فرنسا تعلن الطوارئ وحرباً بلا رحمة ضد الإرهاب

  • 11/15/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاشت فرنسا الساعات التي أعقبت سلسلة الهجمات التي هزت العاصمة باريس الليلة قبل الماضية على وقع الصدمة إذ لا تزال على وقع الهلع والرعب إثر هذه الاعتداءات التي راح ضحيتها وفق الحصيلة الرسمية 127 قتيلاً وتبنتها داعش ما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى اعلان حالة الطوارئ وحربا بلا رحمة لأول مرة ضد الإرهاب كما أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام. أعمال حرب وأعلن هولاند أن داعش هو من شنّ هذه الهجمات المتفرقة والمنسّقة. ووصف هولاند، في كلمة ألقاها وهي الثانية له في أقل من 24 ساعة، هذه الاعتداءات بأنها عمل من أعمال الحرب، كاشفاً أنه تم التخطيط والترتيب للهجمات من الخارج بمساعدة من الداخل. وأعلن أنه قرر فرض حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد وإغلاق الحدود معلناً خوض بلاده حرباً بلا هوادة ضد الإرهاب. وقال في خطاب متلفز مقتضب، إنه سيتم اتخاذ قرارين: ستفرض حالة الطوارئ، ما يعني أن بعض الأماكن ستغلق، وحركة المرور يمكن أن تمنع، ويمكن أيضاً أن تجري عمليات دهم في كل أنحاء المنطقة الباريسية. وتابع قائلاً إنه علينا أن نضمن أن لا أحد سيتمكن من الدخول لتنفيذ أي عمل أياً يكن، وفي نفس الوقت إلقاء القبض على منفذي الاعتداءات إذا حاولوا الخروج من فرنسا. كما قرر الرئيس الفرنسي تحريك كل القوات الممكنة في سبيل شل حركة الإرهابيين، وإرساء الأمن في كل الأحياء التي قد تكون معنية. لقد طلبت أيضاً أن تكون هناك تعزيزات عسكرية، وهي الآن في منطقة باريس لضمان عدم وقوع أي اعتداء جديد. كذلك اعتبر أن باريس شهدت اعتداءات إرهابية غير مسبوقة، أوقعت عشرات القتلى والكثير من الجرحى، واصفاً ما جرى بأنه مرعب. من جهتها، قالت مصادر حكومية إن هولاند ألغى مشاركته في اجتماع مجموعة الـ20 في تركيا بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فرنسا تتخذ خطوات لتعزيز الأمن في مواقعها في الخارج بما في ذلك السفارات والمدارس. وأضاف للصحافيين: اتخذت الإجراءات اللازمة دوليا لتعزيز الحماية في كل مواقعنا وأقصد بذلك سفاراتنا وقنصلياتنا ومراكزنا الثقافية ومدارسنا. من جهة أخرى، اعلن فابيوس ان مؤتمر باريس حول المناخ سيعقد مع تشديد التدابير الامنية. وردا على سؤال عما اذا كان مؤتمر باريس مهددا بالالغاء، اجاب فابيوس وفق ما نقلت عنه الخارجية ان مؤتمر باريس يجب ان يعقد، مضيفا ان المؤتمر الذي يفتتح في 30 نوفمبر سيعقد مع تشديد التدابير الامنية كونه خطوة لا غنى عنها للتصدي للخلل المناخي.بدوره،أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف، منع التجمعات والتظاهرات كافة لمدة أسبوع وتعبئة الجيش والأجهزة الأمنية والطوارئ. وقال كازنوف إنه سيقع تشديد الرقابة وتعزيز الأمن على الحدود الفرنسية وفي الموانئ البحرية والمطارات. وأعلن أن الجيش الفرنسي في حالة تأهب قصوى حيث تم وضع القوات الأمنية الفرنسية كافة في حالة تأهب قصوى وتم نشر نحو 2000 جندي إضافي في باريس. حصيلة رسمية وفي آخر حصيلة رسمية للاعتداءات، قتل 127 شخصا بينهم تونسيتان وجرح نحو 300 آخرين بينهم أميركيون، بينما أفادت شبكة سي إن إن الأميركية، بمقتل نحو 153 شخصاً على الأقل، نقلاً عن مسؤولين فرنسيين. وقالت سي إن إن إنه أصيب أكثر من 200 بجروح، بينهم 80 إصاباتهم خطيرة في اعتداءات غير مسبوقة في باريس، مساء الجمعة، كما أفاد مصدر قريب من التحقيق، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه الحصيلة لا تزال مؤقتة. وأكدت مصادر بالشرطة الفرنسية مقتل ثمانية إرهابيين شاركوا في الاعتداءات التي استهدفت مناطق عدة في باريس، منهم ثلاثة كانوا يرتدون أحزمة ناسفة. بينما وردت أنباء لم يتم تأكيدها رسميا بأن سبعاً من المنفذين كانوا يرتدون الأحزمة الناسفة، فيما أردت الشرطة الثامن برصاصها. كشف المنفذين في الأثناء، بدأت السلطات الفرنسية في التعرف على هويات منفذي هذه الهجمات في وقت أعلنت برلين اعتقالها لأحد المشتبهين. وفي وقت ذكرت تقارير منفذو الاعتداءات عادوا من سوريا أو العراق ..ذكرت مصادر من الشرطة أنه جرى العثور على جواز سفر سوري قرب جثة أحد المنفذين في المكان ذاته خلال عمليات البحث والتحري كما قالت مصادر أخرى إنه تم العثور على جواز سفر مصري قرب أحد الاعتداءات. وأوضحت هذه المصادر أن الخيط السوري هو إحدى فرضيات عمل المحققين الذين يتأكدون من هذه العناصر بالتنسيق مع أجهزة استخبارات أجنبية ولاسيما الأوروبية منها. في السياق ذاته، قال مصدر إن أحد المسلحين الذين قتلوا بعد مهاجمة قاعة مسرح في باريس كان فرنسي الجنسية وعرف بصلاته مع متشددين. الفرنسيون يطمئنون ذويهم وأصدقاءهم عبر فيسبوك أظهر تطبيق التحقق من السلامة فعالية كبيرة لطمأنة الأهل والأصدقاء على أحبابهم في باريس خاصة في المناطق التي شهدت الاعتداءات الإرهابية. فالتطبيق الذي أطلقه فيسبوك في أكتوبر الماضي استخدم على نطاق واسع من قبل السياح والباريسيين لطمأنة ذويهم وأصدقائهم أنهم لم يصيبوا بمكروه. استخدام مكثف ويتيح التحقق من السلامة للأشخاص مشاركة وضعهم الآمن بشكل سريع مع الأصدقاء والعائلة أثناء الكوارث، كما أنه يساعدهم في التواصل مع الأشخاص الذين يهتمون لهم. واستخدم التطبيق على نطاق ملحوظ خلال الزلازل التي ضربت الهند وباكستان الشهر الماضي، لكن الفرنسيين والسياح في باريس استخدموه بكثافة خلال الساعات الأخيرة لطمأنة أهلهم وأصدقائهم. وتقول شركة فيسبوك إن أداة التحقق من السلامة ستسهل من تلك العملية. وخرجت الفكرة من رحم لوحة رسائل الكوارث التي طورها مهندسو فيسبوك في 2011 عقب الزلزال الذي ضرب اليابان وأمواج المد العاتية التي تلته. وعند تنشيط المستخدمين لهذه الأداة، فستحدد موقعهم عن طريق المدينة المدرجة في ملفهم الشخصي، وآخر موقع قاموا بمشاركته أو المدينة التي كانوا يستخدمون الإنترنت فيها. خيار وحيد وإذا كانوا في منطقة تعرضت لكارثة طبيعية، فسترسل أداة التحقق من السلامة لهم إخطارا يسألهم عما إذا كانوا آمنين. وإذا قالوا نعم، فسيجري إبلاغ أصدقائهم على فيسبوك. ولا يوجد خيار لقول لا. معلومات يخول الدستور الفرنسي العمل بقانون الطوارئ لمدة 12 يوما. وتحتاج الحكومة، إذا ما رغبت في تمديد فترة العمل به، إلى قانون جديد من مجلس النواب. ويعطي القانون الذي أمر اللجوء إليه بالمحافظين الذين يمثلون الدولة في مناطقهم، سلطات إضافية منها فرض منع التجول العام أو الجزئي وإنزال عقوبة السجن أو الغرامة المالية بكل مخالف سواء كان راشدا أو قاصرا. من الحدث غلق برج أعلنت السلطات الفرنسية إغلاق برج إيفل لأجل غير مسمى بينما اتشح بالسواد، وأطفئت أنواره حزناً على من قضوا في هذه الفاجعة التي حشدت تضامنا دولياً مع فرنسا. حركة طبيعية قالت الخارجية الفرنسية إن المطارات الفرنسية ستظل مفتوحة كما أن الرحلات الجوية ورحلات القطارات ستواصل عملها. وقالت الوزارة في بيان إن المطارات ستواصل عملها. سيتم تأمين الرحلات الجوية وخدمات القطارات. لحظة هروب استطاع صحافي يعمل لحساب صحيفة لوموند الفرنسية، يدعى دانييل بسيني، أن يلتقط مشاهد لمحاولة هروب جرحى من بين رهائن قاعة الحفل الذي دار داخل المسرح الواقع في منطقة باتاكلان، حيث وقعت مجزرة رهائن راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل.

مشاركة :