نشر موقع "بزنس إنسايدر" العلمي المتخصص تقريرا سلط فيه الضوء على مضادات الأكسدة وأهميتها للصحة وأهم المصادر التي تشتمل عليها. وحسب الموقع، اكتسبت مضادات الأكسدة شهرة واسعة في السنوات الأخيرة بفعاليتها في تأخير تلف الخلايا، فيما تشير الأبحاث إلى إمكانيتها تقليل الالتهاب، لكن ما يزال من غير الواضح كيفية ارتباط ذلك بالصحة العامة. وفي هذا الاطار، شرح الموقع ما كشفه العلماء والباحثون عن دور مضادات الأكسدة في الصحة العامة ومصادرها في النظام الغذائي. حيث أنها تحمي الخلايا من الجذور الحرة كونها مواد موجودة في الأطعمة النباتية كالفواكه والخضروات والبقول والقهوة والشاي، بالإضافة إلى المكملات الغذائية، وهي ضرورية للصحة لأنها يمكن أن تمنع أو تؤخر تلف الخلايا الناجم عن الجذور الحرة، التي تسبب العديد من الأمراض. جدير بالذكر، ان مصادر الجذور الحرة تتكون بشكل طبيعي في الجسم أثناء عملية الأيض أو من مصادر خارجية كدخان السجائر وملوثات الهواء وبعض الأدوية بالاضافة لضوء الشمس. فيما تتمثل مشكلتها في ارتباطها بالخلايا بطريقة تؤدي لتلف البروتين والحمض النووي من الداخل. ومع ذلك، يمكن تحييد هذا التهديد عن طريق مضادات الأكسدة. ولهذا السبب من المهم أن نستهلك باستمرار مضادات الأكسدة من أجل مواجهة تلف الجذور الحرة للجسم. لكن عندما يكون لديك عدد كبير جدا من الجذور الحرة التي تعمل في الجسم، فإنها يمكن أن تتسبب في تلف الخلايا، خاصة في أغشية الخلايا والأنسجة الدهنية والحمض النووي والبروتينات، وذلك في شكل إجهاد تأكسدي مرتبط بعدد من الأمراض منها أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والتهاب المفاصل وحالات التنكس العصبي مثل ألزهايمر. ومع ذلك لمجرد أن مضادات الأكسدة في الجسم يمكن أن تمنع الإجهاد التأكسدي لا يعني أن تناول مضادات الأكسدة، على وجه التحديد، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض، ولا توجد إجابة محددة حول ما إذا كان تناول مضادات الأكسدة، سواء من خلال الطعام أو المكملات الغذائية يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان أو يحسن صحة القلب، وذلك حسبما يقول الدكتور تيم سبيكتور أستاذ علم الأوبئة الجينية بكلية كينغز كوليدج بلندن. الذي يضيف: لكن من المحتمل أن تكون الفوائد الصحية مرتبطة بمضادات الأكسدة جنبا إلى جنب مع فوائد اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الكاملة واتباع أسلوب حياة صحي. ويجمع العلماء على ان مضادات الأكسدة يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب (عملية تحمي بها خلايا الدم البيضاء الجسم من الغزاة الخارجيين كالبكتيريا والفيروسات). وعندما تتلف الخلايا بسبب وفرة الجذور الحرة يمكن أن تحدث استجابة التهابية. اما عن أهم المصادر التي تحتوي على مضادات الأكسدة فتعتبر الأطعمة مثل التوت والشاي الأخضر غنية بها. وينتج الجسم بشكل طبيعي بعض مضادات الأكسدة المفيدة في شكل غلوتاثيون وحمض ألفا ليبويك. كما يمكن أيضا الحصول على مضادات الأكسدة من الفواكه والخضروات والقهوة. اضافة الى العديد من المواد التي تعمل كمضادات للأكسدة كالفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين E وبيتا كاروتين، إضافة إلى المعادن كالسيلينيوم والمنغنيز. كما توجد في العديد من الأطعمة كالعنب البري والشوكولاتة الداكنة. وفي دراسة أجريت عام 2010 استهدفت 3100 من الأطعمة والمشروبات والتوابل والأعشاب والمكملات الغذائية، وجدت أن النظام الغذائي النباتي هو الأفضل للحماية من الإجهاد التأكسدي؛ وذلك لأن الأطعمة النباتية تحتوي من 5 إلى 33 مرة على محتوى مضاد للأكسدة أكثر من منتجات اللحوم. كما ان هناك بعض الأطعمة غنية بمضادات الأكسدة تشمل القرفة والبهارات والريحان والشبت والقهوة والشاي والتوت والشوكولاتة الداكنة والخرشوف والكرنب. ووفقا لسبيكتور، من المهم ملاحظة أنه لا يوجد طعام خارق واحد غني بمضادات الأكسدة. لذلك، فإن تناول الحصص الخمس الموصى بها يوميا من الفواكه والخضروات هو أفضل طريقة للمساعدة في ضمان حصولك على جميع مضادات الأكسدة التي تحتاجها. يمكن أيضا تناول مكملات مضادات الأكسدة، لأن هناك أدلة ولو كانت محدودة تدعم فوائد تناول مضادات الأكسدة على شكل مكملات. كما يشير التحليل التلوي لعام 2010 حول أبحاث مضادات الأكسدة إلى أن العديد من التجارب السريرية العشوائية واسعة النطاق لم تجد خطرا منخفضا للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين تناولوا مكملات مضادات الأكسدة. لكن المراجعة التي أجريت عام 2011، خلص فيها الباحثون الى أن مضادات الأكسدة التكميلية قد لا تقدم نفس الحماية الكافية مثل نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة من الأطعمة الكاملة. إلا أن مضادات الأكسدة تعمل بشكل أفضل عند تناولها كأطعمة كاملة في شكل خضروات وفواكه وبقوليات، حسب سبيكتور.
مشاركة :