حذر تجمع طبي دعت اليه جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ممثلًا في المستشفى الجامعي من تجاهل علاج حالات قصر القامة عند الأطفال بتداعيات مغلوطة حول تأثير هرمون النمو على صحتهم، ونبه الملتقى أن كل التداعيات التي يتداولها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا أساس لها من الصحة. وتضمن لقاء اليوم التثقيفي لأطفال قصر القامة الذي عقد تحت إشراف أستاذ طب الأطفال وغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، محاضرة ألقاها عن النمو الطبيعي وقصر القامة عند الأطفال، ومحاضرة عن هرمون النمو وكيفية وأهمية علاجه القتها الدكتورة نسيم اليحياوي، فيما تحدثت الدكتورة نور قزاز عن فوائد وأضرار والشائعات حول هرمون النمو، وقدمت المثقفة رناد باصويلح الإجابة على المسابقة الثقافية الخاصة بقصر القامة. وأكد البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أن هناك 6 عوامل مؤثرة في النمو الطبيعي عند الأطفال، تتمثل في ما يلي: أولاً: العديد من العوامل تتحكم في النمو الطبيعي، ومنها: الوراثة، الغذاء الصحي، النوم المبكر، ممارسة الرياضة، سلامة الصحة من الأمراض المزمنة، العوامل الهرمونية، العوامل النفسية والاجتماعية، وتوقيت البلوغ (هل كان طبيعياً، مبكراً، متأخراً). ثانياً: هرمونا النمو والغدة الدرقية يلعبان دورا رئيسياً في النمو خلال سنوات الطفولة، وليس لهما دور في نمو الجنين داخل الرحم، بينما مركب العامل المشابه لهرمون الإنسولين رقم (2) وهرمون الإنسولين لهما دور رئيسي في نمو الجنين داخل الرحم. ثالثًا: النوم المبكر والعميق يزيد من إفراز هرمون النمو، وهو مهم للأطفال واليافعين؛ لأنّه يُحسّن من طولهم، وبنيتهم الجسدية، ووظائف أعضائهم، ويبدو أن تأخر النوم يربك إفرازه ليلاً، لذلك خلق الله النوم؛ حتى يتفرّغ الجسم لترميم ما تلف من الخلايا، إذ يساعد النوم الكافي والعميق والمبكر أنسجة الجسم على النمو بشكل صحيح. رابعاً: الغذاء الصحي المحتوي على منتجات الحليب والألبان، والفواكه والخضروات، والألياف، واللحوم والأسماك، والبيض، كلها عوامل تساعد على النمو. خامساً: الحركة والنشاط البدني لهما دوران كبيران في تحفيز هرمون النمو الطبيعي في عمله على سائر الأنسجة والخلايا، ويفضل ألّا يقل عن 30 دقيقة يومياً. سادساً: الهرمونات الجنسية لها دور مهم في ذروة النمو (الفزّة) خلال سنوات البلوغ. وشدد على أن علاج حالات قصر القامة يكون بالتشخيص السليم وإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة، فهرمون النمو لا يكون عبر حبوب أو شراب، ولكنه متوافر عن طريق إبر، وهذه الإبر تعطى تحت الجلد، وتكون بشكل يومي خلال الأسبوع، وأحيانًا يعطى يومًا واحدًا راحة، إذ أثبتت جميع الدراسات أن استخدام علاج هرمون النمو يوميًا قبل النوم يعطي نتائج أفضل كثيرًا من أن يستخدم يومًا بعد يوم أو في فترات متقطعة. وبين أن أطوال وأوزان الأطفال فيما بينهم تختلف حسب هذه الظروف، كما تختلف هذه المقاييس بين الشعوب أيضًا؛ ولذلك في كل دولة أو مجموعة دول لها معدلات أطوال وأوزان خاصة بها، كما أن هناك فرقًا بسيطًا بين معدلات نمو الذكور والإناث لذلك تستخدم مقاييس خاصة بكل جنس. وأشار الأغا إلى أن هناك العامل النفسي مؤكدًا أن للتأثيرات النفسية انعكاسات سلبية مؤثرة على طول الطفل، والعديد من الأطفال الذين يعانون من تأخرهم الطولي لا يكون وراء هذا التأخر سوى عوامل نفسية متراكمة قد يكون سببها داخل المنزل أو خارجه كالمدرسة أو غير ذلك من أنواع الحرمان العاطفي والنفسي. وكشف إنه من الأسباب أيضًا أن يكون قصر القامة العائلي الوراثي، وهنا يكون أحد الوالدين أو كلاهما قصيرًا بالأصل، إذ إن للطول مورثات تنتقل من الوالدين، وفي هذه الحالة يكون الطفل بحالة صحية جيدة ووزنه متناسبًا مع طوله بشكل جيد والعمر العظمي مساو للعمر الزمني ولا يشكو من أمراض مزمنة، ويكون الطفل بحيوية جيدة غير أنه يبقى قصيرًا لأسباب وراثية. وأكد البروفيسور الأغا أن علاج قصر القامة يعتمد على معرفة السبب، فإن كان السبب وراثيًا أو عائليًا فقد يصعب التدخل الطبي لحل هذه المشكلة ويقتصر العلاج على المتابعة، أما إن كان السبب عضويًا فعلاجها يكون بعلاج العضو المصاب كعلاج أمراض الجهاز الهضمي أو الكبد أو غيرهما، أما إذا كان السبب هو نقص أو اضطراب في إفراز أحد الهرمونات فيكون العلاج بتعويض الطفل الهرمون المفقود، والعلاج المبكر أفضل من حيث النتائج والجوانب النفسية.
مشاركة :