أوقات السفر والانتقال من بلد لآخر لدى البعض هي أوقات تأمل، هذا إذا كان الانتقال يتم براً أو بحراً، لكن الأمر يختلف كثيراً إذا كنت تتنقل بالطائرة، خصوصاً لأصحاب الرحلات الطويلة ممن تستغرق طائراتهم ساعات وساعات حتى الوصول لوجهتها، السؤال الأبرز لمثل هؤلاء وغيرهم ممن يضيقون ذرعاً بالطائرات كوسيلة، ويعانون من القلق أثناء استقلالها، كيف نقضي هذا الوقت؟ للإجابة على مثل هذا السؤال، يمكننا الاستعانة بآراء أصحاب الخبرة، من كثيري السفر، بالتحديد أولئك الذين اعتادوا على رحلات مطولة، وكونوا من خلال هذه الرحلات روتيناً وعادات معينة يلجأون إليها، لكن الإجماع واحد حول أن لا شيء وحده يحقق ذلك، بل يجب تمضية الوقت بين أشياء عدة. اقرأ أحد أهم الطرق لتمرير الوقت وإزاحته بسهولة وكذلك الاستمتاع به، يأتي من خلال القراءة، فالاستغراق في قراءة نص أدبي أو فكري أو ترفيهي هو من أجمل الأشياء التي يمكن أن يقوم بها المسافر، إنها تنقلك إلى عوالم أخرى من الخيال الخصب المفجر للأفكار والتأملات، ما ينعكس في الأخير على حالتك المزاجية ويزيل عنك أي توتر، جرب ولن تندم. اكتب من المناسب لرحلات الطائرات المطولة أن تحضر معك قلماً ومجموعة أوراق، إن تلك اللحظات التي تعيشها بين الغيوم والسحاب ستزودك بالإلهام الذي سيفجر لديك الأفكار، أفكار من الجيد كتابتها وصياغتها، لعلك تعثر بينها لاحقاً على نص أدبي منيف، أو فكرة لامعة تعينك في عملك، أو ذكرى ملهمة تدعوك إلى تقويم حياتك ومعالجة مواقفك بشكل أفضل. مشاهدة الأفلام هي من الحلول الناجعة لتمضية أوقات بعيدة عن القلق والملل، اختر فيلماً سلساً يثير فيك الهدوء ويعزز فيك الاسترخاء، الأفلام لها قدرة مميزة على نقلك بعيداً عن أجواء الطائرة الخانقة. النوم إذا كنت تستطيع النوم على الطائرة، فليكن هذا الأمر أول الأشياء التي تنفذها لقتل الوقت، فمن ناحية يعزز فيك صفاء الذهن ويحجبك عن القلق ويمرر وقتك، ومن ناحية أخرى يساعدك لاحقاً في ضبط ساعتك البيولوجية. تحدث لمن بجانبك إذا كنت شخصاً اجتماعياً منفتحاً على التعرف على أشخاص جدد، فيمكنك محاولة الحديث مع من بجانبك والتعرف عليه، فهذا الأمر قد يفتح كثيراً من الحديث الشيق الذي يبعد عنك الملل ويدفعك باتجاه تمرير وقتك على الطائرة بشكل أسرع، فتلك الأحاديث مع الغرباء تكون مثيرة، خصوصاً ما يكتنفها من صدق وتحرر من التجمل. استعد لوجهتك الجديدة يمكنك قراءة المزيد عن البلد الذي ستسافر إليه، يمكنك حتى محاولة تعلم اللغة أو اللهجة الخاصة بهذا البلد، فذلك بجانب كونه يمرر وقتك على الطائرة بشكل أسرع، يساهم أيضاً في دعم خبراتك وتعزيز مهارات التواصل لديك مع البلد الجديد الذي ستحل عليه زائراً، ما يعود عليك في الأخير بالنفع.
مشاركة :