تمثل النقوش الصخرية ذاكرة تاريخية هامة جدًا للأزمان والإنسان والمكان، وفي بعدها التاريخي سجل للحياة بمختلف جوانبها، وسنستعرض هنا أبرز النقوش التي تم العثور عليها في سواحل تهامة. الفقيه والتتبع التاريخي يقول المهتم بالتاريخ القديم لمنطقة تهامة الحسين بن حسن الفقيه: إن والده المؤرخ حسن الفقيه قد درس تاريخ المناطق الأثرية في تهامة واهتم بمعطياتها الأثرية والإشارات التاريخية والاستنتاجات المرتبطة بها والنصوص الأثرية التراثية واستخلص منها ما حوته من كتابات ونقوش تحكي عن حقبة زمنية تعكس واقع الحال في تلك الفترات الزمنية. أولا: النقوش على القبور ويتناول الحسين بن حسن الفقيه بعضًا من شواهد القبور في قرية عشم الأثرية.. الشاهد: نقش حجري الموثع الأثري: قرية عشم مكان النصب: قبر محمد بن مسلمة بن إبراهيم بن هشام الخرمي التاريخ: القرن الثاني الهجري المضمون النصي: (بسم الله الرحمن الرحيم/ اللهم صلي على محمد النبي الأمي. ونور لمحمد بن مسلمة بن إبراهيم بن هشام المخرمي في قبره وألحقه بنبيه). الشاهد: نقش حجري الموقع الأثري: قرية عشم مكان النصب: قبر حسناء بنت زكريا أحمد التاريخ: شهر شوال سنة 396 هجري المضمون النصي: (بسم الله الرحمن الرحيم، شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم). (هذا قبرحسناء ابنة زكريا بن أحمد نضر الله وجهها وألحقها بنبيها محمد صلى الله عليه وسلم) . كما كتب على يسار النقش عبارة (توفيت سنة ست وتسعين وثلاثمائة سنة في شهر شوال). الشاهد: نقش حجري الموقع الأثري: قرية عشم مكان النصب: قبر يعلي بن عبدالله بن محمد التاريخ : شهر ذي الحجة سنة ٣٧٥ المضمون النصي: (بسم الله الرحمن الرحيم/ اللهم إذا جمعت الملا لفصل القضا وإبانة الجزا فعفوت عن المذنبين وأقلت العاثرين فاجعل يعلي بن عبدالله بن محمد من ورثة جنات النعيم / توفي في شهر ذي الحجة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة). ثانيا: النقوش على المساجد والمنازل ويقول المؤرخ حسين الفقيه: إن النقوش أيضا وجدت على أبواب وجدران المساجد والبيوت ومن ذلك: الشاهد: نقش حجري الموقع الأثري: قرية عشم التاريخ: شهر ربيع الأول سنة 414 هجرية نص التعريف بكاتب النقش: (كتبه) يعلي بن موسى عند تأسيس مسجد عشم في القرن الخامس الهجري وتحديدًا في شهر ربيع الأول سنة ٤١٤. نص النقش: (بسم الله الرحمن الرحيم/ أقبل على صلاتك ولا تكن من الغافلين/ أمر بعمارة هذا المسجد الأمير يعلي بن عبدالله بن عويد أطال الله بقاءه في شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وأربعمائة). الشاهد: نقش حجري الموقع الأثري: قرية عشم مكان النقش: دار محمد بن صفيعة عند تأسيسها نص النقش: (بسم الله الرحمن الرحيم/ قل هو الله أحد/ الله الصمد/ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد). تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا. (يثق بالله محمد بن صفيعة). توطئة خلال القرون الثمانية الأولى احتضنت تهامة مجموعة من القرى والمواقع الأثرية ذات الأهمية الاقتصادية والمكانية كمواقع تعدين الذهب، وكانت تلك القرى محطات مهمة على طرق التجارة والحج التي تربط ما بين الحجاز واليمن كقرية (عشم) ومدينة (ضنكان) الأثريتين. وهناك مدينة (السرين) ذات الموقع الجغرافي على طرق التجارة البرية والبحرية التي تربط بين الحجاز واليمن وشرق افريقيا والتي كان مرساها أقرب مرسى تجاري حي لمكة المكرمة في الناحية الجنوبية، أيضا مدينة (حلي بن يعقوب) ومرساها اللتان كانتا نقطتي اتصال مهمتين على طرق الحج والتجارة والتحركات العسكرية بين الحجاز واليمن.