انتقد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي تعطيل عمل حكومته، ملوحاً بخيار الاستقالة، ومؤكداً أن اتفاق الطائف هو الإطار الدستوري الصالح للتطبيق في لبنان، ودعا في الوقت ذاته إلى تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية. وقال ميقاتي، خلال مؤتمر صحفي عقده في السراي الحكومي أمس: «يجب إطلاق ورشة معالجة للأزمة في لبنان»، مؤكداً أنه لا خيار إلا المساهمة في مواجهة الأزمة. وأكد رئيس الحكومة توقيعه مرسوم الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أنه سيسعى لعقد الانتخابات في موعدها. وأضاف ميقاتي: «الدستور وجد لمنع التعطيل، أنا أول الساعين لمعاودة جلسات الحكومة»، وشدد على ضرورة إقرار الموازنة والتحضير للانتخابات، وأنه لا حل إلا بالتمسك باستقلالية القضاء والشرعية الدولية. وتابع قائلاً: «إذا كانت استقالتي تؤدي للحل فلن أتقاعس عنها». كما أكد تمسكه باتفاق الطائف «الذي وضع في عام 1989» وبحسن تنفيذه، مؤكداً أنه الإطار الدستوري الصالح تطبيقه في لبنان. ودعا ميقاتي للعودة إلى سياسة النأي بالنفس التي تحفظ لبنان وتحمي علاقاته مع المجتمع الدولي والعالم العربي، مشدداً على أهمية توفر تفاهم داخلي من خلال طاولة حوار لتمتين علاقات لبنان مع الدول العربية، لا سيما مع دول الخليج وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو الإساءة إليها بأي وجه من الوجوه وعدم الانخراط في ما لا شأن لنا به، لا سيما في اليمن». واعتبر أن «المشكلة الكبرى في لبنان تجاهل القوانين المحلية والتعامي عن القوانين الدولية في وقت لا حل يرتجى إلا من خلال الالتزام أولاً باستقلالية القضاء، وثانياً بالشرعية الدولية». وفي الشأن الحكومي، رأى ميقاتي أن توقف جلسات مجلس الوزراء من 12 أكتوبر الماضي يشكل خللاً بنيوياً في عمل الحكومة، معرباً عن تفهمه هواجس ومطالب شريحة واسعة من اللبنانيين في ما يتعلق بقضية التحقيقات الجارية بانفجار مرفأ بيروت، داعياً إلى أن تكون المعالجة ضمن الأطر الدستورية والقانونية. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد دعا، أمس الأول، إلى ضرورة عقد حوار وطني عاجل للتفاهم وإقرار لامركزية إدارية ومالية موسعة ووضع استراتيجية دفاعية وخطة التعافي المالي لإنقاذ لبنان. وقال عون، في كلمة وجهها إلى اللبنانيين بمناسبة نهاية عام 2021، إن حل الأزمات ممكن من ضمن وثيقة الوفاق الوطني، وهو يقتضي أولاً إجراء المحاسبة وتحديد المسؤولية عن الانهيار وحماية أموال الناس وإعادتها إلى المودعين. وأشار إلى أن «الحل يقتضي أيضاً الانتقال إلى دولة مدنية ونظام جديد ركيزته الأساسية اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، ويجب أن تشكل الانتخابات النيابية المقبلة استفتاء على هذا الأساس». وشدد عون على أن لبنان يرغب بأفضل العلاقات مع الدول العربية، وخصوصاً دول الخليج. وأكد أن الدفاع عن الوطن يتطلب تعاون الجيش والشعب والمقاومة والمسؤولية الأساسية هي للدولة التي تضع وحدها الاستراتيجية الدفاعية وتسهر على تنفيذها. انفجار في سهل البقاع هز انفجار ضواحي بلدة في سهل البقاع اللبناني أمس، وقال مصدران مطلعان إن الانفجار ناجم عن قيام ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بتفجير ذخائر قديمة. وقالت وسائل إعلام محلية إن انفجاراً وقع على أطراف بلدة النبي شيت قرب الحدود الجبلية مع سوريا، وأظهرت تسجيلات مصورة بُثت على الإنترنت أعمدة دخان تتصاعد فوق منطقة جبلية.
مشاركة :