القصيم الحديثة.. الإنسان والوعي والمال (5)

  • 12/22/2021
  • 00:00
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

الأمير الدكتور فيصل بن مشعل يمتلك رؤية واضحة واستشرافاً مستقبلياً لما سوف تكون عليه النتائج فقد كان يريد لمنطقة القصيم أن تكون على أفضل صورة والمكان الملائم للنجاح، هذه التطورات التي شاهدناها ورصدناها تعطي انطباعاً واضحاً أن القصيم تخطط للغد وأن رؤية 2030 انطبعت في ذهنية وذاكرة المنطقة فصارت القصيم عالما جديدا.. في كتاب (تحديات القيادة) يقول كل من جيمس كوزيس وباري بوسنر: إذا أردت من أحد الإيمان بفكرة ما وتطبيقها فإن عليك أن تكون له بمثابة القدوة في تطبيق هذه الفكرة، وعند ذلك سوف تجد النتائج التي تبهرك، فما من شيء يمكنه إرسال رسالة واضحة أكثر من أن تكون متواجدًا لبناء حياة الناس وصناعة مستقبلهم، وهذا ما كان يقوم به الأمير الدكتور فيصل بن مشعل في كل مواقفه ومبادراته وتحركاته فقد وضع معياراً مرتفعاً للأداء والفعالية والنتائج، وطبق هذا المعيار على نفسه في أفعاله ومواقفه ومبادراته وأدائه ورسخ هذا المبدأ ليكون قدوة هذه المعيارية في الأداء والفاعلية هي التي مكنت القصيم من أن تحتل موقعًا متقدماً. فالأمير الدكتور فيصل بن مشعل يمتلك رؤية واضحة واستشرافاً مستقبلياً لما سوف تكون عليه النتائج فقد كان يريد لمنطقة القصيم أن تكون على أفضل صورة والمكان الملائم للنجاح، هذه التطورات التي شاهدناها ورصدناها تعطي انطباعاً واضحاً أن القصيم تخطط للغد وأن رؤية 2030 انطبعت في ذهنية وذاكرة المنطقة فصارت القصيم عالما جديدا. فعندما ننظر للمشروعات الكبيرة والحيوية والمنجزات الحضارية والإمكانات والآمال والمطامح اللا محدودة ندرك حجم التبدلات والتغيرات المتسارعة والمتتابعة والتي غيرت وجه المنطقة وحققت تمدنًا وتحولًا نوعيًا على مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية والحضارية والإنسانية. لقد حظيت في منطقه القصيم بفرصة نادرة للالتقاء بشخصيات اقتصادية واجتماعية وعلمية وثقافية وأكاديمية وأدبية وكانت الأسئلة المتداولة، ما الذي يحدث الفارق النوعي في حركة التطوير؟ وكيف استطاعت منطقة القصيم أن تحدث هذا الفارق النوعي؟ ومع أنني لست في موقف تفضيل منطقة على أخرى أو ثقافة على أخرى إلا أن زيارتي لمنطقة القصيم، بدعوة من الدكتور راشد أبا الخيل، فتحت لي نافذة للاطلاع والمشاهدة وقراءة هذه المنطقة الحيوية ومن واقع هذه القراءة تبين لي أن هنالك عاملًا رئيسًا يصنع عقلية النجاح، يتمثل في العصامية والواقعية (البروغماتية) والثقة بالنفس هذه الصفات الفردية عميقة ومتوغلة في شخصية الفرد وهي التي كونت لديه الاستعداد الكبير للنجاح، والواقع أن الأجيال متصلة ببعضها اتصالًا وثيقاً وتتوارث تجاربها وتعود في تصوري تلك العصامية والبرغماتية إلى تجربة العقيلات الملهمة والتي حوت الكثير من الدروس باعتبارها تجربة واسعة ومنفتحة تتوفر فيها كل عوامل النجاح، فعندما نتأمل شخصية العقيلي نجد أنها شخصية تتميز بالعصامية والكفاح والانضباط الذاتي والإصرار الكبير كما تتميز بالإرادة وقوة العزيمة والاستقلال الذاتي وحسن المخالطة والمجالسة والمعرفة العميقة بمختلف المجتمعات فتنوع هذه الشخصية وسعة أفقها مكنها من التداخل مع مختلف المجتمعات الإنسانية. هذه التجربة الحضارية هي التي صنعت العصامية وروح المبادرة والتي ليس مكانها الملائم المتاحف والمهرجانات، وإنما الدراسة والتخصص العلمي وجعلها الوسيلة الحضارية لنقل التجربة للأجيال القادمة، لا شك أن عبداللطيف الوهيبي قام بإنجاز فريد في الحفاظ على تراث العقيلات ولكن هذا لا يكفي لوحده، فحضارة العقيلات تجربة تاريخية فريدة ونادرة ذات ثراء واسع في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والفكرية والثقافية والدبلوماسية والحضارية والإنسانية مكانها الجامعات ومراكز الدراسات ومؤسسات البحث العلمي والدراسات التاريخية وعلم الاجتماع أو علم الإنسان الاجتماعي (الأنثربولجي) أو أن يتبنى أحد رجال الأعمال في القصيم تأسيس مركز دراسات العقيلات، أما أن يقتصر على المتاحف والمهرجانات فلن يستفيد أحد من هذه التجربة التاريخية الثرية. لقد تكرست هذه التجربة العصامية في المجتمع وصارت جزءًا من التربية. في مدينة بريدة حياة اجتماعية وإنسانية فريدة فالمؤسسات الاجتماعية والإنسانية تعد جزءًا لا يتجزأ من تكوين المدينة فتلازم البعد الإنساني بالبعد الاجتماعي حقيقة مشاهدة في مجتمع بريدة، فقد زرت الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد (كبدك) بدعوة من صاحب فكرة الجمعية الدكتور راشد أبا الخيل وكانت زيارة بناءة ومفيدة استمعت فيها إلى شرح مفصل عن الجمعية من المدير العام عبدالعزيز بن علي الحميد والذي يقوم بدور فعال ونشط في إدارة الجمعية، فقد نقل الجمعية في غضون سنوات قليلة لتصبح من الجمعيات الإنسانية الرائدة. تعود فكرة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد إلى الدكتور راشد أبا الخيل وإلى منتصف عام 2007م عندما عاد الدكتور راشد أبا الخيل من رحلة علاجية طويلة قضاها في ألمانيا وقد أحدثت له تلك الرحلة تحولاً إنسانياً نوعيًا دفعه إلى المبادرات الإنسانية، استهل تلك المبادرات الإنسانية بمشاركته في تأسيس جمعية خيرية للأيتام في بريدة وصار مساندًا قويًا لهذه الجمعية ماديًا ومعنويًا واختير نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، تركز تفكير الدكتور راشد أبا الخيل على الحقل الإنساني فقد مر بتجربة إنسانية فريدة عندما كان مديرًا عامًا لمركز الملك سلمان الاجتماعي للمسنين، ومن ثم مديراً عاما لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، وقبل ذلك دراسته وتخصصه في الشأن الاجتماعي والإنساني فأصبح له حضوره الواسع في تلك الحقول الإنسانية وبقيت فكرة تأسيس الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد مهيمنة على تفكيره وكان يتحين الفرصة المناسبة لتنفيذ هذه الفكرة. ففي أحد الأيام زار الأمير الدكتور فيصل بن مشعل والذي كان سموه يتواصل معه أثناء فترة علاجه في ألمانيا وعرض عليه فكره إنشاء جمعية خيرية لمرضى الكبد، فرحب سموه بالفكرة وشجع على تنفيذها وتقديم الرعاية والمساندة لها وبعد أن تكاملت الجمعية أصبح الأمير الدكتور فيصل بن مشعل رئيسًا لمجلس إدارة الجمعية، والدكتور راشد أبا الخيل نائبًا له، واليوم تعتبر جمعية (كبدك) من الجمعيات الإنسانية الرائدة في الحقل الإنساني وقد كانت أول مبادرات جمعية كبدك أن سعى نائب رئيس الجمعية الدكتور راشد إلى نقل كبير الاستشاريين في تليف الكبد الدكتور ديتر برورينغ من ألمانيا إلى المملكة.. فعندما لاحظ الدكتور راشد أبا الخيل مهارة الدكتور برورينغ الفائقة وإمكاناته الجراحية المتقدمة لا سيما أنه تلقى العلاج على يديه في مستشفى كيل في ألمانيا ألح عليه بالانتقال لأحد مستشفيات المملكة، وقد تردد في البداية إلا أنه قرر الانتقال لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. ويعد وجود الدكتور برورينغ في مستشفى الملك فيصل التخصصي إنجازًا إنسانيًا وطبيًا فريدًا حيث يقدم لعشرات الناس الذين يعانون من تليف الكبد أملًا جديدًا فقد ارتفعت أعداد زراعة الكبد من 30 عملية إلى 270 عملية في السنة، وكانت نسبة النجاح تفوق 97 % وقد حد ذلك من إرسال الحالات التي تعاني من تليف الكبد إلى الخارج. وتتواصل مبادرات الدكتور راشد أبا الخيل ففي عام 2019م فكر في إنشاء مستشفى للتأهيل الطبي والرعاية طويلة الأجل في المليدا بالقرب من مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز وجامعة القصيم ومستشفى الحرس الوطني ومستشفى القوات المسلحة فيما يعرف اليوم بـ(بريدة الجديدة). وأثناء زيارتي لبريدة أطلعني الدكتور راشد أباالخيل على الأرض التي سوف يقيم عليها المستشفى في المليدا واليوم اكتملت الدراسات المتعلقة بالمستشفى وسوف يشرع في تنفيذه قريبًا. ولم يتوقف الدكتور راشد أباالخيل على المستشفى فشرع في إنشاء منتجع صحي طبي بالشراكة مع الدكتور وليد المنقور استشاري المخ والأعصاب واستشاري التأهيل الطبي والحاصل على البورد في مخ الأعصاب والبورد في التأهيل الطبي من جامعات فرنسا. وأخيراً كل الشكر لأصدقائنا في الإعلام الجديد السوشال ميديا والإعلام الإلكتروني والإعلام السياحي والإعلام التقليدي في القصيم: عبدالكريم اليوسف وعبدالعزيز الخشيبان ورشيد البدراني ومساعد المزيد ومحمد المسلم وسليمان السلمان.

مشاركة :