أكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي لتحالف الأمراض غير المعدية، الذي يقام في إمارة الشارقة، تحت شعار المناصرة والمسؤولية تجاه الأمراض غير المعدية في عصر ما بعد عام 2015 بالتعاون بين جمعية أصدقاء مرضى السرطان وتحالف الأمراض غير المعدية، أن على الدول كافة تبني المشاريع التطويرية التي من شأنها تخفيض نسب الأمراض غير المعدية على مستوى العالم، إضافة إلى تحديد المؤشرات والمراحل العامة للوصول إلى النسبة المستهدفة في عام 2030، في تخفيض وتقليص الإصابة بهذه الأمراض. شارك في الجلسة التي كانت تحت عنوان الاستجابة العامة للأمراض غير المعدية والاستفادة من تجارب الماضي والتطلع نحو المستقبل، والتي عقدت خلال المنتدى، الذي يقام على مدار يومين في الشارقة كل من، الأميرة غيداء طلال، رئيسة هيئة أمناء مؤسسة الحسين للسرطان في الأردن، والبروفيسور سريناث ريدي رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند، والدكتورة بينيت ميكلسن الرئيس بالإنابة للأمانة العامة لآلية التنسيق العالمية وفرق العمل المشتركة، ومنظمة الصحة العالمية في سويسرا، وكريستال بويا من برنامج القادة الشباب التابع للاتحاد الدولي للسكري، وترأست الجلسة جوانا رالستون الرئيس التنفيذي لاتحاد القلب العالمي ونائب رئيس مجلس إدارة التحالف للأمراض غير المعدية في سويسرا. في بداية الجلسة، ألقى البروفيسور سريناث ريدي الكلمة الرئيسية الخاصة بالجلسة، حيث تحدث عن الإجراءات العامة التي تتبعها الهند والعالم لمكافحة الأمراض غير المعدية نحو الطريق إلى 2025، مؤكداً أنه عند النظر إلى الطريق نحو المستقبل حتى عام 2030، فإن على العالم أجمع أن يفكر في المراحل المهمة التي مر بها تاريخ الأمراض غير المعدية منذ عام 1994 حتى عامنا هذا، فقد كان في عام 1999، 25% من الأشخاص يعانون الأمراض غير المعدية، وفي عام 2000 تمت مضاعفة الجهود لمكافحتها وتقليصها، وتم تحقيق الهدف المخطط له، لافتاً إلى أنه مات بسبب التدخين أكثر من 100 مليون شخص في القرن ال 20، ومن المتوقع أن يصل عددهم في القرن ال21 إلى بليون شخص. أما في عام 2007 فقد وصف المختصون بعض المقاييس المعينة للمادة التي تؤثر على الأشخاص في الأمراض غير المعدية، وبدؤوا يتبنون الخطط المهمة للوصول إلى الأهداف التي يسعون إليها في عام 2030، حيث تم وضع الخطط العالمية لأهداف التنمية المستدامة. وطالب البروفيسور سريناث ريدي من الدول، ملء الثغرات في الخطة العالمية للحد من الأمراض غير المعدية، ووضع خطة جديدة للطريق إلى المستقبل، للتحول إلى الإنجاز العالمي، وتحسين مستوى البيئة، إضافة إلى توفير الخدمات القوية التي تعتمد على قوة السياسات المتعددة، وتوفير الخبراء والأدوية العالمية للحد من هذه الأمراض على الخريطة العالمية، وتشجيع التمويل وبناء المرافق، ومراقبة الأهداف من قبل الدول، وإجراء مسح دوري كل 5 سنوات، إضافة إلى تطبيق إجراءات وزارة الصحة بأعلى المستويات، وزيادة الوعي العام، ومساعدة الحكومات على ذلك من خلال تخفيض التكاليف واستخدام التقنيات ووضع السياسات في القطاعات كافة، مختتماً كلمته بأنه على الجميع ضمان الفرص المتاحة، والتعاون بإصرار لتحقيق الأهداف المقررة حتى عام 2030. من جانبها تحدثت الأميرة غيداء طلال عن دور المؤسسات العامة التي تمثل إرادة ومصالح الدول بشكل عام، حيث إن الجهود المبذولة من قبل التحالف الدولي لمكافحة الأمراض غير المعدية في اجتماعات الأمم المتحدة، أثمرت بشكل كبير وأثرت على جميع الفئات في العالم، لافتة إلى ما فعلته من تشريف لدولتها الأردن في الولايات المتحدة الأمريكية لمناصرة الأمراض غير المعدية. وتحدثت خلال الجلسة عن مؤسسة الحسين بن طلال للسرطان، التي تبرز مشاكل السرطان في المنطقة، وتقدم رعاية مميزة لمرضى السرطان في الأردن مع توافق هذه الخدمات مع المعايير الدولية، ولفتت إلى ما تقدمه المؤسسة من توفير الرعاية الطبية والخدمات المناسبة وفقاً للمعايير العالمية للمرضى، حيث تم تشكيل لجنة طبية من ذوي الخبرة، ووصل عدد الطاقم الطبي في المؤسسة إلى 220 طبيباً مختصاً في السرطان يعملون على مدار الساعة لمعالجة المرضى. من جانبها أكدت بينيت ميكلسن على وجود مجتمعات قوية ومدنية، حيث إن هناك أمراضاً كثيرة يتم تجاهلها من قبل الأشخاص، تصنف من الأمراض غير المعدية، لكن آن الأوان لاتخاذ خطوات عملية تركز على التنمية المستدامة، إضافة إلى تكاتف الجهود التي من شأنها تحقيق الأهداف والنتائج على أرض الواقع، حتى ننتقل من تحقيق أهداف 2018 إلى تحقيق أهداف 2025. بدورها تحدثت كريستال بويا عن برنامج القادة الشباب، وعن تجربتها الخاصة التي مرت بها في داء السكري، لافتة إلى أهمية وجود الشباب والأطباء في مجال السكري لمقاومته، حيث يجب العمل على مكافحة هذا المرض ونشر السلوكيات الجيدة للحد من الأمراض غير المعدية، كونها تصيب الكثيرين تحت سن ال 60 عاماً. وفي نهاية الجلسة، أكد المشاركون على ضرورة تطبيق المعايير والمقايس كافة، التي من شأنها القضاء على الأمراض غير المعدية في العالم، وتقنينها وتقليل التكاليف، وتوعية الجمهور بأهمية الصحة العامة والابتعاد عن العادات السلبية. وتبع الجلسة الافتتاحية، مجموعة من ورش العمل تحت عنوان ترجمة الالتزامات العالمية حيال الأمراض غير المعدية إلى إجراءات عملية وطنية في عصر ما بعد عام 2015، تحدثت عن ملامح العالم والمشهد العالمي في مجال الأمراض غير المعدية، إضافة إلى مناقشة حركات المناصر الإقليمية والوطنية في مجال هذه الأمراض.
مشاركة :