يواصل الخبير القانوني الدكتور عمر الخولي في الجزء الثاني في حواره مع النادي (الحديث) عن عمله القانوني وعلاقته بنادي الاتحاد، مبيناً أنه بعيد عن النفوذ ويعمل لإحقاق الحق، موضحا سبب رفضه العمل باللجان القانونية بالاتحاد السعودي، وموضحاً ندرة القانوني الرياضي، وسيطرة الميول على العملاء، مشيرا الى انتشار ظاهرة التعصب، مبديا رأيه في قضية المولد، وموجهاً رسالة لاتحاد القدم ورئيسه الحالي أحمد عيد.. فإلى تفاصيل الحوار.. ما تعليقك على الأحاديث بأنك صاحب سلطة قانونية ونفوذ وتستغل نقاط الضعف في القضايا الرياضية لصالحك؟ يفترض في "القانون" أن يكون هو صاحب السلطة، ولكنه في الواقع ليس كذلك - بكل أسف - وأنا لا أزعم أنني صاحب سلطة قانونية أو غير قانونية كما أنني لست بصاحب نفوذ كما أشرت، بل قد أكون صاحب رؤية قانونية لا أستخدمها - بإذن الله - إلا لإحقاق الحق فأنا لست قوياً إلا بهذا الحق، والقضايا الرياضية لا تمثل (1%) من مجموع القضايا التجارية والإدارية والجنائية والعمالية والأحوال الشخصية التي أتعاطاها أو أتعامل معها سواء بمقابل أو بدون مقابل. اللجان والقنوات لماذا لم يتم ضمك للجان القانونية في الاتحادات الرياضية؟ سأجيبك من حيث انتهى سؤالك. ينبغي أن تعلم أنه من المستحيل عندي أن أقبل عملا له ارتباط بمهنتي بناء على "واسطة"، إذ لا يمكن لي القبول بأي موقع ذي صلة بطبيعة عملي أو أن أتعامل معه بناء على "توسط" آخرين فلا يستقيم القول بإمكانية ممارسة عمل "قانوني" نتيجة الالتحاق به بطريقة "غير قانونية" في الأصل، وسبق وأن تحدث معي أكثر من مسؤول في اتحاد كرة القدم عن مثل ذلك، إلا أنني أعتذر عن القبول لأنني على يقين بأن "عمري قصير" في مثل هذه اللجان، إذ يستحيل أن أقبل أيا من مظاهر التدخل في عملي المهني. ولعله مما لا يخفى عنك حجم محاولات التدخل أو ممارسة الضغوط الشخصية والإعلامية والاجتماعية ونحوها في أعمال هذه اللجان التي كان الله في عون أعضائها. وأنا بالطبع لا أقدح في نزاهة أو موضوعية أي من الأعضاء الحاليين في هذه اللجان، ولكن فقط أشير إلى مجرد رغبتي في أن أظل بعيداً وأكون في منأى عن التعرض لمثل هذه الضغوط فحسب، بصرف النظر عن الاستجابة من عدمها. أين أنت من الظهور بالقنوات الرياضية التي أصبحت تستقطب محامين معروفين؟ المتخصصون في العلوم القانونية هم الآن بالمئات بل الآلاف على مستوى المملكة ولكن القانون الرياضي أو القوانين ذات الصلة بالمجال أو النشاط الرياضي قوانين لم تنتقل إلى المناهج الدراسية بعد، وتحتاج إلى من يقوم بدراستها والتعمق فيها وقد لا يكون أمرها جاذباً لكثير من المحامين على أساس أن القضايا الرياضية في الساحة قد لا تحقق ذات العائد الذي تحققه القضايا التجارية أو الجنائية ونحوها لاسيما أن الثقة فيه سوف تكون تبعاً لميوله فقد لا يجد إلا عميلاً واحداً على الأرجح هو النادي الذي يميل إليه. هل تعرضت لمنع إعلامي من الظهور في بعض القنوات؟ القنوات الفضائية يملكها أشخاص، فلا أرى غضاضة من أن يضيق ذرعاً أحدهم أو بعضهم بالآراء التي اطرحها بكل موضوعية أو صراحة، فيأمر بعدم استضافتي أو ظهوري مرة أخرى في هذه القناة، وهذا أمر طبيعي ومنطقي. التعصب هل أنت مقتنع بما يطرح في القنوات الرياضية؟ لا يمكن لأي عاقل أن يقتنع أو حتى يتقبل التعاطي الإعلامي في الشأن الرياضي على النحو الذي نرى في مختلف وسائط الإعلام هذه الأيام. وأرى أن الأزمة تتفاقم موسماً بعد آخر بل مباراة بعد الأخرى، ولا تلوح في الأفق أية بوادر إيجابية تدفعنا إلى التفاؤل أو القول بإمكانية انحسار هذا التشنج والصراخ على المدى المنظور. كيف ترى التعصب السائد حالياً في الوسط الرياضي؟ هذا السؤال لا ينفصل كثيراً عن السؤال السابق. فالتعصب السائد في الوسط الرياضي هو الذي قاد إلى التوتر ومن ثم الصراخ والزعيق سواء في القنوات الرياضية أم في الوسائل الإعلامية الأخرى. قضية المولد لماذا لم نشاهدكم كقانونيين تدعون إلى حل لقضية سعيد المولد التي أشعلت الوسط الرياضي؟ قضية سعيد المولد وصلت إلى مرحلتها شبه النهائية ولم يتبق سوى إسدال الستار بعودته إلى النادي الأهلي، وما حدث هو التسلسل الطبيعي لقضية مثل هذه. وقد يردد البعض بأنها أصبحت قضية مملة، وأخذت أكثر مما تستحق لاسيما أن اللاعب لا يتمتع بأية مؤهلات اضافية أو مزايا فنية تؤهله لمثل هذا الصخب الإعلامي، وإنما هو "العناد" بين ناديين إلى درجة أن أحد الناديين لم يزل يدفع رواتب هذا اللاعب حتى الآن نيابة عن النادي البرتغالي فقط من أجل التأكيد على "كسب" القضية، ومع ذلك وبالنظر إلى الجانب المضيء في هذه القضية أنها قد سلطت الضوء على عدد من الآفاق القانونية في مجال الاحتراف الرياضي وتعلم منها الكثير من اللاعبين المحترفين كيفية المحافظة على توقيعاتهم وأين ومتى يتم التوقيع وما الذي يترتب على ذلك. ماذا تقول لاتحاد الكرة؟ لعل القول لا يكون مجدياً وقد تبقى على انقضاء ولايته بضعة أشهر. ولا أقول لهم سوى شكراً على كل ما قدمتموه وشكراً مضاعفاً على كل ما تحملتموه، لو كنت في موقع أحمد عيد لحمدت الله عز وجل كثيراً أن أنعم عليّ وأكرمني بكل هذه التغريدات والتعليقات وردود الأفعال التي سأواجه اصحابها يوم أكون في أمس الحاجة إلى أن أحصل على حسنات من كل منهم أو أن يتحملوا هم عني قسطاً من سيئاتي التي أسأل الله أن يغفرها لي. هل تشعر بأن عيد ظلم بالقائمة غير المنتخبة التي كانت معه؟ ليس بنسبة (100%) لأن هناك بعضاً من أشخاص هذه القائمة هم أكفاء لعضوية الاتحاد، ولو كان كل الأعضاء بالانتخاب ربما لن تتمكن بعض من هذه الكفاءات أن تكون ضمن تشكيل اتحاد كرة القدم.
مشاركة :