حتى في الموت، صار ملحاً ربما إبراز رأي اي فنان من الثورات العربية. وبالتأكيد تحضر الثورة السورية بشكل أقوى من غيرها، فيصبح "نبش" اي صورة او تعليق او مقابلة للفنان قبل موته من مجريات الحدث السوري جزءاً من الرثاء. فبدا "العم فؤاد" نجم، شاعر مصر مع "الثورة السورية" ضد "نظام الأسد"، وفق صورة كانت الأكثر انتشاراً مع خبر وفاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحمل جريدة "البعث" التابعة للنظام السوري مقلوبة ومدون عليها جملة واحدة "الصعود الى الهاوية". لكن ما هو مصدر هذه الصورة؟. الصورة (صورت في حزيران/يونيو 2012، قبل يوم من ذكرى هزيمة 67)، من ضمن مشروع "مجموعة صغيرة من السوريين"، تم استخدام أحد رموز النظام (جريدة البعث) لكونها جزءاً من المنظومة الأمنية - البعثية، كما استُخدمت الجريدة كسرد تاريخي لأيام الثورة لتكتب عليها كلمات الناس فوق كذب النظام"، وفق منفذ المشروع المصور الفوتوغرافي السوري جابر العظمة. ويقول العظمة في تعريفه: "كان لكل شخص من المشاركين أن يكتب على الجريدة أو أن يستخدمها بطريقةٍ رمزيةٍ ما، موصلاً بذلك فكرته كجزء من الفكرة الأشمل: هؤلاء سوريون وهذه هي كلماتهم"، موضحاً انه "بدأ منذ الأشهر الأولى للثورة، في مرحلةٍ كانت الكاميرا وما زالت من أهم أسلحة الثورة. كان ينبغي أن نعمل بأبسط طريقة تقنية ممكنة و أقلها لفتاً للنظر. ولّد العمل بالمشروع كما ولدت الثورة صداقات. لقاء هؤلاء، وأحاديث الثورة والحرية التي رافقتها والمزيج المعقد من مشاعر الفرح والحزن والإرادة كانت جزءاً مهماً من العمل بالمشروع مع مجموعة من السوريين المتنوعين الذين يفتخرون جميعاً بالاشتراك بالوطن الواحد". و"الصعود إلى الهاوية" التي استخدمها الراحل نجم هو عنوان فيلم مصري مقتبس عن قصة حقيقية في عالم الجاسوسية ضمن الصراع المصري- الإسرائيلي، وهو من اخراج كمال الشيخ و بطولة مديحة كامل، محمود ياسين وجميل راتب.
مشاركة :