سجلت الزيارات المتبادلة بين القيادتين السعودية والتركية دليلا ساطعا على قوة العلاقات ومتانة وشائجها، حيث قام الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- بزيارة لمدينة اسطنبول التركية عام 1966م في إطار جهوده وسعيه لتوحيد الدول الإسلامية. وتأتي الزيارة التاريخية للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إلى تركيا في الرابع عشر من شهر رجب عام 1427هـ الموافق للثامن من أغسطس 2006م علامة بارزة على قوة ومتانة هذه العلاقة. كما جرى التوقيع على بروتوكول تعاون بين المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في المملكة العربية السعودية والمديرية العامة لارشيف الدولة برئاسة الوزراء التركية، ثم جرى التوقيع على اتفاقية بين حكومتي البلدين بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، كذلك جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي المالية في البلدين بشأن اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارتي الصحة في البلدين، وتم التوقيع أيضاً على اتفاقية لتنظيم عمليات نقل الركاب والبضائع على الطرق البرية بين حكومتي البلدين. وشهد التعاون في المجال الاقتصادي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية منذ توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والفني عام 1973م تطورا ونموا مستمرا حتى وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2006م نحو ثلاثة آلاف مليون دولار. وتشكلت على ضوء الاتفاقية السابقة اللجنة السعودية التركية المشتركة، وهناك أيضا مجلس رجال الأعمال السعودي التركي. وتمثل التطور في العلاقات الاقتصادية في تبادل الزيارات والمعارض وإنشاء الشركات المشتركة، وارتفاع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. ويفد إلى المملكة سنويا أكثر من مائتين وخمسين ألف تركي لأداء مناسك الحج والعمرة، وتستضيف المملكة نحو مائة ألف تركي يعملون في مختلف المجالات ويشاركون في تنمية الوطن وإعماره، كما يزور تركيا حوالي 50 ألف سائح سعودي سنويا. ومن الزيارات المتبادلة بين البلدين قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حينما كان وليًا للعهد بزيارة لدولة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان في مقر رئاسة الوزراء في أنقرة وعقد الجانبان اجتماعاً جرى خلاله استعراض آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط . وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتقديم جميع أشكال المساعدات للأشقاء السوريين يقوم مكتب الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين في تركيا بتسيير قوافل إغاثية متعددة من مدينة «غازي عنتاب» التركية محملة بالمساعدات الغذائية والصحية للأشقاء السوريين النازحين في المخيمات على شريط الحدود التركية والداخل السوري. وفي المقابل ثمن دولة رئيس وزراء جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان للمملكة العربية السعودية دعمها للاجئين السوريين على الحدود التركية، ومساعداتها الإنسانية الكبيرة التي تقدمها للنازحين من الأزمة السورية. وضمن التعاون الاقتصادي بين المملكة وتركيا وافق الصندوق السعودي للتنمية في عام 1434هـ على تقديم تسهيلات ائتمانية من خلال خطوط ائتمان لتمويل تصدير سلع وخدمات وطنية غير نفطية متنوعة من المملكة بمبلغ إجمالي قدره (70) مليون دولار، أي ما يعادل (262.5) مليون ريال لصالح عدد من البنوك بجمهورية تركيا شملت كلا من بنك زراعة، والبنك العربي التركي، وبنك فيبا. كما طرح وفد تجاري تركي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض فرصاً استثمارية في مجال صناعة الأثاث الخشبي بأنواعه وإيجاد منافذ للسوق السعودي مع نظرائهم من الجانب السعودي. وفي نيويورك التقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- وقت أن كان وزيرًا للخارجية على هامش اجتماعات الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمعالي وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وبحث معه علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وتطورات الأوضاع في الأزمة السورية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
مشاركة :