تخلّص النصر من عبدالرزاق حمدالله، وبدأ "الأصفر" يتعافى وتتحسن نتائجه، وأخذ مهاجمه الدولي فينسنت أبو بكر فرصته كاملة وبات عنصرًا مؤثراً من ناحيتي التسجيل والصناعة، وأدرك النصراويون أنهم تأخروا كثيراً في قرار إبعاد المهاجم المغربي الذي كان عاملاً مشتركاً في كثير من مشاكل الفريق، حتى أنه يعتبر من أهم أسباب الإخفاقات النصراوية من الموسم الماضي، لكن لعل ما حدث يكون درسا للنصراويين وغيرهم في التعامل مع حمدالله وأمثاله من اللاعبين الذين يستغلون نجوميتهم وحب الجماهير لهم بطريقة سلبية. في المقابل أخشى أن يتكرر سيناريو ما حدث في الاتحاد، خصوصاً إن استمر حمدالله بنفس عقليته وتفكيره، فالحفاوة التي حظي بها اللاعب من الاتحاديين كبيرة، وقد أجد لهم العذر فيها بعض الشيء لسببين، الأول: هو ما حدث بينهم وبين النصراويين في الصيف، وبالتحديد ما رافق صفقتي أبو بكر وانسيلمو، أما ثاني الأسباب: فهو حاجة الفريق لمهاجم هداف من نوعية حمدالله، كونهم لم يوفقوا منذ فترة طويلة في استقطاب مهاجم بمواصفاته، وهذا يعني إيماني التام بقدراته التهديفية لكن الاختلاف معه حول بعض تصرفاته المرتبطة بعقليته. لذلك على الاتحاديين أن يكونوا أكثر حذرًا في التعامل مع حمدالله، والاستفادة مما حدث له في محطاته السابقة بدءًا من منتخب بلاده وانتهاءً بالنصر، لا أحرّضهم عليه، بل أطالبهم بالحرص وإمساكهم العصا من منتصفها في تعاملهم معه، وألا يترددوا من البداية في أن يقولوا له "وقّف" يا كابتن، نحب نادينا أكثر منك!. من خلال متابعتي للاتحاد فإن فرصة تقسيم مدرجه وإعلامه ممكنة وليست صعبة، فاختلافاتهم تصل أحياناً حد التحزبات في بعض القضايا، وهنالك تيار ينتظر أي خبر سلبي حتى يهاجم الإدارة ويتهمها بما ليس فيها، خصوصاً إن ارتبط ذلك بأحد نجوم الفريق، أقصد بذلك أن مسؤولي الاتحاد ربما يجيدون التعامل مع اللاعبين من نوعية حمدالله، لكنهم يحتاجون إلى من يدعم قراراتهم، وهذا ما يجب أن يكون عليه الاتحاديون، فالمهاجم الهداف إن آمن بأن الاتحاديين لن يقبلوا منه التصرفات التي كانت تصدر منه في تجربته الأخيرة سيفكر ألف مرة قبل أن يتجاوز حدوده، لاسيما أنه سيدخل في تحدّ لإثبات أن العلّة ليست منه.
مشاركة :