ظلت أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول مخبأة تحت اللفائف وقناع الوجه الجنائزي حتى تم الكشف عنها مؤخرًا في الدراسة العلمية التي نُشرت، أمس الثلاثاء، في مجلة فرونتيرز في الطب للدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة. وقالت الدكتورة سحر سليم، لقناة الغد، “بعد نقل المومياوات الملكية إلى القاهرة، تم فك اللفائف عن كل المومياوات الملكية، وذلك في الفترة ما بين 1881 و1896 عدا مومياء الملك أمنحتب الأول، الذي حكم مصر 21 عاما، فهي المومياء الملكية الوحيدة التي لم يتم فك اللفائف عنها في العصر الحديث، وذلك حفاظا على جمال المومياء المغطاة بالقناع الجنائزي وبأكاليل الزهور”. وأضافت “ظل وجه صاحب هذه المومياء والمعلومات عنه حبيسة اللفائف وخلف القناع الملكي حتى كشفت عنها الدراسة العلمية التي نشرت مؤخرا في المجلة العلمية Frontiers in Medicine المرموقة عالميا، حيث تم استخدام تقنية أشعة متطورة من التصوير المقطعي وبرامج الكمبيوتر المتقدمة لفك اللفائف من على مومياء أمنحتب الأول بشكل رقمي آمن ودون الحاجة إلى لمس المومياء، وتمكنا من خلال تلك التقنية رؤية وجه الملك لأول مرة”. وأكدت سحر لقناة الغد، أن الدراسة كشفت لأول مرة عن وجه الفرعون وعمره وحالته الصحية، إضافة إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء وإعادة دفنها. وحول ما حملته مومياء الملك أمنحت الأول من أسرار، قالت إنه عقب كشف وجه الملك أمنحتب الأول لأول مرة اكتشفنا أن وجهه يشبه وجه أبيه الملك أحمس قاهر الهكسوس إلى حد كبير، كما توصلنا إلى أن أمنحتب توفى صغير السن ولم يتعدى عمره 35 عاما، وأنه كان بحالة صحية جيدة، كذلك توصلنا من خلال تلك التقنية إلى الطريقة التي تم بواسطتها تحنيط المومياء والتمائم التي كانت تحتويها، حيث احتوت على 30 تميمة، بالإضافة إلى حزام من الذهب يرتديه الملك”. وأشارت الدكتورة سحر إلى أن فحص الأشعة المقطعية يتم في حديقة المتحف المصري ولا يتجاوز الساعة الواحدة ثم يتم دراسة كافة الصور التي تم الحصول عليها بواسطة الأشعة والعمل عليها وفحصها لإزالة اللفائف بشكل افتراضي ودراسة ما بها ثم يتم مقارنة نتائج الدراسة بالمعلومات التاريخية التي يوفرها الدكتور زاهي حواس والإجابة على الأسئلة التاريخية المتعلقة بالمومياء”. جدير بالذكر أن الدراسة، التي قام بها الفريق المصر،ي كشفت عن التقنية الدقيقة للمصريين القدماء في صناعة القناع الجنائزي للمومياء ووضع الأحجار الثمينة عليه. كما كشفت لأول مرة عن أسرار معالجة كهنة الأسرة 21 للمومياوات الملكية لإعادة دفنهم في الخبيئتين الملكيتين في وادي الملوك والدير البحري، فأثبتت الدراسة العناية الفائقة التي أولاها كهنة الأسرة 21 في إعادة دفن مومياء الملك أمنحتب الأول والحفاظ على الحلي الذهبية ووضع العديد من التمائم بداخل المومياء. واستخدم الدكتور زاهي حواس والدكتورة سحر سليم الأشعة المقطعية لفحص أربعين مومياء ملكية من المملكة الحديثة في مشروع المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية والذي بدأ منذ عام 2005 ومستمر إلى الآن. ومن النتائج المهمة لهذا المشروع الكشف عن أسرار مقتل الملك رمسيس الثالث في مؤامرة الحريم ومقتل الملك سقنن رع في معركة تحرير مصر من الغزاة الهكسوس مما يدل ذلك على أن علوم الآثار الحديثة بأيادي الخبراء المصريين يمكنها إعادة كتابة التاريخ.
مشاركة :