يبلغ عمر تشن تشي يوان، تسع سنوات فقط، وهو يستخدم بالفعل برمجة الكمبيوتر للتحكم عن بعد في أحد الروبوتات. وبدعم من الترميز، يُسافر الروبوت إلى وجهات مختلفة، ويُكمل المهام الموكلة إليه، ويعود أدراجه، ويستخدم أذرعة آلية لرفع ورمي القمامة في مُحاكاة لعملية فرز النفايات ونقلها. وتم تصميم هذا الروبوت وتصنيعه من قبل تشن وزميليه في مدرسته الكائنة في بلدية شانغهاي بشرقي الصين، حيث شارك الأطفال أيضاً في مسابقة الروبوت العالمية التعليمية للعام 2021 (دبليو إي آر)، وهي حدث دولي للشباب المهتمين بالروبوتات، احتضنته شانغهاي مؤخراً. وجذب الحدث هذا العام حوالي 940 فريقاً من جميع أنحاء العالم. وعمل فريق تشن في مجال الروبوتات لخمس سنوات، ودرس البرمجة لثلاث سنوات. وحول ذلك؛ قال تشن: "البرمجة ضرورية لتصميم الروبوتات، علينا حساب السرعة، والقوة نطاق السفر لإكمال المهمة بدقة وسرعة". وحرصت والدته على دعمه وتشجيعه بجهاز كمبيوتر ليستكشف مجال البرمجة. وقال تشن: "آمل أن أخترع يوماً روبوتاً يمكنه المشي على الأرض، والسباحة في الماء، والطيران في الهواء". أما زميله في الفريق، وانغ شيا يان، فهو عضو في نادي البرمجة المدرسية، وقد نبع شغفه بالعلوم والتكنولوجيا من جهاز مُطهر اليدين الأوتوماتيكي الذي صممه معلمه، وهو يريد مساعدة الآخرين من خلال استخدام اختراعاته. وتتزايد أعداد الشباب الصينيين أمثال تسن و وانغ يوماً بعد آخر، بفضل جهود الحكومة الصينية وتشجيعها تعلم البرمجة في المدارس الابتدائية والثانوية. ففي شهر نوفمبر من العام 2019، طلبت وزارة التربية والتعليم من المدارس إعطاء الأولوية لمجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة وغيرهما من المجالات التدريبية الأخرى. وتأسست مسابقة (دبليو إي آر) من قبل الجمعية العالمية للروبوتات التعليمية منذ حوالي 10 سنوات، وشهدت ارتفاعاً في عدد المتسابقين في الصين في السنوات الأخيرة، وتزايدت اهتماماتهم أيضاً بالبرمجة، بحسب قاو يوان، الذي يُنظم الحدث. وقال قاو، إنه وقبل تفشي جائحة كوفيد-19، تقدم حوالي 500 ألف شخصاً تتراوح أعمارهم بين 3 و 18 عاماً، بطلبات لدخول المسابقة. وشارك الطالب تشن جيا شينغ، من إحدى المدارس الثانوية في منطقة ماكاو الإدارية الخاصة، في المسابقة المذكورة هذا العام، حيث تعمّقت اهتماماته ومعرفته في مجال الآلات والبرمجيات. وقال تشن: "تشكّل لدي إحساس قوي بالإنجاز عندما أكملت إحدى المهمة بواسطة روبوت قمت بتصميمه، أنا أفكر جدياً بالدراسة بشكل أكثر عمقاً في مجال هندسة البرمجيات".■
مشاركة :