عقب سنوات من تجنب قصفه، أزاح تحالف دعم الشرعية جزئياً حماية مطار صنعاء، وفقا لقواعد القانون الدولي، وقصف مخازن ومنصات تستغلها جماعة أنصار الله الحوثية لإطلاق الطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ البالستية لشن هجمات عدائية، في حين أعلنت إيران وفاة سفيرها لدى الحوثيين بعد نقله إلى طهران. بعد سلسلة اعتداءات شنتها ميليشيات جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة بطائرات مسيرة دون طيار، لاستهداف جنوب السعودية، أسقط تحالف دعم الشرعية الحماية جزئيا عن مطار صنعاء الدولي، وفقا للقانون الدولي والإنساني، ونفذ ضربات جوية دقيقة ومحددة لأهداف عسكرية بالميناء الجوي الخاضع لسيطرة المتمردين في اليمن، مؤكدا أن ضربات مطار صنعاء تأتي استجابة للتهديد، واستخدام مرافقه لإطلاق هجمات عابرة للحدود. وأفاد «التحالف»، في بيان ليل الاثنين ـ الثلاثاء، بأنه «استهدف 6 مواقع في المطار، يتم استخدامها لإدارة نشاط المسيّرات المفخخة وتدريب العناصر الإرهابية على الطائرات، ومقر سكن المدربين والمتدربين، ومخزنين للمسيرات المفخخة»، مضيفا أن «تحييد هذه الأهداف لن يؤثر على القدرة التشغيلية للمطار، وإدارة المجال الجوي والحركة الجوية وعمليات المناولة الأرضية». وأشار إلى استهداف مراكز ثقل لأهداف نوعية بـ«قاعدة الديلمي» مرتبطة بمطار صنعاء، مبينا أنه دمر «مرافق لتجميع وتفخيخ الطائرات المسيرة ومنصات لإطلاق صواريخ بالستية تحت الأرض». وقبيل تنفيذه للضربات، طالب «التحالف» العاملين من المنظمات الدولية والإنسانية والمدنيين بإخلاء مطار صنعاء. وصرح المتحدث باسم «التحالف» العميد ركن تركي المالكي بأن الميليشيات الحوثية المتمردة تعمدت مهاجمة المدنيين والمطارات في السعودية، واستخدمت الأعيان المدنية كغطاء لعملياتها العسكرية، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ إجراءات قانونية قبل توجيه الضربات في مطار صنعاء. وأضاف المالكي أن القانون الدولي يجيز رفع الحصانة عن المواقع المدنية، «ومنح التحالف المدنيين إنذارا بمغادرة مطار صنعاء رغم علمه بعدم وجودهم، وحرصنا في الضربات على عدم تأثر العمليات التشغيلية لمطار صنعاء»، مشددا على أن «التحالف» لديه سياسة ثابتة واستراتيجية دفاعية في اليمن. وكان «التحالف» أكد، في وقت سابق، أن مطار صنعاء أصبح قاعدة عسكرية لخبراء «الحرس الثوري» و«حزب الله»، مشيرا إلى أن الميليشيات تستخدم مواقع ذات حصانة قانونية لتنفيذ هجمات عابرة للحدود، وأعلن أنه سيتخذ إجراءات قانونية لإسقاط الحصانة إذا لزم الأمر لحماية المدنيين. توقف الرحلات في المقابل، ادعى رائد جبل، وكيل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، التابعة للحوثيين، أن «مطار صنعاء خرج عن الجاهزية» عقب تعرضه للقصف. ونقلت قناة العربية، عن مصادر، أن الميليشيات الحوثية أوقفت تصاريح الطيران للطائرات الأممية والإغاثية لمطار صنعاء، مؤكدة أن الجماعة رفضت هبوط رحلة جوية تابعة للأمم المتحدة أمس. وفي وقت سابق، أظهرت مقاطع مصورة حصل عليها «التحالف»، ديسمبر الجاري، تدريبات للميليشيات الحوثية على طائرات أممية، بهدف اختبار منظومة جوية صاروخية. ومنذ 2016، يفرض التحالف حظرا على الحركة الملاحية في مطار صنعاء، باستثناء الرحلات الإنسانية الخاصة بالأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر. مأرب وتعز وفي موازاة تكثيف الضربات الجوية ضد مواقع المتمردين بصنعاء، شنت مقاتلات «التحالف»، أمس، غارات جوية استهدفت آليات ومواقع للميليشيات الحوثية غرب تعز. وقال مصدر عسكري إن 3 غارات استهدفت أطقما حوثية وتجمعا لعناصر الميليشيات المقاتلة في قرية المدخن بمنطقة شمير، التابعة لمقبنة، عند الريف الغربي لتعز، مؤكدا سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتمردين وتدمير طاقمين عسكريين. كما استهدفت مقاتلات «التحالف» بعدة غارات تجمعات وآليات للجماعة، المتحالفة مع إيران، في جبهات القتال جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية. ولاحقاً، أفاد "التحالف" بمقتل 250 حوثياً بمحافظتي مأرب والجوف وسط وشمالي اليمن، بعد تنفيذه لـ40 عملية استهداف خلال الساعات الـ 24 الماضية. وفاة أم اغتيال؟ إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أن سفير طهران في صنعاء حسن إيرلو توفي أمس، «متأثرا بإصابته بكورونا»، مضيفا أن إيرلو «الذي كان من المحاربين القدامى وتعرض للكيماوي، أصيب في مكان مهمته»، وعاد إلى البلاد في ظروف غير مواتية، ورغم كل خطوات العلاج إلا أنه توفي. في المقابل، تحدثت منصات إيرانية معارضة عن تعرض السفير الإيراني لـ«الاغتيال». وكان إيرلو غادر قبل 4 أيام مطار صنعاء الدولي على متن طائرة عسكرية عراقية بعد موافقة «التحالف» لأسباب إنسانية. وشوهد السفير الإيراني أثناء مغادرته المطار بوضع صحي حرج جدا، وتم نقله على سرير متنقل عبر سيارة إسعاف إلى داخل الطائرة. وبحسب معلومات استخباراتية، فإن إيرلو كان يشار إليه باعتباره الحاكم الإيراني لدى الحوثيين في صنعاء. ورغم الحديث عن إصابته بـ«كورونا»، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عما وصفته بـ«مصادر يمنية رفيعة المستوى»، قولها إن مغادرة السفير لم تكن بسبب إصابته بالفيروس، بل «بسبب نشوب خلاف نتيجة تصاعد الخسائر الحوثية مع تولي إيرلو قيادة المعارك المحتدمة خاصة في مأرب». وتم تعيين ايرلو بعد أن فقدت إيران قاسم سليماني، الذي قُتل في يناير 2020، وترك وراءه فراغا ملموسا في إدارة الملفات الإيرانية الإقليمية، وأهمها اليمن، وحاولت طهران بذلك تعزيز موقعها في اليمن قدر الإمكان. وصنفت الولايات المتحدة في وقت سابق، إيرلو، الضابط في «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري»، ضمن قائمة العقوبات، وكانت الخارجية الأميركية حذرت بعد وصول إيرلو إلى صنعاء من تفاقم الصراع في البلاد. توتر جنوبي على صعيد منفصل، وغداة تهديد المجلس الانتقالي الجنوبي بمواجهة «أي اعتداء» من قبل حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على الاحتجاجات الشعبية والقبلية التي تشهدها محافظة حضرموت، «بتصعيد كامل يشمل كل محافظات الجنوب»، ثارت تكهنات حول احتمال استبدال محافظ شبوة، محمد بن عديو، بعد أيام من إعلان مغادرته مدينة عتق، عاصمة المحافظة الجنوبية، متوجها نحو العاصمة الأردنية، للعلاج.
مشاركة :