يعد فريد الأطرش، واحدا من قامات الموسيقى في الوطن العربي، ومن أكبر فناني الزمن الجميل، ونجح في الغناء والتلحين بفضل موهبته الموسيقية النادرة، وكذلك في السينما المصرية بالتمثيل، منتجًا عددًا من الأفلام، والتي تحل ذكرى وفاته اليوم. كان فريد الأطرش، شديد التعلق بشقيقته الفنانة أسمهان، لدرجة كبيرة بدأت معه الغناء في إحدى الصالات بشارع عماد الدين بوسط القاهرة، بجانب مشاركة والدتها في إحياء الأفراح والغناء بالإذاعة المصرية، ولمع اسمها بشدة بالوسط الموسيقي وأصبحت تنافس عمالقة الغناء النسائي بذلك الوقت مثل ليلى مراد. وفي 1933 حضر ابن عمها الأمير حسن الأطرش إلى مصر ليمنعها من الغناء، ولكنه وقع في حبها بسبب جمالها الجذاب وطلب يدها من والدتها، لترفضه في بداية الأمر لأسباب مادية، حيث كانت أسمهان تساهم بقدر كبير في تحمل نفقات المنزل مع أخيها فريد الأطرش. ومع ضغط عائلة الأطرش على علياء المنذر والدة أسمهان، وافقت على زواج ابنتها ذات الـ 18 ربيعًا من الأمير حسن الأطرش، ومنحها مهرًا خياليًا بلغ 500 جنيه مصري، وقصرًا في دمشق، واستمر الزواج لمدة 6 سنوات، قضتها بين بيروت وسوريا، ورزقت خلاله بابنتها الوحيدة كاميليا، لتعود أسمهان إلى القاهرة، بعد طلاقها بعام 1939. وفي تلك الأثناء شنت الصحافة المصرية والعربية هجومًا شرسًا على أسمهان، بسبب تصرفاتها الخاطئة وانتشار العديد من الشائعات حول سلوكها بعد انفصالها. وقرر فريد الأطرش، تجميل صورة شقيقته أمام الجمهور والصحافة، وطلب من أسمهان تسجيل أغنية "محمل الحج"، بصوتها مجددًا والتي قدمها للإذاعة المصرية عام 1938 وهي من أشعار بديع خيري، وألحان فريد الأطرش، ليقدمها للإذاعة المصرية في نهاية عام 1939 تحت اسم "عليك صلاة الله وسلامه". ومن ذلك الحين، تعرض الإذاعة الأغنية بصوت أسمهان واسمها الجديد، أما عن أغنية فريد الأطرش فتتواجد النسخة الأصلية منها في أرشيف إذاعة الـ BBC الإنجليزية، لتصبح واحدة من أعظم الأغاني التي تناولت طقوس ومناسك الحج في تاريخ الأغنية العربية.
مشاركة :