موسكو-(أ ف ب): اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس خلال مؤتمره الصحافي السنوي لنهاية العام رد الفعل الأمريكي على المقترحات الروسية لحل الأزمة الروسية الغربية حول أوكرانيا «إيجابيا». وقدّمت روسيا الأسبوع الماضي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مسودة مقترحات تلخص مطالبها مقابل وقف تصعيد التوترات بشأن أوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة. وتنص المقترحات على عدم ضم الحلف الاطلسي أعضاء جددا وتدعو إلى عدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفيتي السابق. وأضاف بوتين في المؤتمر الصحافي «يجب ألا يكون هناك أي توسع لحلف شمال الأطلسي شرقا». وتابع «الكرة في ملعبهم. عليهم إعطاؤنا بعض الأجوبة» لكن «عموما، نرى رد فعل إيجابيا». وصرّح بوتين «رأينا حتى الآن رد فعل إيجابيا. أخبرنا شركاؤنا الأمريكيون بأنهم مستعدون لبدء هذه المناقشة، هذه المحادثات، بداية العام المقبل في جنيف»، مشددا على أن أي توسع مستقبلي لحلف شمال الأطلسي «غير مقبول» بالنسبة إلى روسيا التي لن تقبل بوجود نظام أسلحة غربي «على عتبتها». وتأتي هذه التصريحات بعد يومين من تهديده الغرب بأن موسكو ستتخذ «إجراءات عسكرية وتقنية» إذا لم يتم قبول مطالبها. ورأى أطراف غربيون كثر أن مطالبه التي ستكون انعكاساتها كبيرة على البنية الأمنية الأوروبية «غير مقبولة». ويتّهم الغربيون الرئيس الروسي الذي انتقل خلال 22 عاما في السلطة من علاقة أقرب إلى الودية، إلى صراع مع الغرب، بالإعداد لغزو أوكرانيا الجمهورية السوفيتية السابقة الموالية للغرب الآن. وتقول واشنطن إن عشرات الآلاف من الجنود بتجهيزات فائقة، ينتشرون بالقرب من الحدود الروسية الأوكرانية وكذلك في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وتضاف إلى المعادلة القوات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا التي تقاتلها كييف منذ نحو ثماني سنوات. لكن الكرملين ينفي أي نية لبدء نزاع، بل على العكس يتهم الأمريكيين وحلفاءهم بتهديد موسكو عبر تقديمهم الدعم السياسي العسكري إلى كييف ونشر قواتهم في البحر الأسود. وأشار الرئيس الروسي الخميس إلى أن سياسة أوكرانيا وحلفائها الغربيين المناهضة لروسيا لا سيما في سياق الحرب ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، تشكّل تهديدا لموسكو. وقال «علينا أن نفكر في أمننا ليس فقط لليوم أو للغد. لا يمكننا أن نستمر في النظر خلفنا ونسأل ماذا سيحدث؟ متى سيضربوننا؟» واتهم الغرب مجددا بـ«خداع روسيا بوقاحة» في التسعينات بانتهاك وعد مزعوم بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي. ولدى سؤاله عن قمع المعارضة الروسية الذي ازداد بشكل كبير في العام 2021، قال بوتين إن الأمر لا يتعلق بكم أفواه المنتقدين بل بكبح تأثير النفوذ الأجنبي. وتابع «أذكركم بما يقوله خصومنا منذ قرون: لا يمكن هزيمة روسيا، لا يمكن تدميرها إلا من الداخل». ووفقا له، فإن هذا كان سبب سقوط الاتحاد السوفيتي قبل 30 عاما. وطوال العام، استهدفت دعاوى قضائية وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية وصحافيين ومحامين وناشطين. وبدأ العام 2021 باعتقال المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني بعد نجاته للتو من تسمم اتهم الكرملين بالوقوف وراءه. ثم منعت حركته بأكملها بتهمة «التطرف». ووصفه الرئيس الروسي الخميس مجددا بأنه مجرم، في إشارة إلى إدانته في قضية احتيال اعتبرتها المعارضة ملفقة. وقال بوتين «لطالما كان هناك محتالون. لكن لا يجوز ارتكاب جرائم». وفي سؤال حول تداعيات وباء كوفيد-19 وتأثيره على الاقتصاد قال الرئيس الروسي «هناك أمور دائما ما تكون مقلقة مثل متوسط العمر المتوقع» الذي أشار إلى أنه «ينخفض» في ظل «ارتفاع معدل الوفيات». وتسبب انخفاض معدل التحصين الذي يساهم فيه عدم ثقة السكان في اللقاحات، وغياب القيود الصحية، إلى خسائر بشرية فادحة.
مشاركة :