شهدت محافظة الأقصر، مساء أمس الخميس، انطلاق فعاليات الدورة الحادية عشرة من المهرجان القومي للعبة فرعونية تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر. ويطلق على هذا الفن اسم "التحطيب"، وهو فن مصري قديم تعود أصوله للعصر الفرعوني، ويعد أحد فنون التراث التي نجحت مصر عام 2016 في إدراجها على قوائم اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي. وافتتحت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة في مصر، فعاليات مهرجان "التحطيب"، وقالت إن المهرجان يعد من وسائل الحفاظ على اللعبة العريقة، ويرسخ مكانة قرية "القرنة الجديدة" في البر الغربي لمدينة الأقصر على خريطة السياحة الثقافية موجهةً التحية للفرق واللاعبين المشاركين الذين لعبوا دورا كبيرا في صون اللعبة وخلق أجيال جديدة تحافظ على جزء أصيل من التراث المصري. يذكر أن المهرجان القومي للتحطيب يعد الأشهر في محافظة الأقصر، وتقام الدورة 11 منه بمشاركة 33 لاعبا و7 فرق من محافظات مصر التي تشتهر بممارسة لعبة التحطيب التراثية، بالإضافة إلى 9 فرق فنون شعبية. والتحطيب هو فن القتال التقليدي بالعصي المستمدة من الأصول المصرية القديمة في العصور الفرعونية والمسمى في الأصل "فن النزهة والتحطيب"، حيث صور المصريون القدماء هذه الرياضة على جدران معابدهم وكانوا يهتمون بتعليمها للجنود. وتطورت النسخة العسكرية الأصلية من "التحطيب" لاحقًا إلى رقصة شعبية مصرية بعصا خشبية، وتوصف عادة بـ"رقصة العصا"، أو "رقصة القصب"، أو كطقوس قتال وهمي مصحوبة بالموسيقى، وفي الوقت الحاضر، تشمل كلمة "تحطيب" كل التدريبات العسكرية وفن الأداء. ويُمارس فن التحطيب اليوم بشكل رئيسي في صعيد مصر، ومن أبرز طقوسها أنها لعبة مبارزة تبدأ بالسلام وتنتهي بالسلام، ويتخللها الرقص على المزمار البلدي في حلقات يلتف حولها الكثيرون. وفي عام 2016، قدمت وزارة الثقافة المصرية طلبا إلى اليونسكو لتسجيل "التحطيب" كلعبة تراثية ضمن التراث الثقافي غير المادي؛ حيث نجحت في تسجيله كلعبة تراثية.
مشاركة :