كان عام 2021 عاما حافلا بالأحداث السياسية والاقتصادية المهمة في السودان التى ألقت بظلالها على الوضع بصورة عامة. على صفيح ساخن مر عام 2021 على السودان، وتأبى أيامه الأخيرة أن تنقضي دون أن ترسخ حالة الشد والجذب بين أطراف العملية السياسية في البلاد. فرغم إبرام اتفاق سياسي في نوفمبر الماضي بين البرهان وحمدوك للعودة إلى جادة الطريق إلا أن تواصل الاحتجاجات والمطالبة بمزيد من الإصلاحات، طرحت تساؤلات بشأن مدى قدرة ذلك الاتفاق على التماسك. قضايا استكمال عملية الانتقال الديمقراطي ظلت تراوح مكانها خلال العام الماضي، وسط اتهامات متبادلة بين المكونين العسكري والمدني، بتدبير مؤامرات لإفشال التجربة الانتقالية، فيما انشقت مجموعة من الائتلاف المدني عن قوى الحرية والتغيير، لتزداد حالة تعدد أصوات الفصيل المدني، مع مطالب حل الحكومة وتشكيل أخرى من كفاءات مستقلة. النزاع القبلي في السودان كان أيضا عنوانا فرعيا للعام مع إعلان المجلس الأعلى لنظارات البجا، عدم ثقته في وعود الحكومة المركزية والتلويح بحق تقرير المصير، وإغلاق ميناء بورتسودان والطرق القومية المؤدية ليزيد من قتامة الصورة. بينما تنقضى ايام العام الأخيرة، يراقب السودانيون التطورات السياسية المتلاحقة، ويعيشون وضعا اقتصاديا هشا، بعد تجميد كل المساعدات المالية الدولية للسودان.