تنظر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في امتداد لسياسة الإدارة السابقة إلى الصين بصفتها مصدر تهديد رئيس للهيمنة الأمريكية، سواء من خلال تحركاتها المعلنة أو الأخرى غير المعلنة التي يستنبطها الباحثون والمحللون. لكن الباحث الأمريكي جوردون تشانج، مؤلف كتاب "الانهيار القادم للصين"، يرى أن سياسة بايدن غير كافية للجم طموحات الصين. ويتساءل قائلا لماذا هذا الأمر؟ ويرد قائلا إن هناك روابط تجارية صينية مع عائلة بايدن ومع أعضاء إدارته، ومن دون شك يريد استيعاب المتبرعين لحملته الانتخابية الذين يرغبون في القيام بأعمال تجارية في الصين، لكن الأمر الأساسي هنا هو أن الرئيس يتحدث كما لو أنه لم يتخل عن نظرته الحميدة التي تعود إلى عقود، لطبيعة الشيوعية الصينية. وبحسب "الألمانية"، أشار إلى أن الرئيس جو بايدن "ابتسم بتكلف وانصرف" في 15 كانون الأول (ديسمبر) عندما أراد أحد الصحافيين أن يعرف لماذا لم يطلب من بكين "بذل مزيد من الجهد لتكون شفافة بشأن منشأ" كوفيد - 19. وفي أيار (مايو) 2019، أعلن قائلا "إنهم ليسوا أناسا سيئين"، وفي الوقت نفسه، قال بايدن عن الصينيين "إنهم ليسوا منافسين لنا". ويقول تشانج إن بايدن في هذه الأيام ينظر إلى الصين بصفتها مجرد "منافس"، وليس، على نحو أكثر ملاءمة، خصما أو عدوا. وتفترض تسمية المنافس ضمنا أن الدولة الصينية تقبل نظام سيادة وستفاليا الدولي الحالي، الذي يعترف بسيادة الدول التي تتنافس في إطاره. لكن الصين، بحسب تشانج، لم تعد تقبل السيادة الأمريكية أو سيادة أي مجتمع آخر. ويقول إنه في كلمته التي ألقاها في أول تموز (يوليو)، بمناسبة الذكرى المئوية للمنظمة الحاكمة في الصين، وعد الرئيس شي جين بينج في عبارة حظيت بتغطية إعلامية واسعة بـ"كسر الجماجم وسفك الدماء"، إن "الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني، بشجاعتهما ومثابرتهما، يعلنان للعالم رسميا أن الشعب الصيني ليس جيدا في القضاء على العالم القديم فحسب، بل إنهما بارعان أيضا في بناء عالم جديد". وبحسب تشانج، يحلو لبايدن، على غرار عديد من الأمريكيين، الاعتقاد بأن التعايش مع النظام الصيني ممكن ومرغوب فيه في آن واحد، وهو يعاني صعوبة في فهم قسوة النظام الصيني أو الطبيعة الشاملة لهجومه على النظام الدولي. ويضيف "علاوة على ذلك، يحاول الحزب تدمير أمريكا. إن التنظيم الحاكم في الصين يدرك أن التأثير الملهم للقيم الأمريكية يشكل تهديدا وجوديا لذرائعها الشمولية. إن ما لا يفهمه بايدن هو أن الشيوعية الصينية تخوض معركة حتى النهاية مع الولايات المتحدة، سواء كانت أمريكا تعتقد ذلك أم لا". ولفت إلى أن "أمريكا مجتمع أقوى بكثير من الصين، التي هي في الوقت الحالي هشة بسبب أزمة ديونها، ولكن الحزب الشيوعي يستطيع تدمير الولايات المتحدة لمجرد أن بايدن لا يدافع عنها بشكل كاف من الهجمات الصينية الخبيثة، التي لا تلين. القوة لا تعني شيئا إذا لم يكن لدى أمريكا التصميم على الدفاع عن نفسها". ويختم تشانج بالقول إن فشل بايدن في مواجهة الصين، يعني أنه مهمل في أداء واجبه الدستوري الأساسي، وهو حماية الشعب الأمريكي من الهجمات الأجنبية.
مشاركة :