مسقط- العمانية أكد عدد من الأطباء العُمانيين أهمية المُسارعة إلى تلقي الجرعة الثالثة المُعزّزة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا للفئة المستهدفة من 18 سنة فما فوق خاصة مع انتشار المتحور "أوميكرون" من فيروس كورونا في العالم بشكل عام وفي سلطنة عُمان بشكل خاص مع التأكيد على أهمية مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم التراخي فيها. وقالت الدكتورة فريال اللواتية استشاري أول أمراض معدية ورئيسة وحدة الأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني لوكالة الأنباء العُمانية: "هناك حاجة ماسة وضرورية في الوقت الحالي لجرعة ثالثة حيث أن فاعلية جرعتين من التطعيم ضد متحور أوميكرون لمنع الإصابة حسب الدراسات المبدئية قد تصل إلى 30 بالمائة فقط". وذكرت أنّ الدراسات العلمية أثبتت أن الأجسام المضادة تبدأ بالتناقص بعد فترة من 5 إلى 6 أشهر بعد التطعيم بلقاح فايزر و4 إلى 5 أشهر بعد التطعيم بلقاح استرازنيكا مُبينة أنه كان يعول على فاعلية خلايا الذاكرة والمناعة طويلة الأمد (التائية) في القيام بعملها في حماية الشخص من الإصابة حتى مع انخفاض الأجسام المضادة ( البائية). وبينت أنه نتيجة لانتشار المتحورات وخاصة متحور أوميكرون الذي انخفضت فاعلية اللقاح تجاهه إلى 30 بالمائة وحدوث إصابات لمن تلقى جرعتين مؤكّدة أنّ الجرعة الثالثة المعززة ضرورية لتعزيز جهاز المناعة ورفع فاعلية اللقاح مرة أخرى لتجنب ما يحدث الآن في أوروبا من ارتفاع في عدد الإصابات. وأضافت: "قدرة متحور أوميكرون الشديدة على الانتشار أوجدت تخوفًا حقيقيًا خاصة على الأنظمة الصحية كما نرى الوضع في أوروبا حيث ارتفعت أعداد الإصابات بشكل غير مسبوق، أدت هذه الزيادة إلى ارتفاع أعداد المرضى المنومين في المستشفيات وفي العناية المركزة إذ ارتفعت الإصابات بين الطواقم الطبية في بعض الدول فأجبرت العديد من المؤسسات الصحية إلى إغلاق الخدمات الطبية الأساسية". ولفتت إلى أنّ العديد من الدراسات التي نشرت حديثًا أشارت إلى أنّ الاشخاص ذوي المناعة المنخفضة وزراعة الأعضاء والسرطان ومرضى نقص المناعة المكتسبة (HIV) بحاجة إلى جرعة ثالثة (مُعززة)؛ حيث إن قدرتهم على تكوين أجسام المضادة تكون أقل وقد تصل إلى 40 بالمائة فقط ولهذا تُعدُّ الجرعة الثالثة أساسية لهم ومُكملة للتطعيم. وتابعت اللواتية قائلة: "البعض يشكك بفاعلية اللقاحات كما شكك في بداية الجائحة بالفيروس نفسه، ولكن بالعودة إلى الوراء قليلا إلى الموجات السابقة التي عصفت بنا وبالعالم ونستذكر ما ساعدنا للخروج منها هو الالتزام المجتمعي بعاملين هما الإجراءات والاحترازات الوقائية والتطعيمات مؤكّدة على أهمية أخذ المعلومات والدراسات والبيانات من مصادرها الرئيسة وعدم الالتفات إلى الشائعات". من جانبه، قال الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي استشاري أمراض معدية بمستشفى جامعة السلطان قابوس لوكالة الأنباء العُمانية: " هناك عدة دراسات من عدة دول تشير أن الجرعة الثالثة المعززة ترفع كمية وكفاءة الأجسام المضادة في تحييد سلالة أوميكرون في المختبر، كما وجدت دراسات ميدانية في أكثر من دولة بأنّ نسبة الحماية من الإصابة بأعراض ترتفع من حوالي 30 بالمائة إلى 70- 75 بالمائة مع الجرعة المُعززة وبالتالي هناك أدلة علمية ممتازة على فائدتها في مواجهة هذه الموجة. وأضاف: "بالطبع الفيروس يُشكّل خطورة على جميع أفراد المجتمع، وبعض الفئات مثل كبار السن ومن لديه أمراض مزمنة معرضون لخطورة أكبر، كذلك الذي لم يحصل على التطعيم معرض للخطورة بـ10- 20 مرة أكثر من الشخص المُطعم، مؤكّدًا أنّ الجائحة علمتنا أن تكاتف جميع أفراد المجتمع وحماية الجميع هي أفضل وسيلة وتأتي بأفضل النتائج. وأشار إلى أنّ هناك دولًا كثيرة شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات بكوفيد-19، كما ارتفعت فيها الوفيات وحالات التنويم حتى اضطرت إلى الإغلاق، مضيفًا أنه مع انتشار سلالة أوميكرون في سلطنة عُمان لا نريد أن يحصل السيناريو نفسه، مؤكّدًا أن الجرعة الثالثة المعززة وسيلة ممتازة وسلاح قوي لاستمرار السيطرة على الوباء، وتحييد خطر المتحورات. وحول ما يُثار من شائعات حول اللقاحات وفيروس كورونا قال الدكتور زيد الهنائي: "للأسف مواقع التواصل الاجتماعي تساعد على انتشار الأخبار المزيفة والشائعات، وذلك لأن هذه المواقع لا تفرق بين ما هو حقيقي وما هو مزيف، وإنما ينتشر فيها ما يروع الناس بسرعة بغض النظر عن المصداقية". وأضاف: "الحقيقة أن اللقاح هو إجراء بسيط جدًا، ذا فاعلية ممتازة، وسلامة ممتازة، ما يجعله من أبسط وأقوى الحلول ضد الجائحة، وفي الوسط العلمي والطبي يمكن القول إن هناك إجماع على فائدته وأهميته داعيًا ممن تنطبق عليه الشروط أخذ الجرعة المعززة بعدم التأجيل أو الانتظار.. فإن انتظرت أنت، فاعلم أن الفيروس لا ينتظر". وقال الدكتور زكريا بن يحيى البلوشي استشاري أمراض الالتهابات والأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني لوكالة الأنباء العمانية: "العالم يواجه موجة جديدة من كورونا خاصة مع ظهور متحور أوميكرون الذي ظهر في جنوب أفريقيا وانتشر في العالم أجمع وينتشر بشكل سريع مقارنة مع متحور دلتا ويتوقع أن يكون أحد المتحورات السائدة في العالم، وسلطنة عُمان ليست بمنأى عن دول العالم"، متوقعًا أن يكون هناك انتشار كبير للمتحور في السلطنة إلا أنه سيكون محدودًا مع التطعيم بالجرعة الثالثة المعززة، ومؤكّدًا أن التطعيم بها لها أهمية كبيرة في الوقاية من الإصابة بمتحور أوميكرون وتعزيز المناعة من الإصابات الخطيرة خاصة لدى الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة. وأكّد أنّ الجرعة الثالثة المعززة تُعدُّ مطلبًا مهمًا لتعزيز المناعة؛ حيث يتسبب أوميكرون في انخفاض الأجسام المضادة وتقليل فاعلية اللقاحات حيث تعد الجرعة الثالثة من الاستراتيجيات المهمة للسيطرة على الفيروس في المجتمع والمحافظة على الاستقرار الوبائي. وذكر أنّ الوضع الوبائي في سلطنة عُمان مستقر ولله الحمد؛ حيث إن عدد الإصابات منخفض وكذلك عدد المنومين والوفيات ولم تسجل وفيات من فترة طويلة في السلطنة، ولذلك وللمحافظة على استقرار هذا الوضع الوبائي الجيد لا بُد من الوقاية وأفضل وقاية حاليًا من المتحور أوميكرون هو التطعيم بالجرعة الثالثة للفئة المستهدفة وتكمن أهميتها في استمرارية الحياة الطبيعية في سلطنة عُمان واستقرار الوضع الوبائي. ودعا الدكتور زكريا البلوشي إلى عدم الالتفات للشائعات المغرضة حول اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا موضحًا أن الجرعة الثالثة هي بمكونات الجرعتين الأولى والثانية نفسها ولا توجد خطورة من أخذها وهي آمنة وفاعلة ولم تُسجل أعراض جسيمة لمن تلقى اللقاحات. وفي سياق متصل، قال الدكتور رضا بن عيسى اللواتي طبيب أمراض باطنية بالمستشفى السُّلطاني لوكالة الأنباء العُمانية: "من المعروف أن الفيروسات التاجية تتحور باستمرار، وهذه التحورات قد تُعطي خصائص جديدة للفيروس أو قد تسلبه خصائص أخرى حيث إنّ المتحور أوميكرون فيه العديد من الطفرات ومنها طفرات في البروتين الشوكي، ويبدو أن هذه الطفرات تؤدي إلى سرعة انتشاره بين الناس". وأضاف: "أحد التقارير من كندا أشارت إلى أن المصاب بالمتحور أوميكرون يصيب أربعة أشخاص بينما دلتا كان يصيب شخصًا واحدًا، إضافة إلى ذلك فهناك بعض التقارير والدراسات العلمية التي أشارت إلى أنّ فاعلية التطعيم تقل مع أوميكرون، وواحدة منها أجريت في بريطانيا وقد أشارت إلى أن فاعلية جرعتين من استرازينيكا لا تزيد عن 20 بالمائة مع أوميكرون وفاعلية جرعتين من فايزر لا تتجاوز 40 بالمائة فقط، موضحًا أنّ كل هذه الدلائل تعطينا استنتاجًا واضحًا أن الجرعة المعززة لها أهمية قصوى في مواجهة المتحور الجديد الذي انتشر في العالم في وقت قصير. وبيّن أنّ الفيروسات تمتلك غريزة البقاء والتضاعف، ولا يمكنها ذلك إلا إذا كان الإنسان غير قادر على محاربة هذا الفايروس وفي حال كان الشخص محصنا عن طريق التطعيمات أو إصابة سابقة، فإن ذلك يوقف انتشار الفايروسات في المجتمع، مؤكّدًا على أنّ الجرعة الثالثة المعززة، تُسام في رفع كفاءة الجهاز المناعي عند متلقيها وبالتالي تمنع ولو بشكل جزئي انتشار المتحور أوميكرون في المجتمع. وذكر أن فيروس كورونا يسبب مضاعفات كثيرة من قبيل العاصفة الالتهابية أو تجلطات الدم أو متلازمة ضيق التنفس الحادة، وهو ليس ببعيد عن أوميكرون مع ملاحظة أننا إلى الآن لا نعلم شدة هذا المتحور وقوة أعراضه بما فيه الكفاية، فالتقارير العلمية لا زالت محدودة ولكنه يبدو أقل حدة. ولفت إلى وجود العديد من الدراسات العلمية التي تحدثت عن أهمية الجرعة المعززة حتى قبل أن يظهر المتحور أوميكرون على الساحة فالأجسام المضادة تقل مع مرور الوقت وبالتالي فنحن بحاجة إلى جرعة معززة لتنشيط الأجسام المضادة وزيادة عددها وكفاءتها خصوصا إذا ما علمنا أننا لا زلنا في خضم الجائحة وهي لم تنته بعد داعيًا الجميع إلى أخذ الجرعة الثالثة حسب النظام المتبع في السلطنة، حماية لأنفسنا أولا ولأهلنا وللمجتمع بشكل عام. وحول ما يُثار من شائعات حول الفيروس واللقاحات قال: "لا بُد أن نتسلح بالعلم لمواجهة هذه الشائعات وألا نسهم في نشر المعلومات الخاطئة، وتحري الدقة في نقل أي معلومة طبية، وسؤال المختصين عن هذه المعلومة أو تلك حتى تتبيّن الحقيقة".
مشاركة :