قدرات وطنية مؤهلة للمنافسة العالمية في تقنيات التشفير «NFT»

  • 12/23/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توقع خبراء في الاقتصاد الرقمي ونظم المعلومات أن يشهد العام المقبل (2022) ارتفاعا في المبيعات الاقتصادية الخاضعة لتكنلوجيا التشفير المعروفة بـ"NFT" التي تعمل وفق تكنولوجيا التشفير المعقدة "بلوك تشين" التي تستند لها العملات الرقمية حول العالم، مؤكدين لـ"الرياض" أن أمام الشبان السعوديين فرص ذهبية في هذا القطاع بمجال بيع الأعمال الرقمية الفنية، أو الأصول غير المادية المشفرة، عبر فهم آليتها وتكنلوجيتها القائمة على الاقتصاد الرقمي. وشدد الخبراء على أن المملكة تعد من الدول الكبرى التي تستثمر في مجال الرقمنة، مشيدين بتوجهات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي أكد بقوله "نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حال تم استخدامها على النحو الأمثل أن تجنّب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة"، وأشار الخبراء إلى أن المملكة تستثمر في مجالات الرقمنة عبر البنك السعودي المركزي ساما، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وغيرها من الهيئات ذات العلاقة، مشددين على أن ذلك أصبح متاحا على الصعيد العالمي وأن الطاقات الفنية السعودية يمكنها التوجه لهذا القطاع الذي حقق نموا متزايدا خاصة مع مرحلة الاغلاق التي شهدها العالم في بدايات انتشار فايروس كوفيد19 حول العالم، مؤكدين أن رؤية المملكة تركز على ما هو مبدع اقتصاديا، وبخاصة أن إحصائيات عالمية تؤكد بلوغ نسبة حضور الفن الرقمي حاليا تجاوز الـ23% من إجمالي الأسواق العالمية الفنية المادية التي تبيع مزادات للوحات فنية، مؤكدين أن على الفنان السعودي الاتجاه نحو هذه الآفاق الجديدة في عالم المبيعات المشفرة التي حققت نموا في حضورها بالسوق الفني العالمي. وقال م. علي الشيخ أحمد، الخبير في تقنية البلوك شين: "إن هذا القطاع ينمو بسرعة رهيبة جدا، وهو يعرف بالأصول الرقمية، وينطبق عليها أي شيء في العالم الافتراضي، مثل لوحة فنية، قطعة موسيقية، مقالة، كما أن تقنية "إن أف تي" تعد إحدى منتجات البلوك شين، وهذه التقنية تشهد تطورات عملاقة، ونتوقع أن تتحول خلال الأعوام القليلة القادمة شبكة الانترنت برمتها إلى تقنية بلوك شين، ضمن ما يعرف بالويب 3، الأمر الذي سيحقق ثورة ضخمة في الأصول الرقمية التي تشهد طلبا عالميا هائلا في الوقت الحالي". وتابع "إن المبدع السعودي لا بد أن يكون على مستوى التحدي العالمي الاقتصادي الجديد ضمن المنهج الرقمي في قطاع الأصول الرقمية ونتوقع أن يشهد السوق العالمي الافتراضي تعمق "الميتابيرس" وهي عبارة عن أسواق ومتاجر في العالم الافتراضي وسيسبب انفجار هائل في الاقتصاد الرقمي المشفر، وستتمكن من التجول في أسواق ضخمة بالكامل وفق الاندماج مع الواقع الافتراضي مع البيتابيرس والبلوك تشين، ماسيحقق ثورة اقتصادية ضخمة، منها فتح مبيعات في نطاقات افتراضية على نطاق واسع، كبيع أراضي داخل الألعاب الالكترونية ومحلات تجارية واعلانات في مساحات افتراضية ضمن حياة افتراضية في لعبة، وستكون مصداقية ذلك في عدم القدرة على تزويره عبر تقنية البلوكشين، وسنشهد وفق التقنية الآخذة في الانتشار إقبال متزايد في حركة البيع والشراء الافتراضية لتبادل المنافع تفتح متاجر وسيكون التبادل المالي من خلال عملات رقمية خاصة باللعبة الالكترونية، وفي منهج الاندماج ما بين التقنيات الثلاث (في آر، البلوك شين، الميتابيرس)، لن يعود العالم كما نعرفه الآن"، مشيرا إلى أن هناك شركات تعمل حاليا على قدم وساق مبنية على البلوك شين عابرة للقارات وتحكمها العقود الذكية. وعن التوجه الحالي للمملكة قال: "بحسب إطلاعي يوجد توجه قوي للمملكة في الاستثمار الرقمي من خلال البنك السعودي المركزي ساما والهيئات الحديثة التي تم إنشاؤها حديثا، كالهيئة الوطنية للأمن السيراني، الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي كلها تستثمر في هذا الاتجاه لتعزيز موقع المملكة في الاقتصاد الرقمي"، مشيرا إلى أن هناك اختبارات مبدئية لاختبار تقنية البلوك شين وتجارب ميدانية لاختبار هذه التقنية وتأثيرها على الاقتصاد والتجارة البينية ومدى تأثيرها على البنوك والمؤسسات المالية والرقابة والضبط والمخاطر المرتبطة بالتزوير والعملات، متوقعا أن يتم إطلاق عملة رقمية من جهة البنك السعودي المركزي "ساما" لان له تأثير على المنظور الداخلي، وستكون مدعومة بالريال السعودي وسيكون له أثر كبير جدا وستعزز من اقتصادنا الداخلي. المبيعات المشفرة وقال م. محمد العوامي الخبير بمجال أمن المعلومات: "إن الأعمال المشفرة وفق هذه التقنية أصبحت تلقى رواجا عالميا وأن السوق تم اختباره ببيع نماذج وفق تلك المناهج المعقدة والجديدة"، مشيرا إلى أن هناك صفقات تم بيعها بأسعار مختلفة، منها بيع مقال بنسق رقمي بلغت قيمته 560 دولارا لصحفي أمريكي، وباع مؤسس موقع التواصل الاجتماعي تويتر أول تغريدة وفق تقنية "NFT" بنحو 2.9 مليون دولار، وفنيا بيع عمل فني بنفس التقنية التشفيرية بنحو 96.3 مليون دولار للفنان الرقمي الأمريكي بيبل في مزاد لأحدى الدور الأمريكية الكبرى. وأبان بأن العالم يشهد متغيرات وأن المملكة تسعى من خلال رؤيتها 2030 في شقها الاقتصادي لتنويع الاقتصاد، وعلى الشباب والشابات المبدعين الذين لديهم مواهب في الرسم الدمج بين مواهبهم وزيادة معلوماتهم وثقافتهم حتى يتمكنوا من تحقيق عوائد اقتصادية من الاقتصاد الجديد الذي سيزداد حضوره عالميا في الوقت الزمني المتوسط، متوقعا أن تشهد الأسواق العالمية خلال عام 2022 الكثير من الاقبال على الأعمال الفنية الرقمية التي ستباع بملايين الدولارات حول العالم، داعيا إلى التفكير الجدي في إقامة أول معرض رقمي مشفر في المملكة التي تعد من الدول القوية عالميا في مجال التشفير والأنظمة التقنية التي يشار لها بالبنان. م. محمد العوامي

مشاركة :