مع انتشار سلالة كورونا الجديدة بسرعة في جميع أنحاء العالم، تفاوتت الآراء حول تعافي الطلب على الخام خلال الأشهر المقبلة، مما دفع البنوك الاستثمارية وإدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى تعديل توقعاتها بخصوص متوسط الأسعار العام المقبل. أبرز التوقعات جاءت من "غولدمان ساكس"، الذي توقع ارتفاع أسعار النفط العام المقبل في المتوسط إلى 85 دولاراً للبرميل، ولم يستبعد أن يخترق سعر الخام الـ 100 دولار في حال نمو الطلب إلى مستوى قياس ، وتراجع الاستثمار في الصناعة النفطية. بنك باركليز أيضاً توقع ارتفاع متوسط الأسعار في 2022 إلى 80 دولاراً ًللبرميل لخام برنت، و77 دولاراً للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط، مشيراً إلى أن الإفراج الأخير لإدارة بايدن عن الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لا يعتبر طريقة مستدامة لخفض الأسعار. وأضاف أن الأسعار يمكن أن تقفز بأكثر من المتوقع في حال احتواء فيروس كورونا وارتفاع الطلب. أما بنك "جي بي مورغان" فقد توقع أن تتجاوز أسعار النفط 125 دولاراً للبرميل العام المقبل، و150 دولاراً عام 2023 في ظل نقص الطاقة الإنتاجية. وخفّض مورغان ستانلي توقعاته لسعر خام برنت في الربع الأول من 95 دولاراً للبرميل إلى 82.50 دولاراً وسط تداعيات أزمة أوميكرون على الطلب، لكنه عاد ورفع توقعاته للأسعار لتصل إلى أعلى مستوياتها بعد منتصف العام المقبل عند 90 دولاراً للبرميل. أما إدارة معلومات الطاقة الأميركية فكان لها رأي مخالف، إذ توقعت هبوط سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 62 دولاراً للبرميل بحلول نهاية عام 2022، وأن تنخفض عقود خام برنت إلى 66 دولاراً، مبررة ذلك بعودة توازن العرض والطلب إلى الأسواق. وتضع التغيرات الجديدة في السوق النفطية فيما يخص توقعات الطلب، المستثمرين في حالة عدم اليقين بشأن مستويات الأسعار العام المقبل، خصوصاً مع استمرار الضبابية حول مصير انتهاء الجائحة وأثرها على الأسواق.
مشاركة :