في خضم الحرب الإعلامية المشحونة بالتهديد والتهديد المضاد بين إسرائيل وإيران، ردت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري على ما أفادت به وسائل إعلام عبرية، بأن الجيش الإسرائيلي كان يخطط لـ" محاكاة هجوم على منشآت إيران النووية "، فذكرت بأنه خلال المناورة الأخيرة في جنوب إيران في الخليج ومضيق هرمز، تم محاكاة "الهجوم على محطة ديمونة النووية". وكتبت وكالات أنباء تابعة للحرس الثوري من قبيل "تسنيم" و"فارس" في هذا الصدد أن محاكاة الهجوم على "ديمونة"، قد نفذ بواسطة سلاح الجوفضائي التابع للحرس الثوري "باستخدام 16 صاروخا باليستيا و5 طائرات مسيرة انتحارية". وبهذه التهديدات والتهديدات المضادة تتصاعد التوترات بين المسؤولين الإسرائيليين والإيرانيين في الأسابيع الأخيرة لتبلغ ذورتها، إلا أنها لم تخرج بعد عن دائرة الكلام. ومن ناحيته أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي تعليمات للجيش الإسرائيلي لتحويل الخيار العسكري ضد إيران إلى خيار قابل للتطبيق. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بيني غانتس أبلغ إدارة بايدن بـ"الجدول الزمني" للجيش الإسرائيلي لمهاجمة إيران. إلى ذلك، قال مسؤول أميركي كبير في 8 ديسمبر، إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين سيناقشون التدريبات العسكرية لمحاكاة هجوم على المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الطرق الدبلوماسية. وبحسب إذاعة "فردا" الأميركية، الناطقة بالفارسية، نقلا عن تقارير إعلامية إسرائيلية، فمن المقرر أن تجري قوات الدفاع الإسرائيلية مناورة عسكرية واسعة النطاق فوق البحر الأبيض المتوسط، الربيع المقبل، "لمحاكاة هجوم على منشآت إيران النووية". هذه التدريبات العسكرية هي واحدة من أكبر التدريبات التي سيجريها سلاح الجو الإسرائيلي على الإطلاق، وستشارك فيها عشرات الطائرات، بما في ذلك طائرات F-35 و F-15 و F-16 المقاتلة وطائرات التجسس وطائرات التزود بالوقود. وفي 24 ديسمبر، وفي ختام المناورات العسكرية للحرس الثوري، كرر كل من محمد باقري رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، وحسين سلامي القائد العام للحرس الثوري، تهديدات عسكرية متكررة لإسرائيل على هامش المناورة المشتركة لقوات الحرس الثوري، في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز. وفي هذا السياق، وصف حسين سلامي رسالة المناورة بأنها "تحذير جاد وحقيقي وميداني" لإسرائيل، حسب وصفه، فيما قال محمد باقري إن التدريبات الصاروخية أجريت ردا على إسرائيل. يُذكر أن أي هجوم على مفاعل ديمونة في حال تم استهدافه بواسطة صواريخ إيرانية، فإن ذلك سيؤثر بشكل رئيسي على جميع أرجاء فلسطين كما وسيؤثر على دول عربية مجاورة، من بينها الأردن والسعودية ومصر، الذي يقع المفاعل بالقرب من حدودها، وقد يحصد أرواح مئات الآلاف من الضحايا إن لم يكن الملايين. ومن جهتها أصدرت وزارة الخارجية البريطانية بالتزامن مع المناورات الصاروخية الإيرانية، بيانا على موقعها الإلكتروني، جاء فيه أن إطلاق الصواريخ الباليستية يشكل انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الصادر ضد إيران، والذي دعا هذا البلاد إلى التوقف عن القيام بأي أنشطة تتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية. وجاء الرد الإيراني على موقف بريطانيا من المناورات الصاروخية للحرس الثوري، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الذي قال إن "هذه المواقف والتصريحات تشكل تدخلا في شؤون إيران الداخلية". يُذكر أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي تم تبنيه في أعقاب التوصل إلى الاتفاقية النووية عام 2015، وصدر تأييدا للإتفاقية، يدعو إيران إلى الامتناع عن تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، بالمقابل تقول طهران إن صواريخها غير قادرة على حمل رؤوس نووية، وبالتالي فإن أنشطتها الصاروخية لا تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وترفض التفاوض حول برنامجها الصاروخي المثير للجدل والقلق.
مشاركة :