سناء موسى.. فنانة فلسطينية تُقاوم الاحتلال بأغانٍ تراثية

  • 12/24/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تموت الأنفس والضمائر وتبقى القضية حيّة في قلوب أصحابها، لا يحيدون عن مبادئهم وثوابتهم، مؤكدين استمرار النضال بشتى الطرق والوسائل، سبيلا لاستعادة أرض سلبها الاحتلال ونكّل بأهلها. سناء موسى، فنانة فلسطينية من منطقة "دير الأسد"، بدأت مسيرتها الفنية عام 2003، لترسم لنفسها طريقا خاصة في مقاومة الاحتلال، عبر تقديم الأغاني التراثية، آخذة على عاتقها إحياء موروث بلادها، ليعيش مع الأجيال الجديدة، وتؤكد لهم عمق تاريخ يحاول العدو طمسه. الأناضول التقت موسى خلال زيارة قصيرة لها إلى العاصمة الأردنية عمان، وتحدثت إليها عن دورها الفني وأهميته في دعم المقاومة والأسرى والقضية الفلسطينية. ** قضية الأسرى "هم يعيشون عشرات السنين في الأسر، فهذا أقل ما يمكن أن نرد به الجميل لهم"، بهذه الكلمات بدأت الفنانة الفلسطينية حديثها للأناضول عن ملف الأسرى. وأردفت: "القضية فيها الكثير من النقاط المهمة، فلماذا لا نتطرق لها، ونتحدث عنها ونصورها، وننصفها، فهذا أقل ما يمكن تقديمه للأسرى، المنتزعة حريتهم". وتابعت :"أسرى وأسيرات، هناك أطفال في الأسر"، متسائلة "كل هذه القضايا وهذه النقاط، ألم تستفز في داخلنا، إن كان في السينما أو الغناء أو الشعر، وصنعت حالة فنية (؟)". وزادت: "نرى عمل هنا وهناك، لكنها أعمال متفرقة، ومؤخرا المشهد الفني تتصدره أعمال لا تمت لثقافتنا العربية بأي صلة". وأردفت: "على العكس، هناك نوع من الهجوم على القضية الفلسطينية وعلى القيم الفلسطينية بطريقة مفاجئة، وأنا أقول هذا الشيء بالنسبة كفلسطينيين غريب علينا، ونشعر بأن هناك أيادٍ خفية خلف هذه الأعمال، تدعمها وتشجعها". ومضت: "رأينا مؤخرا أعمال أخجل بأن أقول إنها أعمال عربية، وقضية الأسرى تحديدا، فيها قصص وحكايات، وعوامل الإثارة التي لا تحتاج إلى إسقاطات لخيالات مريضة، ونعمل منها قضية مشوهة في فيلم مشوه". ومؤخرا، أثار فيلم "أميرة" الأردني ردود فعل واسعة، ما دفع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام (حكومية) إلى اتخاذ قرار بسحبه من الترشيح لجوائز الأوسكار الدولية، عقب اعتراض مؤسسات معنية بشؤون الأسرى على الفيلم على اعتبار أنه "يشكك في نسَب أبناء الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، الذين تم إنجابهم عبر نطف مهربة من آبائهم". ** أثر الفن في حياة الناس واعتبرت موسى أن "تجاربنا الفنية ما زالت في بداياتها، مع أنها أثرت في حياة الناس، وفي المشهد الفني والثقافي الفلسطيني والعربي". وزادت: "أركز في عملي على التراث الفلسطيني، وهناك الكثير الذي أطمح في تقديمه لجمهوري في هذا الموضوع، وفاءً مني للعهد الذي قطعته على نفسي". وقالت: "نسمع دائما بأن الأغاني التراثية تكررت، ولكن في الواقع هناك أنواع كثيرة، فعلى سبيل المثال الأعراس هي الأكثر تواجدا بالمشهد الفني، لكن ماذا بالنسبة للأغاني الأخرى مثل أغاني الحجيج التي نسميها التحنيين والتراويد وأغاني السفر والمواسم التي لا تتواجد في حياتنا". وأردفت: "هذه الأغاني رافقت الطقوس التي كنا نعيشها يوميا على أرض فلسطين، مع اختلاف الطقوس وتغير طبيعة حياتنا من مجتمع زراعي إلى مجتمع مدني نوعا ما". واستطردت: "بدأت بالاختفاء شيئا فشيئا، وبالتالي أسعى لاستعادتها على حياتنا، إذا لم يكن بالممارسة على أرض الواقع، فعلى الأقل بالمشهد الفني الفلسطيني". ** أنماط الغناء وأثر التراث وأوضحت المتحدثة قائلةً: "أنا أجيد غناء الكثير من الأنماط الكلاسيكية والتراثية، ولكنني أعتبر نفسي ما زلت واقعة تحت التراث وموجودة بهذا المكان، وأشعر بأن لدي الكثير لتقديمه". ولفتت أنه "بالنسبة للتراث، أهالينا يعرفون جزءا منه، لكن الجيل الجديد هو من يجب أن يحمل هذه الرسالة ويورثها لمن بعده". واعتبرت أن "التراث يجب تقديمه بشكل يناسب الجيل الشاب حتى يتقبله، ولنضمن استمرارية هذا اللون، فلا بد من ذلك". وفي تعريفها للتراث، قالت إنه "مجموعة ما تركوه أجدادنا من ذكريات غير مادية، توثق عمليا مشاهد مختلفة من حياة الفلسطينيين، فهو نوع من التأريخ وحفظ الذاكرة". ورأت بأن "كثير من الطقوس غير الموجودة حاليا في حياتنا ولا نمارسها أو حقوق مختلفة عاشها الشعب الفلسطيني على أرضه، ممكن من خلال استماعك للأغاني والتدقيق في الكلمات تكتشف طبيعة عيش الناس سابقا، وأمانيهم وأحلامهم، وهذا مهم جدا، لأننا لم نكتب كثيرا عما تناقلناه من ذكريات الماضي". واستدركت: "هنا نجد بأن التاريخ محفوظ بالأغاني بدلا من الكتب، وبالنسبة لي، أعيد نبش هذه الأغاني، ووضعها في المشهد الفني الفلسطيني هو تأكيد على ذاكرتنا الجمعية، وإعادة تذكير أنفسنا بتاريخنا، وتعريف أنفسنا بأنفسنا عن طريق هذه الأغاني". ** الاحتلال يستولي على الثقافة موسى حذرت من محاولة الاحتلال الاستيلاء على ثقافة الفلسطينيين، حيث قالت: "الاحتلال أخذ الأرض، والآن يحاول الاستيلاء على ثقافتنا". ومضت: "المحتل يحاول الظهور بطريقة تدل على أن له تاريخ وجذور في هذه الأرض، ويتشابه معنا الفلسطينيين سكان الأرض الأصليين، سرقة الأكل الشعبي، وملكات جمال يرتدين الثوب الفلسطيني، فالمحاولات مستمرة لتهويد كل ما هو فلسطيني". وأفادت بأن "المحتل بلا تاريخ ويحاول صناعة تاريخ كاذب، ويحاول التشبه بسكان الأرض الأصليين، حتى يعطي لنفسه بعض الشرعية وينتمي لهذا الفضاء". وتطرقت إلى مفهوم "العولمة ومخاطرها"، لافتة إلى "مضامين تتعلق بثقافتنا نتلقاها عبر المنصات الاجتماعية لا تمت لحضارتنا بأي صلة، وهذا خطر فعلي". وأيدت مقولة أن "الفن أداة من أدوات مقاومة وشكل من أشكال النضال"، مشددة أنه عبر ذلك "تحاول أن تحمي ثقافتك وتقول أن هذا الشعب الذي يملك هذا الكم من الأغاني والقوالب الغنائية لم يأت أمس إلى بلاده، وإنما هذا شعب جذروه ضاربه في أرض كنعان". ** تحديات الفن الفلسطيني وعن تحديات الفن الفلسطيني، اعتبرت المتحدثة، بأنها "كثيرة، أبسطها صعوبة التنقل، فضلا عن عنف وقمع يومي، والذهاب لتأليف أغنية، أمر غير سهل". واعتبرت أن "الفن غير التجاري هو فن محاصر، بالتالي (يواجه) تحديات كبيرة، ونسعى لتقديم ما أمكن لتمثيل الفن الفلسطيني". وعبّرت عن أسفها لدور الفن العربي في دعم القضية الفلسطينية، قائلة: "عربيا، الفن مقترن بقضية معينة وحدث معين بالشأن الفلسطيني، نحن يوميا نتعرض للقتل والأسر". وتابعت: "فهي كلها قضايا ملهمة للفنانين، ومع ذلك لا يغنون (لفلسطين) إلا بمناسبات معينة وحادثة محددة، لا بد أن تكون قضية يومية بالمشهد الفني العربي". واختتمت بالقول: "أحاول أن أوصل صوتي عبر الموسيقى والأغاني، وأوضح ماذا يجري في فلسطين". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :