عقدت الحكومة اللبنانية اجتماعاً طارئاً، غداة التفجيرين الإرهابيين في بيروت مساء الخميس، وفي يوم عم فيه الحداد الوطني لبنان وسط دعوات لوحدة الصف، وتوارد التنديدات الدولية والعربية واللبنانية بالتفجيرين. أعلن رئيس الوزراء تمام سلام أن الجريمة التي وقعت أدمت لبنان بأسره، ويجب البناء على التضامن الوطني الذي تجلى بموجه الاستنكار التي صدرت عن كل الأطراف السياسية. وقال سلام خلال ترؤسه اجتماعاً طارئاً للحكومة في بيروت لبحث الأوضاع بعد الجريمة الإرهابية التي هزت الضاحية الجنوبية، الخميس: إن الجريمة الهمجية التي وقعت في برج البراجنة، لم تدم منطقة بعينها أو طائفة بعينها وإنما أدمت لبنان من أقصاه الى أقصاه. ودعا سلام الى البناء على لحظة التضامن الوطني التي تجلت في موجة الاستنكار العارمة التي صدرت عن جميع الأطراف السياسية، من أجل شد اللحمة الداخلية وتعميم أجواء إيجابية في حياتنا الوطنية. وأضاف سلام إن الإرهاب لم يتوقف يوماً عن التخطيط لإلحاق الأذية بلبنان وإثارة الفتنة بين اللبنانيين. وإذا كان قد بدا لوهلة أن الموجة الإرهابية قد انحسرت، فإن ذلك قد حصل بفضل وعي ويقظة وجهود الجيش وجميع الأجهزة الأمنية التي أحبطت محاولات عدة لضرب لبنان بطرق مختلفة وفي مناطق متعددة. وأشار إلى أن ما جرى يجب أن يكون دافعاً الى مزيد من التنسيق بين الأجهزة الأمنية ورفع مستوى اليقظة لرد الأذى عن أهلنا في جميع مناطق لبنان وإلى أي طائفة انتموا، والى مزيد من الالتفاف الوطني حول الجيش والقوى الأمنية في مهمتها المقدسة هذه. وقال مصدر رسمي لبناني إن نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل. ووزير المال علي حسن خليل، ووزير الصحة وائل ابو فاعور، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، ووزير العدل أشرف ريفي، والنائب العام التمييزي القاضي سمير حمود وقائد الجيش العماد جان قهوجي شاركوا في الاجتماع. وقال المصدر إن المجتمعين استعرضوا آخر ما وصلت إليه التحقيقات الأمنية والقضائية في العملية الإرهابية، واستمعوا الى عرض مفصل للخسائر المادية والإنسانية في منطقة برج البراجنة والى تقارير عن أعداد المصابين وأحوالهم فضلاً عن أوضاع المستشفيات التي تستقبلهم. توجيهات وتابع المصدر أن سلام أعطى توجيهاته الى الهيئة العليا للإغاثة للقيام بمسح سريع للمنطقة المصابة تمهيدا للتعويض عن الأضرار. وقرر المجتمعون، بحسب المصدر، الاستمرار في الإجراءات الأمنية المتخذة في كل المناطق اللبنانية وتشديدها والحفاظ على أعلى مستويات اليقظة، بما يعزز الأمن والاستقرار ويفوت الفرصة على أصحاب المخططات الإرهابية لإلحاق الأذية بلبنان. وكان تفجيران انتحاريان هزا منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الخميس وأسفرا عن سقوط 43 قتلا و239 مصاباً. وعاش لبنان أمس يوم حداد وطني بعد التفجيرين الانتحاريين، الأكثر دموية منذ إعلان حزب الله اللبناني الشيعي مشاركته في النزاع المستمر منذ 2011 في سوريا. كما انه واحد من اكثر الهجمات دموية منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990). إدانة ودانت السعودية التفجير الإرهابي، بينما وصفته الولايات المتحدة بأنه إرهابي وشنيع مؤكدة انه لا يؤدي الا الى تعزيز التزامنا في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية ومن بينها الأجهزة الأمنية لجعل لبنان مستقراً وآمناً وذات سيادة. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاعتداء بـالعمل الحقير ودعا اللبنانيين إلى مواصلة العمل للحفاظ على امن واستقرار البلاد. من جهته، اعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن سخطه معتبراً الاعتداء عملاً دنيئاً. ومن جهتها، رفضت الفصائل الفلسطينية محاولات الزج بالمخيمات الفلسطينية في لبنان بعمليات التفجير في بيروت، وأكدت أن الانتحاريين، وفي حال تأكد أنهما فلسطينيان فإنهما لا يمثلان الشعب الفلسطيني وأهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأضافت أن الزج بالفلسطينيين من قبل الجماعات الإرهابية هدفه ضرب التعاون والتعايش بين الشعبين اللبناني والفلسطيني. 9 أكد المدعي العام التمييز القاضي سمير حمود من موقع الجريمة أن وزن العبوة الأولى التي فجرها الانتحاري الأول يصل نحو 7 كيلو غرامات وضعت داخل دراجة نارية، وهي التي سببت حجم الدمار الكبير في منطقة التفجير، في حين تزن العبوة الثانية التي تفجرت نحو 2 كيلوغرام، وأشارت معلومات أن الجزء الذي لم ينفجر من العبوة الثانية يزن أيضاً 2 كليو غرام.
مشاركة :