نظَّمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ندوة نقاشية افتراضية بعنوان «صعوبات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها»، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وضمن فعاليات مبادرة بالعربي. وشارك فيها كلٌّ من جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتور فاروق أبوشقرا، مؤلِّف كتاب «قواعد اللغة العربية لغير الناطقين بها» وأدارها الإعلامي حسين درويش. وعلى مدار أكثر من ساعة طافت الندوة على مواضيع متعددة تمسُّ عمقَ مشكلة تعليم العربية لغير الناطقين بها، خاصة في الأكاديميات والمدارس، وتطرَّق النقاش الغني إلى صعوباتٍ مصدرها المُعلم نَفسه، وصُعوباتٍ مصدرها الطالب، وصُعوبات مصدرها طريقة التعليم المُستخدمة، وصُعوبات مصدرها منهج التدريس. وتحدَّث جمال بن حويرب عن مبادرة بالعربي التي أطلقتها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في العام 2013، وحقَّقت رصيداً كبيراً بين المهتمين، وأسهمت في وضع اللغة العربية موضع التداول اليومي في وسائل التواصل الاجتماعي. وعرَّج بن حويرب على السياسات الحكومية لتعليم العربية لغير الناطقين بها، حيث قال: لا يجب الاعتماد على الحكومات فقط؛ فالقطاع الخاص يجب أن يخرج بمناهج ومراكز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وأضاف في مداخلته أنَّ العرب لم ينجحوا حتى الآن في طرق تدريس لغتهم للعرب، فكيف سينجحون في طريقة تدريس لغتهم لغير العرب؟! وأنَّ معظم معاجمنا غير معتمدة، فهي إمّا تراثية وإمّا معاجم لأفراد، أمّا المعجم الإنجليزي فهو يعود لإكسفورد، وهو معجم معتمد من الدول الناطقة باللغة الإنجليزية. ثمَّ تحدث الدكتور فاروق أبو شقرا عن رغبة كثير من الطلاب حول العالم في تعلُّم العربية وما هو دافعهم إلى ذلك؟ حيث هناك دوافع سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية، خاصة عندما يتزوج العربي من امرأة غير عربية وعليهم تعليم أولادهم العربية. وأضاف أبو شقرا قائلاً: تمَّ تطوير وتثبيت قواعد اللغة العربية في فترات لاحقة، حيث كانت تُكتَب من دون التنقيط والتشكيل بالحركات ومن دون الهمزة حتى منتصف القرن الأول الهجري، وقد قام أبو الأسود الدؤلي وسيبويه بوضع قواعدها. وهذه اللغة العربية هي اللغة الوحيدة في العالم التي لم تتغيَّر منذ 1500 عام. ويمكن للمتحدِّث المتعلِّم للغة العربية الحديثة قراءة النصوص المكتوبة قبل 1500 عام. وقد أثارت الحلقة النقاشية العديد من الأسئلة التي طرحها المتابعون عبر الفضاء الافتراضي، وخاصة الأسئلة المتعلقة بالمناهج التعليمية في المدارس الرسمية أو الخاصة في الوطن العربي، وبينها المناهج التي تتبع طريقة الحفظ والتلقين، وكذلك تطرَّقت الأسئلة إلى مشكلات يواجهها الطالب عندما لا يجد آلية تعليم صحيحة ومعتمدة لتعلُّم اللغة. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App