفوق على العديد من الدول السياحية مثل قبرص، وإسبانيا، وكولومبيا، وتايلاند، وذلك وفقًا لعوامل كلفة المعيشة، ومتوسط الراتب، ودرجات الحرارة، وعدد ساعات سطوع الشمس في السنة. وتصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة القائمة كأفضل وجهة للمتقاعدين الأجانب بـ 7.76 درجة وجاءت أستراليا في المرتبة الثانية بـ7.51 درجة، لتحظى الإمارات بلقب «أسعد وجهات التقاعد على مستوى العالم». وحول هذا الموضوع، أكد مستشار جمعية الحكمة للمتقاعدين، سعد سلطان، أن من العوامل التي جعلت المملكة تتبوأ مراكز متقدمة كوجهة مثالية للمتقاعدين الأجانب، هي معرفتهم بطيبة الشعب البحريني. وقال: «يعلمون جيدًا بأن الشعب البحريني شعب مضياف، ويحب التعايش السلمي مع كل أطياف المجتمع». وأضاف سلطان، الأمر الآخر هو حب مساعدة بعضهم البعض وفزعة أهل البحرين لتقديم العون والمساعدة، والعامل الأهم من كل ذلك هو الأمن والأمان، والقوانين الرادعة لكل من يتعرض للآخر، لذلك يشعر الأجنبي بالأمان حين يتجول ليلا أو في أي وقت آخر من دون الإحساس بالمضايقة. ولفت سلطان إلى أن المملكة تتمتع بمواقع أثرية وسياحية عديدة تجعلها مقصدًا للعديد من الأجانب المقبلين على التقاعد، وأيضًا تناسب الأسعار مقارنة ببقية الدول، فهي في متناول الجميع، مشيرًا إلى أن البحرين تعد من الدول المتقدمة في المجال الصحي. وقال، هناك العديد ممن يقصدون البحرين للاستجمام والعلاج الطبيعي. وكشف مستشار جمعية الحكمة للمتقاعدين أن هناك العديد من المتقاعدين الخليجيين ممن يقصدون المملكة لزيارة الأماكن التراثية والسياحية، وأكد أن الجمعية تقوم بترتيب رحلات سياحية لهم. وأوضح أنهم قاموا بترتيب رحلات سياحية لـ 105 من المتقاعدين السعوديين قبل جائحة كورونا إلى جزر حوار، وأنهم بصدد ترتيب رحلات سياحية أخرى في الوقت المقبل. بدوره، صرح مدير التدريب والتطوير بمعهد «تريننق بلس»، أحمد آل نوح، قائلا: «لا عجب أن تحصل البحرين على مرتبة متقدمة جدا في تصنيف الدول الأكثر جاذبية للمتقاعدين، فالعوامل عديدة وأكثرها تأثيرا هو سهولة التعايش في المجتمع البحريني بسبب طيبة شعب البحرين وتعاملهم الحسن مع كل الفئات في المجتمع. فالتنوع الثقافي والعرقي موجود منذ زمن طويل وهناك تعايش رائع بين كل أفراد المجتمع من دون أي فروقات تذكر». وأضاف، «العامل الآخر هو المتعلق بسهولة إجراءات فتح مشروع تجاري مقارنة بالدول الأخرى. هناك تسهيلات استثنائية تقدم لرجال الأعمال والمستثمرين لتشجيعهم على فتح مشاريع ريادية ترفد عجلة الاقتصاد وتسهم في تنميته». ولفت آل نوح إلى أن العامل الثالث هو الوضع المعيشي الجيد، على الرغم من زيادة الأسعار مؤخرا وأنباء عن زيادة في ضريبة القيمة المضافة، إلا أن المعيشة في البحرين مازالت غير مكلفة نسبيا مقارنة بالكثير من الدول المجاورة. وأوضح أن التطور التكنولوجي الملحوظ مؤخرا خصوصا على مستوى البنوك والقطاع المالي وأيضا قطاع الاتصالات الذي بالإمكان إجراء كل العمليات عن بعد وبشكل آمن وسريع جدا. وكانت «إكسبريس»، قد ذكرت في تقرير نشرته مؤخرًا، أن الإمارات تُعد واحدة من أفضل وجهات على مستوى العالم للمستثمرين المحتملين، ومن أكثرها قدرة على استقطابهم للعيش فيها بشكل دائم، خاصة المتقاعدين منهم. وأفاد التقرير بأن الإمارات تحظى بشعبية كبيرة لدى المتقاعدين البريطانيين، واستند تصنيف أسعد بلدان العالم للتقاعد وترتيبها، إلى 6 فئات، للمفاضلة بين 95 دولة مُدرجة بالقائمة، ومن أبرز فئات المقارنة «كُلفة المعيشة»، «متوسط الرواتب» و«عدد ساعات سطوع الشمس يوميا». وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الخامسة، تلتها قبرص، ثم إسبانيا، وبعدها مالطا، ثم كولومبيا، وجاءت تايلاند في المرتبة العاشرة. من جهة أخرى حلت مملكة البحرين في المرتبة الثالثة عربيا والـ 56 عالمياً في مؤشر الرخاء والازدهار العالمي لعام 2021 الصادر عن معهد ليغاتوم البريطاني، فيما حلت الإمارات في المرتبة الأولى واليمن بأدنى معدلات الازدهار في التصنيف. ومؤشر الرخاء والازدهار هو تصنيف سنوي تم تطويره بواسطة معهد ليغاتوم، ويستند المؤشر إلى مجموعة متنوعة من العوامل منها: الثروة، والنمو الاقتصادي، ونوعية الحياة، والصحة، والتعليم، والرفاهية الشخصية. والغرض من المؤشر هو تسليط الضوء على نقاط القوة والضعف في الدول لتحديد الخيارات الاقتصادية التي يجب القيام بها لمواصلة بناء مجتمعات شاملة، وفتح المجال أمام الابتكار، وتمكين الناس من تحقيق الرخاء. ويقيس المؤشر أداء 167 دولة، بالاعتماد على 12 ركيزة في ثلاثة مجالات أساسية للازدهار تشمل المعايير الشاملة للمجتمعات، وبيئة الاستثمار والاقتصادات المفتوحة، والظروف المعيشية والصحية والتعليمية للأشخاص. وعربيا، حلت الإمارات (41 عالميا) في المرتبة الأولى تلتها قطر (46 عالميا)، ثم البحرين (56 عالميا)، ثم الكويت (58 عالميا)، وسلطنة عمان (67 عالميا)، ثم السعودية (75 عالميا). وعلى الصعيد العالمي، جاءت الدنمارك في رأس قائمة أكثر الدول ازدهارا، ومن ثم النرويج فالسويد، تليها فنلندا وبعدها سويسرا.
مشاركة :