أبطال الصفوف الأمامية في المدارس الحكومية

  • 12/22/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬حلت‭ ‬ضيفاً‭ ‬ثقيلاً،‭ ‬فرضت‭ ‬علينا‭ ‬نمط‭ ‬حياة‭ ‬لم‭ ‬نعهده‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬المؤلمة‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭ ‬وتركت‭ ‬آثارا‭ ‬نفسية‭ ‬وجسدية‭ ‬واجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬ربما‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬لنتعافى‭ ‬منها،‭ ‬ومازالت‭ ‬المعاناة‭ ‬قائمة‭ ‬ومازالت‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬تُخيم‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬ونحن‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬وتضررت،‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬وكرمه‭ ‬علينا‭ ‬ثم‭ ‬بفضل‭ ‬قيادتنا‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬سخرت‭ ‬كل‭ ‬إمكانات‭ ‬الدولة‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء‭ ‬وباستراتيجية‭ ‬مهنية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬بجهد‭ ‬وإخلاص‭ ‬منقطع‭ ‬النظير،‭ ‬ما‭ ‬خفف‭ ‬عنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬المؤلمة‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء‭ ‬القاتل،‭ ‬وجهود‭ ‬العاملين‭ ‬بالصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬حظيت‭ ‬بالتقدير‭ ‬المجتمعي‭ ‬والحكومي‭ ‬نظير‭ ‬ما‭ ‬قدموه‭ ‬ويقدمونه‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬ومقيم‭ ‬على‭ ‬تراب‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬فلهم‭ ‬عظيم‭ ‬الشكر‭ ‬والثناء،‭ ‬وهذا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأبطال‭.‬ ولعلي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬أسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬صفوف‭ ‬أمامية‭ ‬أخرى‭ ‬وأبطال‭ ‬آخرين‭ ‬غير‭ ‬الذين‭ ‬رأيناهم‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الفحص‭ ‬والرعاية‭ ‬ومراكز‭ ‬العزل‭ ‬والحجر‭ ‬الاحترازي‭ ‬التي‭ ‬تُشرف‭ ‬عليها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬عملوا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬بصمت‭ ‬وتحملوا‭ ‬الضغط‭ ‬وخاطروا‭ ‬بحياتهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬الحياة‭ ‬وتعود‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها،‭ ‬إنهم‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬معلمين‭ ‬وإداريين‭ ‬وعاملين،‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يُقارب‭ ‬عام‭ ‬كامل‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020م‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تطبيق‭ ‬اختبار‭ ‬الفحص‭ ‬السريع‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬يتحملون‭ ‬هذا‭ ‬العبء‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬الطلاب‭ ‬والعاملون‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬بتعليم‭ ‬آمن‭ ‬وبيئة‭ ‬عمل‭ ‬آمنة‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬بهدف‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬المدارس‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬وتستمر‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والتعلمية‭ ‬ويستمر‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬مدارس‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬والمهني‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الطالب‭ ‬الحضور‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الحضور‭ ‬الفعلي‭ ‬للطلبة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬الصناعية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يُقرب‭ ‬من‭ ‬90‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الطلبة،‭ ‬ومازالت‭ ‬هذه‭ ‬المدارس‭ ‬تُجري‭ ‬اختبارات‭ ‬الفحص‭ ‬السريع‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬عام‭ ‬كامل،‭ ‬وهم‭ ‬يقومون‭ ‬بالفحص‭ ‬اليومي‭ ‬لمئات‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬ومعلمين‭ ‬وإداريين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدارس،‭ ‬هذه‭ ‬الفحوصات‭ ‬اليومية‭ ‬يزيد‭ ‬بعضها‭ ‬على‭ ‬340‭ ‬فحصا‭ ‬يوميا‭ ‬ولكم‭ ‬أن‭ ‬تتخيلوا‭ ‬عدد‭ ‬الفحوصات‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفحوصات‭ ‬اليومية‭ ‬ما‭ ‬تظهر‭ ‬نتيجته‭ ‬سلبية‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬إيجابية،‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬المخاطرة‭ ‬عند‭ ‬اكتشاف‭ ‬حالة‭ ‬مصابة،‭ ‬يعيشها‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬منذ‭ ‬ساعات‭ ‬الصباح‭ ‬الأولى‭ ‬ولمدة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬متواصلة‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقع،‭ ‬ثم‭ ‬يتوجهون‭ ‬لاستكمال‭ ‬أعمالهم‭ ‬المنوطة‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬والتدريب‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الإدارية‭ ‬أو‭ ‬الإشرافية‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭.‬ عام‭ ‬ونيف‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬تبذل‭ ‬جهودا‭ ‬كبيرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬أبطال‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬ولعلي‭ ‬اُطلق‭ ‬عليهم‭ ‬‮«‬أبطال‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬يأتي‭ ‬ضمن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬وتدابير‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬الوقائية التي‭ ‬تبذلها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استمرار‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬تأدية‭ ‬رسالتها‭ ‬السامية‭ ‬واستقبال‭ ‬الطلبة‭ ‬واستمرار‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬احترازات‭ ‬مشددة‭ ‬حتى‭ ‬تؤمن‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬آمنة‭ ‬لضمان‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬جميع‭ ‬منتسبي‭ ‬الميدان‭ ‬التربوي‭.‬ المعاناة‭ ‬التي‭ ‬عشناها‭ ‬ونعيشها‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬نكن‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدموه،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬أبطالا‭ ‬وصفوفا‭ ‬أخرى‭ ‬تستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والثناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدموه‭ ‬ويقدمونه‭ ‬فعملهم‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬غيرهم‭ ‬ومن‭ ‬الواجب‭ ‬أن‭ ‬ينالوا‭ ‬أيضا‭ ‬التكريم‭. ‬

مشاركة :