كتبت - هبة البيه: أكد عدد من المواطنين والأكاديميين والخبراء ضرورة العمل على غرس ثقافة ترشيد الاستهلاك لدى النشء منذ الصغر، على أن توضع في المناهج الدراسية ويكون هناك تعاون من قبل أولياء الأمور مع المدارس في تنمية هذه المفاهيم لدى الأطفال .. مشيرين إلى أن الترشيد هو السبيل الوحيد للحفاظ على الموارد. وقالوا لـ الراية : إن الترشيد بشقيه الاستهلاكي والإنفاقي واجب وطني في ظل تناقص الموارد الطبيعية، خاصة أن الدراسات أظهرت أن نمط حياة الأسرة القطرية يتجه نحو الاستهلاك ويتجلى ذلك في كثير من نواحي الحياة، حيث نجد المصابيح مضاءة نهاراً والتكيفيات تعمل ولا أحد بالمنزل، ومياه مهدرة لغسيل السيارات، وغيرها من أشكال إهدار الموارد، حتى أصبح نمط الحياة استهلاكيا، في غياب الرؤية المستقبلية وفقدان قيمة الموارد. وأكدوا ضرورة العمل على زيادة حملات التوعية في مختلف قطاعات ومؤسسات الدولة واستمرارها وإرسال رسائل نصية للجميع للحث على أهمية الحفاظ على الموارد .. مطالبين بتكاتف جهود مختلف الفئات والقطاعات بالدولة وتحملها المسؤولية تجاه توعية المجتمع ونشر ثقافة الترشيد من خلال دور الإعلام عبر الإعلانات والمسلسلات والأفلام والقصص والروايات والكتابات والمقالات وغيرها من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. البعض يخلط بين الكرم والإسراف .. د. منيرة الرميحي: شباب وفتيات يقترضون للتفاخر والإسراف أكدت الدكتورة منيرة الرميحي ضرورة اتباع ثقافة الترشيد في الاستهلاك والإنفاق نظراً للظروف التي تمر بها المنطقة العربية، الأمر الذي يتطلب ترشيد الاستهلاك، كما أوصانا ديننا بعدم الإسراف حتى في الوضوء وحتى وإن كان الشيء متوفرا فعلينا الحفاظ عليه، "إن الله لا يحب المسرفين" . وأشارت إلى أن الأسرة القطرية بطبيعتها أسرة مستهلكة في كل أنماط حياتها سواء في استهلاك الأشياء الضرورية أو الكمالية، وتتجلى صور الإسراف وزيادة الاستهلاك في العزائم والولائم التي تكون في أغلبها مبالغا فيها، وكذلك في نمط الحياة اليومي. ونوهت إلى عدم الخلط بين الكرم والإسراف، فالبعض يقوم بهذه المظاهر بدافع الكرم، وكذلك يظهر الإسراف في شراء الملابس والماركات وحتى في وسائل التكنولوجيا الحديثة نجد عندما يأتي أي موديل جديد يسعون لشرائه، إلى أن أصبح نمط الحياة استهلاكيا، فلا ينظر أحد للمستقبل والذي ربما نواجهه في الأيام القادمة. وأكدت ضرورة الترشيد في استهلاك الكهرباء والمياه، خاصة أن الدولة توفرها بالمجان للمواطنين ولكن ليس معنى ذلك أن يكون هناك إسراف في استخدام هذه الموارد، فلا بد من اتباع الترشيد للحفاظ على هذه الموارد للمستقبل. كما أن البعض لا يحاسب الخدم على إهدار الموارد مثل المياه في غسل السيارات أو الأنوار في البيوت وأجهزة التكييف التي تظل مفتوحة حتى والبيت لا يوجد فيه أحد. وأضافت: لا بد من تنمية الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الموارد حتى وإن كانت مجانية، وكذلك الشباب والفتيات عليهم ألا يركضوا وراء الموضة والأشياء الخادعة التي تستهلك راتبهم كله، وكذلك الأشياء التي تباع بأضعاف ثمنها. موضحة أن ممارسات الإسراف مستمرة رغم وجود حملات توعوية كثيرة وسبب ذلك في سير القطريين وراء تقليد بعضهم البعض والتفاخر بالسفر للخارج حتى وإن كان أغلبهم يقترضون من البنوك لتغطية تكاليف غلاء معيشتهم والسفر وغيرها. وطالبت بضرورة اتباع الترشيد من جانب الحكومة وجميع الهيئات والمؤسسات وكذلك من الأسرة وفي المدارس، مشددة على أن هذه نعم من الله لا بد من الحفاظ عليها، وكذلك لا بد من مراقبة الأسعار وتحديدها حتى لا يتم التلاعب وإهدار المزيد من الأموال. د. أحمد الساعي:لامبالاة وعدم استجابة للمبادرات وحملات التوعية قال الدكتور أحمد الساعي عضو هيئة التدريس بكلية التربية في جامعة قطر إن الترشيد يعتبر ثقافة وهو أحد أوجه الحضارة، والترشيد حكمة لا بد أن تكون منتشرة بين أفراد المجتمع الواحد .. مشيراً إلى أن الإهدار غياب للمسؤولية، ويعد غياب ثقافة الترشيد عدم تقدير قيمة الجهد والطاقة المبذولة والمال الذي دفع والوقت الذي استغرق في عملية توفير الشيء أو المنتج للمستهلك، وهذه القيم لا يمكن أن نقدرها إلا عند معرفة كيف وصلت لنا، لأن الجميع يجدها جاهزة ولا يفكر في كيفية وصولها لها. وأكد أن مسؤولية نشر ثقافة الترشيد تقع على عاتق الآباء وكذلك مسؤولية الإعلام والمدارس ومختلف الجهات، مشدداً على ضرورة تأصيل هذه الثقافة داخل المدارس وتوضع في المناهج الدراسية حيث يتم توضيح قيمة الأشياء، وأنها لن تأتي بسهولة بل مرت بعدة مراحل وبذل طاقات وجهود حتى تصل إليهم، فإذا تم ترسيخ هذه الثقافة ستنمو في المجتمع. وأكد ضرورة توعية أولياء الأمور بأهمية مشاركة المدارس في توعية الأبناء وترسيخ هذه الثقافة، وكذلك الإعلام يلعب دوراً ليس بالضرورة من خلال الإعلانات وحسب، بل من خلال المسلسلات والأفلام والقصص والروايات والكتابات والمقالات وغيرها من الوسائل، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لافتاً إلى أن الأشياء التي بحاجة للترشيد هي الكهرباء والماء والمال والطعام وكل شيء فعلينا جميعاً أن نعلم أن النعم زائلة إن لم نحافظ عليها. وأوضح أن مسألة عدم الاستجابة للمبادرات وحملات التوعية السبب وراءها اللامبالاه التي بات يعاني منها البعض، وكذلك بسبب الصحبة السيئة التي تدعو للإسراف، وإن لم تكن الثقافة منتشرة بين أفراد المجتمع فلا جدوى من كل هذه الجهود، ولكي تنتشر أي الثقافة لا بد لها أن تنبع من اقتناع داخلي بالأمر، والأمر يحتاج وقتا طويلا ولا يحدث فجأة. منال القبيسي:الهدر سببه أن الموارد مجانيّة أكّدت منال القبيسي، منسقة التوعية المجتمعية في كهرماء أن ممارسات هدر الموارد تعود إلى كون هذه الموارد توفّرها الدولة بالمجان، ما يجعل البعض يقول طالما هي متوفرة ومجانية إذن أستطيع أن أسرف، وهو المفهوم الخاطئ الذي نسعى لتغييره. وأضافت: دائمًا نقول "إذا كنت تحب وطنك لا بد أن ترشد وتحافظ على الموارد "، وليس شرطًا أن تدفع مقابلاً لكي تحافظ على الموارد، وليس ضروريًا أن نسرف لأنها مجانية، خاصة أن الدولة والعالم كله يتجه نحو الاستدامة، فلا بد من تعديل التفكير في هذا الاتجاه، ومع العلم أننا في بداية الطريق ورغم ذلك تمّ زرع ثقافة الترشيد لدى الكثيرين، وكذلك يتم تطبيقه في كثير من الجهات، بالإضافة إلى وجود المخالفات القانونيّة التي تحدّ وتردع الهدر، ونتمنى وننتظر المزيد من النتائج الإيجابيّة. وأشارت إلى أن القوانين وحدها لا تصل للطفل أو الكبير، لكن التوعية والترشيد يصلان عن طريق تعزيز القيم لدى المجتمع وتحفيز الفكرة لدى المجتمع نفسه، وهناك طرق عديدة وأنشطة نستطيع أن ندخل عن طريقها للمجتمع مثل المسابقات والبرامج التلفزيونية والإعلام، فقمنا في رمضان بعمل مسابقات وتقديم هدايا ومكافآت جعلت الأطفال يحبون الترشيد وكذلك وجود أفلام وشخصيات كرتونية. محمد الخيارين: إسراف شديد في الماء والكهرباء قال محمد الخيارين رئيس فريق بمركز قطر التطوعي إن هناك إسرافًا شديدًا في استخدام المياه والكهرباء، حيث نجد كميّات هائلة من المياه تستخدم في غسيل السيارات وتخرج كميات كبيرة من البيوت في الشوارع، وعلينا المحافظة على المياه التي توفرها الدولة، ولا بدّ من الحرص للمحافظة على الموارد، ولا بدّ أن تكون هناك حملات أكبر للتوعية ونشر ثقافة الترشيد. لافتًا إلى أن الجهود التي تبذلها الدولة في التوعية والإعلان عن أهمية الموارد وأهمية المحافظة عليها، ولكن ومع ذلك لابد من المزيد من الحملات ولفت النظر لأهمية هذا الأمر، وكذلك لا بدّ من فرض غرامات على المخالفين أو الذين يتسببون في إهدار الموارد. وأشار إلى أن الكثير من البيوت في الفترة الصباحية تترك الأنوار مفتوحة، وكذلك تترك المكفيات وقت الخروج من المنازل، رغم أن كهرماء موفرة ساعات رقمية وخدمات للحفاظ على الموارد وإطفاء الأجهزة أتوماتيكيًا في الفترة الصباحية، فلا بدّ من نشر التوعية بأهمية استخدام مثل هذه الأجهزة والمساهمة مع الدولة في الحفاظ على الموارد. وأقترح إمكانية إرسال رسائل نصية لجميع المشتركين بأهمية الترشيد سنويًا أو كل 6 أشهر، وكذلك استمرار حملات التوعية بالترشيد في المجمعات التجارية وكافة أنحاء الدولة، ونشرها للمواطنين والمقيمين لعدم إهدار الموارد. وتابع من الممكن عمل حملات في المدارس عن أهمية الترشيد والاستفادة من الموارد، متمنيًا اتباع ثقافة الترشيد لدى جميع فئات المجتمع، خاصة أننا في موسم التخييم الذي يظهر خلاله كثير من مظاهر الإسراف، وعلينا الاهتمام بهذا الأمر وترشيد استهلاكنا في مختلف الموارد. محمد علي الكربي: التفاخر و"الشو" وراء إسراف الشباب قال محمد علي الكربي إن ظاهرة الإسراف تتجلّى بوضوح لدى فئة الشباب ويقبلون على شراء الأشياء غالية الثمن من باب الشو والتفاخر بينهم، فيقومون بشراء ملابس ماركات مبالغًا في أسعارها والذهاب لمطاعم شهيرة بأسعارها العالية وكأنهم يتسابقون أيهما يسرف أكثر، لكن على العكس نجد جيل آبائنا استهلاكه في محله ويتبعون بعضًا من الترشيد في مختلف مجالات الحياة على العكس من الشباب الذين لا يدركون ماذا يخفي لهم المُستقبل، فعلينا جميعًا أن نتوازن في كل شيء في حياتنا. وتابع: توعية الشباب تأتي عبر وسائل الإعلام المختلفة، وعبر إنتاج أفلام ومسلسلات تظهر حالات وقصصًا حقيقية لأشخاص تسبّب لهم الإسراف في الإنفاق بمشكلات عديدة ونتج عنها استدانة، وغيرها من القصص حتى يتّعظ الشباب من هذه السلوكيات، وكذلك من الممكن أن تتمّ التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأساليب مبتكرة.
مشاركة :