اجتمع قادة دول العالم في مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للتغير المناخي مؤخرًا مع دعوات عاجلة إلى تسريع الجهود الرامية إلى مواجهة تغير المناخ وتحقيق الاستدامة من خلال ووضع الخطط اللازمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لكل دولة بمفردها. وقدمت البحرين أحد الالتزامات الوطنية الأكثر طموحًا في مؤتمر غلاسكو، حيث أعلنت الدولة خططها لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 30 بالمائة على مدار الخمسة عشر عامًا القادمة. وتحدث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في المؤتمر الذي عُقد في غلاسكو، مؤكدًا أن هذا الهدف الذي تسعى الدولة إلى تحقيقه بحلول عام 2035 يشمل زيادة مساحة غابات القرم في البحرين إلى أربعة أضعاف المساحة الحالية، ومضاعفة الأشجار والاستثمار في التقنيات المستدامة. كان إعلان هذا الالتزام في مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للتغير المناخي تتويجًا لجهود البحرين طويلة الأمد لتشكيل مستقبل مستدام. ففي نوفمبر 2014. أنشأت الدولة هيئة الطاقة المستدامة (SEU)، وهي مبادرة مشتركة بين مكتب وزير شؤون الكهرباء والماء وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتهدف هيئة الطاقة المستدامة إلى تطوير سياسة طاقة متماسكة ومستدامة وتعزيز الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في مملكة البحرين. طورت هيئة الطاقة المستدامة الخطة الوطنية للطاقات المتجددة (NREAP)، والتي تمثل جهود المملكة لتحقيق التحول إلى الطاقة المستدامة وفقًا للرؤية الاقتصادية 2030. وتحدد الخطة هدفًا وطنيًا للطاقات المتجددة بنسبة 5% بحلول عام 2025 و10% بحلول عام 2035. يتكون مزيج الطاقات المتجددة المقترح من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتقنيات تحويل النفايات إلى طاقة. وتلعب أنظمة الاتصالات وتقنية المعلومات دورًا محوريًا في دعم الانتقال إلى مستقبل مستدام وتحقيق هذه الخطط المناخية الطموحة، حيث تؤدي دورًا مهمًا في ثلاثة مجالات على وجه الخصوص: تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة، ودعم المركبات عديمة الانبعاثات، وتعزيز الطموحات المناخية من خلال الابتكار العلمي. إضافة إلى ذلك، تساعد الابتكارات الثورية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على حماية البيئة بشكل غير مباشر. فعلى سبيل المثال، تم تحسين شبكات الجيل الخامس لنقل البيانات باستخدام جزء بسيط من الطاقة لكل بت مقارنة بشبكات الجيل الرابع، ما يؤدي إلى تحقيق مكاسب مناخية هائلة، نظرًا إلى الكميات الهائلة من البيانات التي تُنقل عبر شبكات الهواتف المحمولة الحديثة يوميا. وأعرب قادة دول العالم في مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للتغير المناخي عن ضرورة اتباع منهج بحثي تعاوني ومتعدد التخصصات لضمان توفير مجموعة متنوعة من الحلول التقنية والمناخية بكلفة ميسورة وإتاحتها للجميع. ويجب علينا تطوير أنظمة كهربائية تعتمد على مصادر الطاقة الجديدة، وخاصة الطاقة الشمسية، من أجل تحقيق أهداف الاستدامة، حيث تتمتع البحرين بإمكانات كبيرة تتيح لها نشر أنظمة الطاقة الكهروضوئية وتخزين الطاقة على نطاق واسع بفضل ساعات سطوع الشمس الطويلة. وبالاعتماد على قطاعي التقنيات الرقمية والطاقة، باستخدام الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة، يمكن توفير العديد من الحلول منخفضة الكربون لجميع القطاعات. ومن خلال مواصلة تنمية القدرات والمهارات اللازمة لتشغيل التقنيات الحديثة، ستتمكن البحرين من تحقيق رؤيتها الطموحة والتي تهدف إلى الحد من التغير المناخي وانبعاثات الكربون. وتضع البحرين في مقدمة أولوياتها توفير حلول الطاقة النظيفة على مدار الأعوام القادمة. ويجسّد توفير هذه الحلول واحدًا من أبرز الأولويات التي تسعى هواوي إلى تنفيذها في البحرين خلال السنوات المقبلة، حيث تعتمد وحدة أعمال هواوي للطاقة الرقمية والتي تم تأسيسها في وقت سابق من العام الحالي، على التقنيات الرقمية وإلكترونيات الطاقة لتوفير حلول آمنة وسلسة وصديقة للبيئة ومنخفضة الكربون للمستخدمين النهائيين. وسيسهم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة في تنفيذ عمليات التشغيل والصيانة بسلاسة وتمكين المؤسسات من توفير الطاقة النظيفة للمجتمع بشكل ثابت. ومن خلال الاعتماد على الجيل الخامس والطاقة الرقمية، يمكننا توفير حلول الطاقة الذكية والمتكاملة بصورة أكثر كفاءة ومقابل تكاليف أقل في المستقبل.
مشاركة :