تغير ملحوظ في السياسة الخارجية التركية في 2021

  • 12/23/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شهد عام 2021 عدة أحداث في تركيا حيث ألقت الظروف الاقتصادية بظلالها على السجال السياسي الداخلي، في حين كانت السياسة الخارجية للبلاد تتجه نحو مصالحات وفتح علاقات جديدة مع خصوم الأمس. ففي العام الذي هدأت فيه السياسة الخارجية، كانت السياسة النقدية أكثر صخبًا. ترنّحت العملة الوطنية واهتزّت البلاد بأكملها أمام فاتورة التضخّم، ففطن الساسة إلى المعادلة، وفتحوا الأبواب أمام استثمارات خصوم الخارج لتنشيط الاقتصاد وإسكات أصوات خصوم الداخل. ومن هذا المنطلق تعد التغيرات في السياسة الخارجية التركية، أبرز ملامح العام المنصرم في تركيا.. من الخلاف والصدام، لمحاولة إصلاح العلاقات مع دول المنطقة باستثناء سوريا. تقارب تركي عربي التقارب التركي الإماراتي، كان أبرز معالم هذا التحوّل، الذي توّج بزيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلى أنقرة، وما نتج عنه من اتفاقيات، إضافة للتقارب التركي المصري، واللقاءات التي عُقدت في هذا الإطار بين أنقرة والقاهرة. في هذا السياق، قال المحلّل السياسي، إلياس كيليتش أصلان، لقناة الغد، “الدخول في مسار تطبيع العلاقات من جديد مع الإمارات العربية المتحدة ومصر هو التطور السياسي الأهم في العام المنقضي”. وأضاف، “يمكن القول إن مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل بدأ يظهر أيضا خلال هذا العام للعب دور أهم في المنطقة وتحقيق منفعة إقتصادية”.   تدهور الليرة الملف الاقتصادي، انطلاقاً من خفض نسبة الفائدة من البنك المركزي، وما صَحِبَهُ من تراجعٍ لقيمة العملة المحلّية، وارتفاعات كبيرة في نسب التضخّم، وثمّ الأسعار، كان هو الآخر من أبرز الأحداث، والذي تسبب في وجود الدعوات المتكررة من المعارضة التركية، لإجراء انتخابات مبكرة، التي تكرر رفضها من طرف تحالف الحزب الحاكم وإردوغان. وقال فائق أوزتراك، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية والمتحدّث باسم الحزب “شهدنا خلال العام، أسوأ الأزمات في حكم الحزب الحاكم، الذي يحكم البلاد منذ نحو عشرين عاماً.. الأسعار ارتفعت بشكل جنوني بسبب الأخطاء التي يقوم بها (نظام حكم الرجل الواحد).. أزمة الإدارة والحكم التي تشهدها تركيا وضعت البلاد في مآزق كبيرة، وباتوا يغيّرون سياساتهم الخارجية بشكلٍ غير مدروس.. مطلبنا الأهم هذا العام هو الانتخابات المبكرة”. أردوغان وبايدن لقاءاتُ إردوغان مع بايدن، بعد انتهاء حِقبة ترامب، وعودةُ ملفّات الخلاف التركي الأمريكي إلى الواجهة من جديد، كانت من أبرز أخبار العام.. على رأسها دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد، وما تبعه من شراء تركيا إس أربعمئة من روسيا من مواقف وتصريحات أمريكية.. ثم لقاءات إردوغان مع بوتين، التي حملت ملفّات خلاف من جهة، وتقارب من جهة أخرى، بين أنقرة وموسكو. كان العام المنصرم، مليئاً بالأحداث السياسية والاقتصادية في تركيا، أحداثٌ أنتجت معادلات معقّدة داخلياً وخارجياً، يبدو حسب مراقبين، أنها قد أجبرت أنقرة، على إعادة حساباتها في كلّ الملفّات على اختلافها.

مشاركة :