الـمـحـكـمـة الاتـحـاديـة الـعـلـيـا في العراق تصادق على نتائج الانتخابات

  • 12/28/2021
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد‭ - ‬الوكالات‭: ‬صادقت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬ردّت‭ ‬دعوى‭ ‬تقدّمت‭ ‬بها‭ ‬قوى‭ ‬سياسية‭ ‬ممثلة‭ ‬للحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬للدفع‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬النتائج‭.‬ وتفتح‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬المجال‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ ‬الجديد‭ ‬لعقد‭ ‬جلسته‭ ‬الأولى‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوعين‭ ‬المقبلين،‭ ‬ثمّ‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬له‭ ‬ورئيس‭ ‬للجمهورية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتمّ‭ ‬اختيار‭ ‬رئيس‭ ‬للحكومة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المفاوضات‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬المختلفة‭.‬ وأعلن‭ ‬مسؤول‭ ‬إعلامي‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مقتضب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬العليا‭ ‬تصادق‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‮»‬‭.‬ وكانت‭ ‬المحكمة‭ ‬قد‭ ‬ردّت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬الدعوى‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬تحالف‭ ‬الفتح‭ ‬الممثل‭ ‬للحشد‭ ‬الشعبي،‭ ‬تحالف‭ ‬فصائل‭ ‬موالية‭ ‬لإيران‭ ‬باتت‭ ‬منضوية‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬الرسمية،‭ ‬لإلغاء‭ ‬نتائج‭. ‬وحصل‭ ‬تحالف‭ ‬الفتح‭ ‬على‭ ‬17‭ ‬مقعداً‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭ ‬48‭ ‬مقعداً‭.‬ وبعيد‭ ‬المصادقة،‭ ‬أعلن‭ ‬رئيس‭ ‬تحالف‭ ‬الفتح‭ ‬هادي‭ ‬العامري‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مكتبه‭ ‬قبول‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬رغم‭ ‬‮«‬إيماننا‭ ‬العميق‭ ‬واعتقادنا‭ ‬الراسخ‭ ‬بأن‭ ‬العملية‭ ‬شابها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التزوير‭ ‬والتلاعب‮»‬‭. ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬‮«‬من‭ ‬باب‭ ‬حرصنا‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بالدستور‭ ‬والقانون‭ ‬وخوفنا‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬العراق‭ ‬أمنياً‭ ‬وسياسياً،‭ ‬وإيماناً‭ ‬منا‭ ‬بالعملية‭ ‬السياسية‭ ‬ومسارها‭ ‬الديموقراطي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التبادل‭ ‬السلمي‭ ‬للسلطة‭ ‬عبر‭ ‬صناديق‭ ‬الانتخابات،‭ ‬نلتزم‭ ‬بقرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‮»‬‭.‬ وكان‭ ‬القاضي‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭ ‬عبود‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬‮«‬رفض‭ ‬طلب‭ ‬المدعين‭ ‬إصدار‭ ‬امر‭ ‬ولائي‭ ‬لإيقاف‭ ‬إجراءات‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬للانتخابات‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحكم‭ ‬باتا‭ ‬ملزما‭ ‬للسلطات‭ ‬كافة‮»‬‭.‬ وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬العليا‭ ‬قررت‭ ‬ردّ‭ ‬دعوى‭ ‬عدم‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬وتحميل‭ ‬المشتكي‭ ‬كافة‭ ‬المصاريف‮»‬‭.  ‬ وتصدّرت‭ ‬الكتلة‭ ‬الصدرية‭ ‬النتائج‭ ‬بحيازتها‭ ‬على‭ ‬73‭ ‬مقعداً،‭ ‬وفق‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬التي‭ ‬أعلنتها‭ ‬المفوضية‭ ‬الانتخابية‭.‬ على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬الكتلة‭ ‬السياسية‭ ‬الممثلة‭ ‬لفصائل‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬تبقى‭ ‬هذه‭ ‬التشكيلات‭ ‬التي‭ ‬يقدر‭ ‬عدد‭ ‬مقاتليها‭ ‬بـ160‭ ‬ألف‭ ‬عنصر‭ ‬لاعبا‭ ‬مهما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الأمني‭ ‬والسياسي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬ وبذلك،‭ ‬يبقى‭ ‬لهذه‭ ‬القوى‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬التي‭ ‬ستفضي‭ ‬إلى‭ ‬اختيار‭ ‬رئيس‭ ‬للوزراء‭ ‬وتشكيل‭ ‬حكومة،‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬معقدة‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬متعدد‭ ‬الاثنيات‭ ‬والطوائف،‭ ‬تهيمن‭ ‬عليها‭ ‬الأحزاب‭ ‬الشيعية‭ ‬التي‭ ‬تلجأ‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬مرضٍ‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬المقاعد‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬كل‭ ‬حزب‭. ‬ ورأى‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬التفكير‭ ‬السياسي‭ ‬والمحلل‭ ‬العراقي‭ ‬إحسان‭ ‬الشمري‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬القوى‭ ‬التي‭ ‬تفاوضت‭ ‬سابقاً‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬توافقات‭ ‬أو‭ ‬تحالف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‮»‬‭.  ‬ وبغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التحالفات‭ ‬المقبلة،‭ ‬اعتبر‭ ‬الشمري‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأهم‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬أن‭ ‬القضاء‭ ‬لم‭ ‬يخضع‭ ‬للضغوطات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬مورست‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوى‭ ‬الخاسرة‭ ‬والمعترضة‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬وهذا‭ ‬يعطي‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ثغرات‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‮»‬‭.‬ وكرّر‭ ‬الصدر‭ ‬مراراً‭ ‬نيته‭ ‬تسمية‭ ‬رئيس‭ ‬للحكومة‭ ‬من‭ ‬كتلته‭ ‬وتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬أغلبية‭. ‬في‭ ‬الأثناء،‭ ‬قد‭ ‬تبرز‭ ‬خلافات‭ ‬أيضاً‭ ‬داخل‭ ‬الإطار‭ ‬التنسيقي‭ ‬الشيعي،‭ ‬الذي‭ ‬يضمّ‭ ‬تحالف‭ ‬الفتح‭ ‬وقوى‭ ‬سياسية‭ ‬شيعية‭ ‬أخرى،‭ ‬وقد‭ ‬يتجه‭ ‬بعضها‭ ‬للتحالف‭ ‬مع‭ ‬الصدر‭.  ‬ اعتبر‭ ‬القاضي‭ ‬قبيل‭ ‬تلاوته‭ ‬الحكم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬اعتراض‭ ‬بعض‭ ‬الكتل‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬اسبابه‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الانتخابات‭ ‬ويبعد‭ ‬ثقة‭ ‬الناخب‭ ‬بها‭ ‬ويبعد‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬عن‭ ‬مسارها‭ ‬الصحيح‮»‬‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ذلك‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬باعتبارهما‭ ‬نتاجاً‭ ‬لتلك‭ ‬الانتخابات‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجهات‭ ‬المعترضة‮»‬‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬سبب‭ ‬اعتراضها‭ ‬هو‭ ‬آلية‭ ‬العد‭ ‬والفرز‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وأن‭ ‬تلك‭ ‬الآلية‭ ‬تفقد‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬المصداقية‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬وذلك‭ ‬لإمكانية‭ ‬اختراق‭ ‬الأجهزة‭ ‬بالوسائل‭ ‬العملية‭ ‬الحديثة‮»‬‭.‬ وبعد‭ ‬عدة‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬ذروته‭ ‬لدى‭ ‬تعرض‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬لمحاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬مطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي،‭ ‬أعلنت‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬للانتخابات‭ ‬عن‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭.‬

مشاركة :