حصلت الموظفة بالبلدية الشمالية المهندسة ضحى محمد علي المدحوب على ماجستير الإدارة العامة مع مرتبة الشرف من جامعة إكس مارسيليا الفرنسية ومعهد الإدارة العامة ضمن برنامج ماجستير الإدارة العامة الدفعة الثالثة، حيث كان عنوان المطروحة (ممارسات الإدارة الاستراتيجية في بلديات مملكة البحرين: دراسة نوعية حول تحديات صياغة وتنفيذ الخطط الإستراتيجية) واوضحت المهندسة ضحى المدحوب أن «الأطروحة ألقت الضوء على مسيرة البلديات في مملكة البحرين وما طرأ عليها من تغيرات خلال المئة عام الماضية وصولا لوضعها الحالي». كما عرضت الأطروحة بعض أهم الممارسات الحديثة في مجال الإدارة الاستراتيجية ضمن نطاق البلديات والسلطات المحلية على المستوى العالمي والتي من خلالها يمكن لبلديات مملكة البحرين استغلالها لتطوير الأداء البلدي بما يلبي طموحات وتطلعات القيادة الرشيدة والمواطنين لتطوير البلاد بما يواكب متغيرات الوضع الحالي والعالمي والدول المتقدمة. وقالت المدحوب «أن البلديات بشكل دولي مجملا تواجه عدة تحديات يمكن تلخصيها في أربع نطاقات هي الوضع القضائي والاقتصادي والاجتماعي العام للبلد والظروف الهيكلية مثل درجة المركزية واللامركزية الإدارية من حيث تفويض المهام التي تقع على عاتق البلديات والاستقلالية المالية لها والوضع المؤسسي للبلديات من حيث حجمها وتنظيمها الداخلي ووضعها المالي (الميزانية) ودرجة تقدمها وتوافر قواعد البيانات القوية حول المتغيرات الاقتصادية وكفاءات الموظفين فيها والإدارة المالية الداخلية وجودة البنية التحتية لها». إضافة الى «ظروف الموارد البشرية التي تشير إلى جودة القيادة وتوافر المهارات في التحليل الاقتصادي والسياسي وإعداد الميزانية والإدارة المالية والمشتريات وأهمية وجود الموظفين المدربين تدريبا جيدا لهذه المهام خصوصا إعداد الميزانية وإدارة شؤون الموظفين ومهارات التقييم والمراجعة والإدارة للقيادات العليا والوسطى من مدراء ورؤساء أقسام». وخلصت الدراسة التي قدمتها المدحوب الى أن 46% من التحديات التي تواجهها البلديات في جودة إدارة التخطيط الاستراتيجي لها علاقة بالموارد البشرية «من حيث درجة الشفافية وجودة العلاقات بين الموظفين داخل الوزارة ودرجة التواصل بين الإدارات و كفاءة مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام على التخطيط الاستراتيجي وامتلاكهم للرؤية بعيدة المدى، ومدى فعاليتهم في قيادة فرق العمل»، في حين حلت التحديات المؤسسية في المرتبة الثانية بنسبة 32% والتي تشمل الأمور المالية والميزانية وجودة البيانات والمعلومات و إجراءات الرقابة والمتابعة والتقييم للأعمال. أما بالنسبة للهيكل التنظيمي ودرجة تعقيده فجاء المؤشر ثالثا بنسبة 13% حيث أكد المشاركون في الدراسة أن درجة تعقيد في الهيكل التنظيمي ووجود عدد كبير من القطاعات والإدارات داخل الوزارة يعد من أحد التحديات التي تواجههم في إدارة التخطيط الاستراتيجي بالتحديد في مسألة تداخل المهام وجودة التواصل والتنسيق بين هذه الجهات المختلفة». أما بالنسبة للتحديات الخارجية فقد جاءت في المرتبة الأخيرة من حيث تأثيرها على إدارة التخطيط الاستراتيجي بنسبة 9% فقط حيث بينت الدراسة كفاءة وقدرة الإدارة العليا على الاستجابة السريعة للمتغيرات التي تطرأ على المحيط الخارجي للبلديات وسرعة التكيف والقدرة على تطويع آليات العمل بما يتناسب مع المتطلبات والمتغيرات المستجدة بشكل مرضي. وعرضت الأطروحة نموذج برايسون (دورة تغيير الاستراتيجية Strategy change cycle) ونموذج (بطاقات الأداء المتوازن Balanced score Cards) والذي هو مستخدم في شؤون الاشغال منذ فترة طويلة و المعروف دوليا وكيف يمكن تطويع النموذجين وخلق نموذج جديد يتلاءم مع متطلبات البلديات في مجال للإدارة الاستراتيجية وقابل للتطويع للاستجابة للمتغيرات والتحديات التي تطرأ على البلديات مستقبلا. وكانت الغالبية العظمى من المشاركين من مسؤولين في الوزارة حريصين كل الحرص على أن تحقيق رضا المواطنين وتطلعاتهم هو الهدف الرئيسي والغاية العليا أثناء تنفيذ الخطط والبرامج والمشاريع في الوزارة، بالإضافة لتحقيق أهداف برنامج التوازن المالي وتحقيق مبادئ الجودة في تقديم جميع الخدمات البلدية للوصول لتحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030». وأوضحت أن «الدراسة شملت البحث عن هذه التحديات الرئيسية ودرجة تواجدها في بلديات مملكة البحرين كما تم تحليل المعلومات والبيانات في برنامج Atlas.ti الرائد عالميا في مجال البحث العلمي والأكاديمي كما تم عرض مجموعة من المقترحات والحلول لمعالجة هذه التحديات والتي من أهمها التركيز على بناء نموذج إدارة استراتيجية متكامل للبلديات والتركيز على جودة البيانات وأتتمتتها قدر الإمكان ووضع مؤشرات الأداء بشكل صحيح ووضع آليات متابعة ورقابة قوية لضمان تنفيذ الاستراتيجيات والوصول لتحقيق الأهداف الاستراتيجية».
مشاركة :