آليات عسكرية إسرائيلية بتجريف أرضه المزروعة بـ"الفراولة"، خلال عملية توغل مفاجئة الخميس 23 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وقال "قعدان" لوكالة الأناضول: "ظننا بدايةً أن التوغل سيجري كما العادة دون خسائر، لكن الأمر هذه المرة كان مختلفا، وبدأت الآليات بالتجريف وردم محصول الفراولة بالتراب". وإجمالا، بلغت مساحة الأراضي المجرفة حوالي 10 دونمات، 5 منها تعود ملكيتها لـ"قعدان" ويعمل فيها برفقة ابنه البكر "سميح"، والباقية لمزارعين آخرين، وفق المزارع الفلسطيني. وتنفذ آليات عسكرية إسرائيلية من حين إلى آخر عمليات توغل محدودة في المناطق الحدودية من غزة، ضمن ما يعتبرها جيش الاحتلال "عمليات تمشيط للحدود". **"الموت أسهل علىَّ" ووفق "قعدان"، الذي يقطن بلدة بيت لاهيا، فإن "كل ضربة أصابت الآليات بها الأرض كأنها لامست جسدي وتركت حسرة لن أنساه في قلبي. حاولت الاقتراب لإيقافها، لكن المزارعين أمسكوا بي ومنعوني". وأردف: "لم أخف حينها من الموت لأنه أسهل عليّ من تلك اللحظات. كنت مستعدا لإلقاء نفسي تحت عجلات الآليات لتسحقني بدل المحصول، لأن المال يعادل الروح والأرض هي شرف لأصاحبها". ومفصلا خسائره جراء الاعتداء الإسرائيلي، قال "قعدان" إنه "تم تدمير كميات كبيرة من أنابيب الري، إضافة لما يعرف بـ"رشاشات الري"، والأسلاك المستعملة في شدّ النايلون الذي يغطي محصول الفراولة، ومعدات أخرى". وأفاد بأن "الآليات العسكرية تعمدت نقل التربة من مكان لآخر خلال عملية التجريف ما تسبب بحفر كبيرة ستحتاج إلى جهد ووقت لكي يتم تسويتها مجددا.. وتجاوزت قيمة الخسائر الـ50 ألف شكيل (16 ألف دولار أمريكي)". **استهداف للموسم إلى جانب المزارع "قعدان" كان يجلس ابنه البكر "سميح"، وهو يشاركه العمل في زراعة الأرض المجرفة. وقال "سميح" للأناضول: "أعتقد أن إسرائيل اختارت تجريف الأراضي المزروعة بالفراولة دون غيرها، لما لهذا الموسم من أهمية وقيمة لدى سكان قطاع غزة". وأضاف: "لم يكتف الاحتلال بالتضييق علينا من خلال المعابر ومنع التصدير وإعاقة دخول المعدات الزراعية اللازمة، فاختار تلويع قلوبنا بتجريف الأراضي". وموسم الفراولة، المعروف باسم "الذهب الأحمر"، من أشهر المواسم الزراعية في غزة، ويبدأ منذ زراعة الأشتال في سبتمبر/ أيلول وينتهي في أبريل/ نيسان من العام التالي. وهذا العام سحمت السلطات الإسرائيلية للمزارعين بتسويق المنتج في أسواق الضفة الغربية المحتلة، لكن دون السماح لهم بتصديره إلى خارج فلسطين، بحسب وزارة الزراعة في غزة. وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالفراولة هذا العام في غزة قرابة 3 آلاف دونم، ويتوقع أن يزيد إنتاجها عن 9 آلاف طن. **مناشدة للتعويض وبحسب "سميح"، فإنهم يحتاجون لسنوات لتعويض الخسائر التي تكبدوها بسبب اعتداءات الاحتلال. وزاد بأن "هذا ليس الاعتداء الأول، فسبقه بعامين توغل آخر استهدف أرضي الزراعية وحينها جرفت الآليات مساحة أقل، لكنها كبدتهم خسائر تجاوزت الـ5 آلاف دولار حينها". وتابع: بالإضافة إلى مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية، نعيش كمزارعين حالة مأساوية. وأوضح أن الظروف الاقتصادية الصعبة للسكان والعوامل الجوية وتحكم إسرائيل بالمعابر ومنعها للتصدير للخارج، يساهم كثيرا في زيادة معاناتهم. وناشد "قعدان" الجهات المختصة الحكومية والدولية أن تدعمه فورا هو وبقية المزارعين، لتعويض خسائرهم الفادحة، حتى يتمكنوا من زراعة الأراضي مجددا وتوفير قوت عائلاتهم. وتكثف إسرائيل اعتداءاتها على المزارعين في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، منذ أن بدأت حصارها للقطاع؛ إثر فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات البرلمانية صيف 2006. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :