يتميز الاحتفال بعيد الميلاد بطابع خاص في بيت لحم، مهد السيد المسيح، والتي حافظت على الأجواء الاحتفالية في ظل جائحة كورونا، التي كان هناك أمل في نهايتها. لكن متحور أوميكرون بدد هذا الأمل. فكيف هي أجواء الاحتفال هذا العام؟ بيت لحم تستعد للاحتفال بعيد الميلاد رغم جائحة كورونا التي حرمت المدينة من السياح مع موسم أعياد الميلاد، تسود أجواء احتفالية في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، إذ يُمكن سماع مزمار القربة والأبواق والطبول في أرجاء المدينة ذات الغالبية المسيحية. ففي بيت ساحور وهي بلدة صغيرة قريبة من بيت لحم بالضفة الغربية، يستعد موسيقيون فلسطينيون شباب من الكشافة داخل ملعب رياضي تابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية للمشاركة في الاحتفال بعيد الميلاد. وعن كيفية التدريب، يقول قائد مجموعة كشافة الرعاة في الكنيسة ظافر قسيس "نتدرب بشكل حماسي هذا العام إذ يتدرب معظم أعضاء المجموعة بشكل يومي تقريبا على مسيرة المشاركة في احتفالات عيد الميلاد". ويبدو أن حديث قسيس مترجم على أرض الواقع إذ يقوم أعضاء المجموعة بالتدريب على تقديم العروض الاحتفالية مثل أغاني عيد الميلاد والترانيم الشعبية، والأهم قيادة عازفي مزمار القربة وهو تقليد موسيقي يعود إلى حقبة الانتداب البريطاني في بداية القرن العشرين. عودة مسيرات عيد الميلاد وتعد فرق الكشافة الفلسطينية والفرق الموسيقية جزء لا يتجزأ من احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم، إذ تجوب هذه الفرق كافة أنحاء المدينة وحتى الوصول إلى ساحة المهد أمام كنيسة المهد حيث ولد السيد المسيح. ويبدأ الاستعراض في صباح يوم 24 من ديسمبر/ كانون الأول. وتستمر الاحتفالات طوال اليوم حتى قداس عيد الميلاد منتصف الليل، فيما لا يُعرف حتى الآن ما إذا كان ستفرض قيود جراء جائحة كورونا مثلما كان الحال العام الماضي حيث تم تقليص الاحتفالات بعيد الميلاد. الجدير بالذكر أنه يتم الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة بيت لحم عدة مرات، إذ تختلف الطوائف المسيحية في موعد الاحتفال. فالكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية تحتفلان بعيد الميلاد في 24 ديسمبر/ كانون الأول فيما يكون احتفال الكنيسة الأرثوذكسية في السابع من يناير/ كانون الثاني ثم يلي ذلك احتفال الأرمن. شباب فلسطينيون من الكشافة يستعدون للعزف في ظل جائحة كورونا قيود جديدة على السفر على الرغم من زيادة وتيرة حملات التطعيم ضد فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية، إلا أن ظهور متحور أوميكرون أفسد استعدادات بلدية بيت لحم لاستقبال السياح هذا العام. فما لبثت إسرائيل أن فتحت الحدود في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني حتى أغلقتها مرة أخرى بعد شهر للحيلولة دون تفشي متحور أوميكرون فيما تم السماح لعدد قليل من الأفواج السياحية خلال الأشهر الماضية. وخلال العام الماضي، كانت إسرائيل قد أغلقت حدودها مع استثناءات قليلة. لذا لم يتمكن السياح من السفر إلى الضفة الغربية فيما جاء الإغلاق الحالي قبيل عطلة عيد الأنوار اليهودية (حانوكا) وبداية موسم عيد الميلاد. وقد ألقى هذا الإغلاق بظلاله على الاحتفالات بأعياد الميلاد في بيت لحم، كما يقول المصور الفلسطيني إلياس الحلبي. ويضيف الحلبي وهو ينظر إلى شجرة عيد الميلاد الكبيرة المطلة على ساحة المهد "شعر الناس ببعض الأمل، لكن بعد ذلك تم فرض (الإغلاق) مما يعني عدم وجود عدد كبير من السياح". ويتابع "رغم شعور الناس بالإحباط مرة أخرى، إلا أننا نشعر بأجواء وروح عيد الميلاد". شجرة عيد الميلاد الضخمة والجميلة في بيت لحم تستقطب الزوار حيث يلتقطون الصور أمامها وقبل الجائحة، كان الحلبي يلتقط صورا لكافة أرجاء بيت لحم، حيث أنه "ليس لدينا دائما أجمل شجرة عيد الميلاد في بيت لحم، لكن بالتأكيد لدينا كنيسة المهد وهذا ما يجعل بيت لحم مميزة". يتوقع أن يقصد عرب إسرائيليون وفلسطينيون من أجزاء أخرى من الضفة الغربية مدينة بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد إلى جانب بعض مسيحي قطاع غزة ممن حصلوا على تصاريح إسرائيلية. ويعد الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام الثاني في ظل جائحة كورونا، ما أثقل كاهل سكان بيت لحم الذين يعتمدون بشكل أساسي على السياحة خاصة في هذا التوقيت من العام. وفي ذلك، وتقول ماهرة نصار غريب، مديرة مركز للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية قرب كنيسة المهد، "لقد تأثرنا جميعا سواء من يعملون في الحرف اليدوية الصغيرة أو دور الضيافة الصغيرة أو الفنادق الكبيرة". وتضيف "يتعين أن نتحلى بقدر كبير من التفاؤل ونقول إنه ستكون هناك نهاية للفيروس في مرحلة ما". عدد قليل من الزوار تعد كنيسة المهد مركز الاحتفالات بأعياد الميلاد، إذ يقصدها الزوار من جميع أنحاء العالم على مر القرون. ورغم القيود بسبب وباء كوورنا، يأمل رجال الدين المسيحي بقدوم الزوار إلى الكنيسة. ويقول حارس الأراضي المقدسة الجديد الأب فرانسيسكو باتو "على الرغم من الأخبار السيئة عن ظهور متحور أوميكرون، فإننا نأمل أن يتمكن الحجاج من العودة والاحتفال مع المسيحيين هنا". يشار إلى أنه خلال العقد الماضي، خضعت كنيسة المهد لعملية ترميم كبيرة فيما ساد الهدوء أرجاء الكنيسة بسبب وباء كورونا فلم يعد ثمة طوابير من أجل السماح بدخول الكهف حيث تشير النجمة الفضية إلى المكان الذي وُلد فيه السيد المسيح. موسم أمل ورغم القيود، لا تزال ساحة كنيسة المهد مركزا يستقطب زوار بيت لحم فيما يلتف حول شجرة عيد الميلاد في الساحة الكثير من أجل التقاط الصور خاصة السليفي. وفي هذا السياق، يقول المصور الشاب إلياس حلبي "بالنسبة لنا فإن موسم عيد الميلاد يعد موسم أمل. حتى قبل جائحة كورونا، كانت هناك العديد من المشاكل الأخرى على مر السنين". ويضيف "لكن رغم كل الصعاب فإن إضاءة شجرة عيد الميلاد في كنيسة المهد أو حتى التواجد في بيت لحم يعد شيئا مميزا في حد ذاته.. هذا يبعث على الأمل ويسعدنا." تانيا كريمر / م ع
مشاركة :