إن من أصعب لحظات الكتابة أو التعبير عندما يتعلق ألأمر في موضوع ألرحيل أو لفراق مكان أحببته خاصةً أثناء إقامتك لمدة38 سنة وتعتبرها كأنها رئتك ألتي تتنفس بها بطيبة أهلها وأرضها فهنا تتلعثم ألكلمات وتتبعثر ألحروف وتجف ألاقلام، وهذا ألذي حاصل معي، ولذلك إن قطار الأيام سريعة جدًا كما أنه يسير بنا في دروب طويلة جدًا فيمر بمحطات كثيرة، فتارة يمر بمحطة ألسعادة وتارة يمر بمحطة ألحزن، وأخرى يمر بمحطة ألفراق، وما أكثرها محطات ألحياة، نعم والله يمر قطار العمر سريعاً.. يطوف بنا في مدارات الحياة.. يسلك بنا دروبا شتى، في بحر الحياة لنسير ونمضي ونتمسك بالأحلام، والأمنيات نحط الرحال لعلى وعسى في سبيل الراحة والإستقرار فنصعد القمم، وأحياناً نتعرض لعدم الاستقرار فنهبط نصابر ونكابر..كل ذلك وسط دائرة الحياة وتقلباتها ومواجعها وأفراحها واتراحها ومستقرها وتغيرها وبين دنيا فيها من العبر كل ذلك لطلب الرزق، ولكن بعد هذا كله يأتي الرحيل فهي دنيا لا تدوم أبدًا. نعم لايخفى على ألجميع أن سنة ألحياة تقوم على عدم ألخلود في هذه ألدنيا وأن هناك شيئ آخر مايسمى بالرحيل، وأن كل شىء مؤقت، مجهول ألبداية ومجهول ألنهاية، إنها دراما إنسانية يكتبها مالك الكون، وهو الخالق، بطريقته التى يشاء، وينهيها كيفما يشاء، فهو وحده ألذى لا يُسأل عما يفعل لأنه ألله ألخالق ألواحد ألقهار سبحانه وتعالى مدبر الكون. فعلاً تجبرنا الدنيا على الإبتعاد والرحيل، ولكن هذا لن ينسينا أشخاص عرفناهم وتعلقنا بهم، فشكري وإحترامي إلى أهلي وعزوتي آل بن مبيريك ولاأنسى فضلهم بعد الله وإلى كل شخص كان مصدر إلهام ارتفعت معه معنوياتي، إلى كل شخص قدم لي درسًا زادت معه قوتي وخبراتي ومنهم الشيخ الوالد حمدان الهندي حفظه الله والوالد عبدالله بن حريب بمواقفه التى لا ينكرها إلآ جاحد، والاستاذ الفاضل سالم سليم الغانمي حفظه الله، والكثير والكثير منهم لاأنسى فضلهم من زملاء وأصدقاء ورؤساء العمل ووقفاتهم معي حتى بعد تقاعدي وشباب رابغ تجد كلٌ فيهم معناً للإخوة،، وأيضاً تحية وتقدير وإحترام لكل من سكنت معهم في العزبة لايُنسى تكاتفهم بمعنى روح الفريق الواحد، وإلى كل تلك المواقف ألتي علت معها فرحتي وضحكاتي، وأماكن محفورة بداخلي ولي الشرف أن اكون عضو في جمعيتين برابغ وهي: جمعية الهدى لمساعدة الحجاج بمحافظة رابغ وجمعية مشكاة للخدمات التعليمية والتثقفية. فقلبي لا يزال معلقّ بمن أُحب وأعشق أرضها وخيرها نعم أتذكّرها مع كل هبّة نسيم تذكرني بالماضي، ولأجل أُصبر نفسي أقول لها ياليت الزّمان يعود، والّلقاء يبقى للأبد، ولكن مهما مضينا من سنين سيبقى الفراق هو الأنين، وستبقى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع وهذه سنة ألحياة فسبحان الله نحن كالطيور التي إغتربت عن موطنها لطلب رزقها ما كانت الأرض يوما وطنا لنا ولكن كنا ندور كدوار الفلك في هذه الحياة طلباً للرزق. نعم اليوم نحن نعيش مع بعض، وغداً لا نعلم أين يكون كل واحد منا، فإن غبتُ عنكم تذكّروني بالخير ولا تنسوني،، فملخص مقالي لكل بدأية نهاية، ولكل لقاء فرأق، ولكل تلاق رحيل، ولكل جملة نقطة وقف. فخلاصة المقال: فلتعلم أيها الإنسان أنك مهما امتلكت من أسباب الدنيا من مال وبنين، من عقارات وأملاك، لن يبقى لك من عملك إلا السيرة الطيبة والصدقة الجارية والولد الصالح يدعو لك بنية صافية، فأحسنوا التعامل مع الناس حتى لو تعايشتم معهم فترة بسيطة، فما أجمل أن يقال رحم اللـه فلاناً أو ذكره اللـه بخير، فقد كان كذا وكذا ويسرد صفاته الطيبة وأخلاقه الحسنة. فما أجمل الدعاء وأصدقه عندما يأتي لك خالصاً لوجه اللـه من مكان غير المكان ومن زمان غير الزمان. أودع نفسي، وأودع مشاعري، وذكرياتي، الجميلة. نعم جاء اليوم الذي أقول لكم فيه وداعاً. وداعاً لكل ما منكم وفيكم وإليكم، وخلاصة الحياة ما كان من إجتماع إلا وأعقبه فراق، هكذا قضَى الله وقدَّر، هذه هي ألحياة مهما أجتمعنا سنفترق قريبًا أو بعيدًا عاجلاً أو آجلاً، ولكننا نرجو ألله أن نجتمع إجتماعًا لا فراق بعده إخوانًا على سرر متقابلين في جنات ونهر في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر. *همسة* يااهل رابغ لكم في الذّكرى شجوني من أجل حبي لها تدمع عيوني فإذا طال الزّمان وزاد الفراق ولم تروني فهذا كلامي به تذكّروني فبدعوةً صادقة منكم لاتنسوني
مشاركة :