في الوقت الذي تقترب فيه مواقع تخزين النفط البرية حول العالم من الامتلاء بسبب تخمة الإمدادات تبقى عشرات الملايين من براميل النفط في الناقلات بانتظار مأوى وهو ما ينذر بحالة شلل لوجيستي. وقالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الجمعة إن حجم مخزونات النفط بلغ ثلاثة مليارات برميل. ويقول تجار إن النفط الفائض يجعل الناقلات تصطف عند الموانئ الكبرى حول العالم بما يزيد من فترات الانتظار إلى أيام وأسابيع وربما شهور. ويتسبب نقص المساحة المتوفرة لتفريغ النفط في تقييد الناقلات اللازمة للحفاظ على حركة نقل الخام واستمرار العمل في الآبار. وقد تجبر الاختناقات موردي النفط على القيام بعمليات بيع سريع بأسعار مخفضة لمجرد توفير مساحة مما سيضع المزيد من الضغوط على أسعار النفط المنخفضة أصلا عند أدنى مستويات في ستة أعوام. وبلغت تكلفة استئجار ناقلة عملاقة تتسع لمليوني برميل من النفط أعلى مستوى منذ 2008 في الشهر الماضي عند أكثر من 100 ألف دولار في اليوم بينما لا تزال التكلفة حاليا أعلى من 70 ألف دولار في اليوم. وقال يوجين ليندل المحلل لدى جيه.بي.سي إنرجي "نشعر بالقلق. تتنامى الدلائل على أن استيعاب هذا الخام يزداد صعوبة." وفي الخليج الأمريكي تجاوز عدد السفن الرابضة خارج الموانئ بالقرب من هيوستون 50 سفينة تجارية نهاية الأسبوع الماضي من بينها 41 ناقلة. وقالت مصادر إن سبع ناقلات من النوع أفراماكس التي تتسع الواحدة منها لحمل 700 ألف برميل من النفط كانت مرابضة خارج روتردام بانتظار تفريغ حمولتها. كما بلغت الكمية غير المباعة من خام غرب افريقيا سواء الذي جرى تحميله على ناقلات أو الذي بانتظار التحميل خلال الأسبوعين المقبلين نحو 15 مليون برميل. وفي إشارة إلى بلوغ السعة التخزينية القصوى على البر قالت مصادر في قطاع الشحن والموانئ إن ما يصل إلى 20 ناقلة عملاقة كانت تنتظر في مرفأ البصرة العراقي وإن سفنا تواجه تأخيرات في التحميل لما يصل إلى 12 يوما. وقال مصدر في ميناء تشينغداو الصيني إن ناقلة عملاقة راسية هناك منذ أغسطس اب وأخرى منذ الشهر الماضي. وقال مصدر بشركة للناقلات "توجد تأخيرات بشكل عام مع دخول كثير من الشحنات إلى الشبكة. توجد تأخيرات بالموانئ في مناطق كثيرة منها البصرة والصين على وجه الخصوص. هذا يكبل الطاقة الاستيعابية."
مشاركة :