قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يلوم إلا سياساته بسبب ارتفاع أسعار الغاز، حيث يعيد بعض أعضائه بيع الغاز الروسي الرخيص بأسعار أعلى بكثير داخل التكتل. كما دعا بوتين الاتحاد إلى الموافقة على طريق جديد لنقل الغاز الروسي، وهو خط أنابيب نورد ستريم 2 لتخفيف أزمة الأسعار. وارتفع سعر الغاز القياسي في أوروبا إلى مستوى قياسي جديد يوم الثلاثاء ليصل إلى نحو 800% منذ بداية العام، وتراجع السعر اليوم الجمعة، لكنه لا يزال مرتفعا بأكثر من 400%. وتعارض الولايات المتحدة والعديد من دول شرق أوروبا بوجه خاص نورد ستريم 2، وتقول إن خط الأنابيب سيجعل الاتحاد الأوروبي أكثر اعتمادا على الغاز الروسي، الذي يوفر بالفعل 35% من احتياجات التكتل من الغاز. ولا يزال خط الأنابيب، الممتد من روسيا إلى ألمانيا والذي تم إنشاؤه في سبتمبر/أيلول، ينتظر الموافقة التنظيمية من برلين وبروكسل. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوتين قوله، خلال اجتماع مشترك لمجلس الدولة ومجلس معني بالعلوم والتعليم، “إمدادات الغاز الإضافية في سوق الغاز الأوروبية ستخفض بالتأكيد السعر في البورصة وفي السوق الفورية”. وأظهرت بيانات من الشركة المشغلة للشبكة الألمانية، جاسكاد، أن خط أنابيب يامال-أوروبا، الذي يضخ عادة الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية كان يتدفق في الاتجاه المعاكس لليوم الرابع اليوم الجمعة، مما يزيد من الضغط، حيث يضخ الوقود من ألمانيا إلى بولندا. وقال بوتين، إن بولندا أبعدت روسيا عن إدارة خط أنابيب يامال-أوروبا. ويمتد خط الأنابيب من روسيا إلى روسيا البيضاء ثم إلى بولندا وألمانيا. كان بوتين قال أمس الخميس، إن ألمانيا تعيد بيع الغاز الروسي إلى بولندا وأوكرانيا بدلا من تخفيف حدة أزمة السوق. وفي أوكرانيا، وهي طريق عبور آخر للغاز الروسي إلى أوروبا، قال رئيس شركة نقل الغاز الحكومية إن جازبروم خفضت كمية الغاز التي تضخ يوميا عبر الأراضي الأوكرانية إلى 87.7 مليون متر مكعب من 109 ملايين متر مكعب. وكتب سيرجي ماكوجون على فيسبوك قائلا “إن تقليص إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي في وقت وصلت فيه الأسعار إلى 2000 دولار يشير إلى أن هذه ليست قرارات اقتصادية بل سياسية بحتة تهدف إلى زيادة الضغط على الاتحاد الأوروبي لإطلاق نورد ستريم 2 بشروط الاتحاد الروسي”. وأضاف ماكوجون، أن أوروبا سجلت رقما قياسيا في سحب الغاز من المخزون بسبب نقص الإمدادات.
مشاركة :