أكد خطباء صلاة الجمعة، أمس، أن أحد أهم أسباب ممارسات المتطرفين الإجرامية؛ وشبهاتهم الفكرية هي المصادر الملوثة التي يتهافتون عليها ويتبعونها، لأنها توافق هواهم، وتحقق مبتغاهم، حيث تصور إجرامهم جهاداً، وصلاح غيرهم فساداً. وشدد الخطباء على أن المروجين لهذا الفكر المتطرف يخلطون الحق بالباطل، ويستغلون حب الشباب لدينهم، فيشوشون عقولهم، ويدعونهم إلى هجر بلادهم، وترك أوطانهم، والخروج على حكامهم، وتكفير مجتمعاتهم، زاعمين بذلك أنهم أهل الإسلام وحدهم دون غيرهم، ليستدرجوا الشباب إلى أوكار متطرفة تجمعهم، وهناك تتبدد الأحلام، وتتلاشى الأوهام، ويفاجأون بأسوأ كابوس، وسجن لا يجدون منه محيصاً، ويستخدمون أسوأ استخدام، فلا ينفع الندم، ولا يصلح الأسف. وحذر الخطباء من مفهوم دار الإسلام الذي يتردد ذكره في هذه الأيام؛ حيث يحاول المتطرفون هدم هذا المفهوم، بتصويره على غير حقيقته، واستخدامه في غير موضعه، لتكفير المسلمين، واستهداف بلدانهم وأوطانهم، مشيرين إلى أن دار الإسلام كما ذكر العلماء: هي ما يجري فيها حكم حاكم من المسلمين، أو أنها: ما كانت تحت يد المسلمين، وكانوا فيها آمنين، وهذا التعريف ينطبق على البلدان الإسلامية، إذ تقام فيها شعائر الدين، والمسلمون فيها آمنون على أنفسهم ودينهم، وإن بلادنا هذه بلاد إسلام، دينها الإسلام، وحكامها مسلمون، وإلى الخيرات سابقون، يقيمون فيها العدل، ويعظمون الشعائر، وينشئون المساجد، فارتفعت في بلادنا المآذن، وصدحت فيها المنابر، وانتشرت في ربوعها مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ووزعت فيها المصاحف، والكتب الإسلامية بلغات متعددة، لنشر الثقافة الإسلامية المعتدلة. وقال الخطباء: إن البلدان غير الإسلامية تسمى في الفقه الإسلامي دياراً معاهدة، تربطنا بهم علاقات ومعاملات تحكمها حدود وعهود ومواثيق دولية، وقد دعانا القرآن الكريم إلى الوفاء بالعهود وعدم نقضها، وقد عاش المسلمون قروناً طويلة يتفاعلون مع غيرهم من الأمم والشعوب، لضرورات كثيرة، وموجبات عدة. وأضاف الخطباء: اعلموا أن أول ما نتواصى به تقوى الله عز وجل، والتمسك بمبادئ ديننا السمحة، وتعزيز تلاحمنا المجتمعي، والتعايش السلمي.
مشاركة :