وسط تباين عراقي داخلي حول تفسير الاتفاق بين الولايات المتحدة وحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بشأن خروج القوات القتالية الأجنبية المنضوية ضمن التحالف، الذي تقوده واشنطن، ضد تنظيم داعش، من البلاد، صعّدت جماعات عراقية مسلحة، مرتبطة بإيران، تهديداتها ضد القوات الأميركية مع بدء العد التنازلي لخروجها المفترض أن يكتمل في 31 الجاري. وتزامنت تلك التهديدات مع تصاعد الهجمات التي تستهدف المصالح الأجنبية وأرتالا تابعة للتحالف الدولي. وقال المتحدث باسم حركة «حقوق»، الجناح السياسي لـ «كتائب حزب الله» علي فضل، إن جميع الخيارات متاحة لـ «فصائل المقاومة»، في حال «لم تلتزم القوات الأميركية بموعد انسحابها الكامل». وأكد القيادي في «تحالف الفتح»، الجناح السياسي لفصائل «الحشد الشعبي» حامد الموسوي، أن الفصائل جاهزة في حال لم تخرج القوات الأجنبية. وأشار إلى أن الوجود الأميركي لن ينتهي بسحب القوات القتالية، مؤكداً وجود محاولات لتثبيته. وتابع أن «فصائل المقاومة التزمت بالوعود الحكومية بشأن عدم التعرض للاحتلال، وأنه سينسحب من العراق نهاية العام». وتوعد قائلاً إن «فصائل المقاومة لا تعتمد على أخبار وتقارير الصحف الأجنبية في الصمت عن الوجود الأميركي، وهي مستعدة لليوم المقرر في حال أخل الاحتلال بالاتفاقية ولم يخرج». وتبنى فصيل مجهول أطلق عليه اسم «لواء فاتح خيبر» عملية استهداف «المنطقة الخضراء»، التي تضم السفارة الأميركية وسط بغداد أمس الأول، بـ 3 صواريخ «كاتيوشا». وقال الفصيل إن المهلة الممنوحة للقوات الأميركية شارفت على الانتهاء، ولم ينفذ الاتفاق بمغادرة البلاد، مضيفا أنه قرر التصدي للقوات الأميركية بـ «ضربات موجعة». ونشرت منصات تابعة للفصائل العراقية، أمس، بياناً لميليشيا غير معروفة، أطلقت على نفسها تسمية «كتيبة السابقون»، تبنت هجوماً استهدف رتلاً تابعاً للتحالف بمحافظة الأنبار غربي البلاد، موضحة أن الرتل كان متوجهاً نحو قاعدة «عين الأسد». في المقابل، أكد مسؤول عسكري عراقي «مواصلة الإجراءات الأمنية لمنع وقوع أي هجمات أخرى ضد المنطقة الخضراء أو أرتال التحالف الدولي كما حصل بالأيام الماضية»، موضحاً أن الحكومة جادة في حسم ملف الوجود العسكري القتالي للقوات الأجنبية في البلاد قبل حلول عام 2022. ووصف التهديدات بأنها «محاولة استعراض قوة لن تلتفت لها الحكومة»، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن «أي هجوم آخر قد يقابل برد كبير من الأميركيين في حال أوقع إصابات بصفوفهم». في غضون ذلك، جدد متحدث باسم العمليات المشتركة في العراق التأكيد على أن القوات القتالية الأميركية تنسحب من قاعدة «عين الأسد» غربي العراق وتُجلي قواتها من قاعدة «الحرير» بأربيل، مشيراً إلى ذلك سينتهي خلال أيام.
مشاركة :