تشهد سماء المملكة والوطن العربي في الفترة من 28 ديسمبر إلى 3 يناير 2022، بعد وقت قصير من غروب الشمس، اصطفاف خمسة كواكب - الزهرة وزحل والمشتري ونبتون وأورانوس على التوالي- إضافة إلى كوكب عطارد. وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن كوكبَي الزهرة والمشتري أكثر سطوعاً من ألمع النجوم، لذلك يمكن رؤيتهما بسهولة بالعين المجردة؛ زحل وعطارد أيضاً في نطاق الرؤية بالعين المجردة؛ لكن يحتاج نبتون وأورانوس إلى استخدام المنظار أو التلسكوب. وأضاف أبو زاهرة، يبدأ الرصد من مساء يوم الثلاثاء 28 ديسمبر، عندما يكون الزهرة وعطارد في أقرب نقطة في السماء وهناك حاجة ليكون الرصد من موقع مكشوف خالٍ من العوائق باتجاه الأفق الجنوبي الغربي وسيكون الثنائي بالقرب من بعضهما، بعد نحو 40 دقيقة من غروب الشمس. ولفت إلى أن عطارد ارتفع مبتعداً عن شمس الغروب ليمر قرب الزهرة، حيث سيفصل بينهما 4 درجات، وفي اليوم الحادي والثلاثين من ديسمبر سيكون قد ارتفع أعلى يسار الزهرة وسيفصل بينهما 7 درجات، وطوال الأسبوع سيكون لمعان عطارد (-0.7). وأضاف، عند رؤية الزهرة (-4.3) عبر التلسكوب سيظهر كهلال رقيق بل يزداد رقة كل يوم، ويفضل رصده قبل حلول ظلمة الليل. سيلاحظ هذا الأسبوع أن هلال الزهرة يتضخم من 55 إلى 60 ثانية قوسية، في حين إضاءته تتقلص من 8 % إلى 2 % فقط، بعد ذلك يرى المشتري (-2.1) أعلى يسار كوكب الزهرة الذي يبلغ عرضه 36 ثانية فقط الآن، وفي منتصف المسافة بينه وبين الزهرة، سيشاهد زحل الخافت (+0.7) لكن سيكون ساطعاً بما يكفي ليظهر في شفق المساء. وأكد أبو زاهرة، أنه لرصد الكواكب الخافتة نبتون (+7.9) وأورانوس (+5.7) ستكون هناك حاجة إلى الانتظار حتى الظلام التام والاستعانة بأحد التطبيقات لتحديد موقعها، وسيكون أورانوس مرتفعاً جداً في الأفق الجنوبي الشرقي في وقتٍ مبكرٍ من المساء، في حين أن نبتون يكون أقل ارتفاعاً في الجنوب والجنوب الغربي بعد حلول الظلام. وطوال شهر ديسمبر، شكل المشتري وزحل والزهرة مشهداً رائعاً، لكن الأسبوع الأخير من عام 2021 قد يكون الفرصة الأخيرة لمشاهدتها وهي تصطف في السماء، حيث يتجه كوكب الزهرة نحو الاقتران الشمسي الداخلي عندما سيصبح الكوكب غير مرئي لبعض الوقت. وخلال هذه الليالي، يرصد كذلك المذنب ليونارد، ألمع مذنب عام 2021 أقصى يسار كوكب زحل، المذنب وصل إلى أقصى سطوع في 12 ديسمبر ويصعب حالياً رؤيته من دون منظار، وفي يوم 25 ديسمبر أصبح المذنب مرئياً في النصف الجنوبي للكرة الأرضية في سماء الصباح قبل شروق الشمس.