أعاد بعض مصوري الحياة الفطرية في البحرين الحياة لطائر رفراف إفريقي بعد أن اشتروه من «حبّال» وهو في حالة صحية سيئة، ليعيدوه إلى بيئته الطبيعية ويطلقوا سراحه. تفاصيل القصة تشير إلى أن أحد صائدي الطيور بمنطقة الدراز اصطاد طائراً رفرافاً بالقرب من ساحل الدراز وقام بعرضه للبيع في إحدى الصفحات بموقع الإنستغرام بمبلغ ثمانية دنانير. أحد مصوري الحياة الفطرة أخذ صورة للإعلان ووضعها في المجموعة الخاصة بالمصورين فقرروا جمع المبلغ ممن يريد المساهمة لشراء الطائر كي يعيدوه لحياته الطبيعية. المصور تقي قاسم هو من ذهب واستلم الطائر من البائع، وفي حديثه إلى «الوسط» قال إنه من ذهب واشترى الطائر لأنه من المنطقة نفسها، مضيفاً «اتصلت به فأجابني أخوه الأكبر واتفقت معه على شرائه. ذهبت إليهما وسلمتهما المبلغ وتسلّمت الطائر. تفاجأت أن من اصطاده لا يتعدى عمره الرابعة عشرة، حاولت أن أفهمه أن مثل هذه الطيور لا تستطيع العيش في أقفاص لكن من الواضح أنه لم يقتنع بكلامي، أخذ المبلغ وانصرف». وأوضح قاسم أن الطائر كان في حال يرثى لها وبدا هزيلاً جداً «أبقيته في المنزل ليلة واحدة وقدمت له الأسماك لكنه رفض الأكل، وفي صباح اليوم التالي توجهت مع بعض زملائي المصورين لإحدى المناطق التي تعتبر بيئة مثالية لمثل هذا الطير وأطلقنا سراحه». الرفراف لم يستطع الطيران منذ الوهلة الأولى لإطلاقه. لكن مع متابعته من قبل المصورين رصدوا تغيراً في وضعه الصحي وشيئاً فشيئاً رجع لممارسة حياته بشكل طبيعي. وطائر الرفراف - حسب المصور زكريا المنامي - هو طائر مهاجر صغير الحجم، تأتي للبحرين سنوياً أعداد قليلة منه قادمة في الغالب من إفريقيا حيث موطنه الأصلي. وهذا الطائر يعيش بالقرب من جداول الماء إذ تعتبر الأسماك الصغيرة غذاءه المفضل وهو صائد سمك محترف. وبيّن المنامي «هذا النوع من الطيور غير قابل للعيش في الأقفاص، كما أنه لا يفيد مالكه بشيء، فهو ليس طائراً مغرداً، ولا يقبل الأكل في القفص. حاولنا إطعامه من وجباته المفضلة لكنه رفض. وأعتقد لو لم نشتره لن يجد له الحبّال مشترياً. وسيموت في القفص لا محالة». واختتم المنامي حديثه قائلاً «نحن مصوري الحياة الفطرية نناشد بتفعيل الدور الرقابي من قبل الجهات المعنية بحماية البيئة فيما يخص حماية الطيور المهاجرة منها والمقيمة من الحبّالة الذين ينشطون بشكل لافت في الفترة الأخيرة دون وجود رادع لهم».
مشاركة :