"مدن" : توطين أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في المدن الصناعية

  • 12/29/2021
  • 10:34
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" عن نجاحها في توطين 13 هدفا من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة البالغ عددها 17 هدفا بالشراكة مع القطاعين العام والخاص. وأكد قصي العبد الكريم مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي المتحدث الرسمي أن "مدن" وانطلاقا من دورها المحوري لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 والمبادرات الموكلة إليها في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب" تسهم في دعم انفتاح المملكة على العالم باعتبارها عضواً فاعلاً في (G20) وطرفا مؤثرا في صُنع السياسات الاقتصادية العالمية بجانب تصدرُها قائمة الاقتصادات الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط. وأوضح أن "مدن" تمكنت من تحقيق 13 هدفا مباشرا على صلة بأنشطتها التنموية والاستثمارية من أصل 17 هدفا للتنمية المستدامة تم اعتمادها عالميا خلال 2015 ليبدأ تنفيذها رسميا في 20 نوفمبر 2020 لتشمل : القضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع والصحة الجيدة والرفاه والتعليم الجيد والمساواة بين الجنسين والمياه النظيفة والنظافة الصحية وطاقة نظيفة وبأسعار معقولة والعمل اللائق ونمو الاقتصاد والصناعة والابتكار والهياكل الأساسية والحد من أوجه عدم المساواة ومدن ومجتمعات محلية مستدامة والاستهلاك والإنتاج المسؤولان والعمل المناخي والحياة تحت الماء والحياة في البر والسلام والعدل والمؤسسات القوية وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف. وبين أن العمل اللائق ونمو الاقتصاد، وأيضاً عقد الشراكات لتحقيق الأهداف، يشكّلان محاور رئيسة ضمن إستراتيجية "مدن" لتمكين الصناعة والإسهام في زيادة المحتوى المحلي تماشياً مع رؤية المملكة 2030، ومبادراتها في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب"، حيث تعمل على تعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص للإسهام في جذب وتوطين الاستثمارات المحلية والعالمية ذات القيمة المضافة لتنويع الاقتصاد الوطني بالاعتماد على الصناعة كخيار إستراتيجي، وصولاً إلى إرساء دعائم التنمية المستدامة، بجانب توفير الفرص الوظيفية ودعم مشروعات روّاد ورائدات الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بالمدن الصناعية. وقال: إن "مدن" تعمل على تنمية المدن الواعدة واستغلال المزايا الاستثمارية بمختلف المناطق للإسهام في تأسيس مدن ومجتمعات محلية مستدامة، ومن ذلك استقطاب مصنع الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالعكاس لإنشاء مصنع لتعبئة وتغليف المنتجات الزراعية المحلية في المدينة الصناعية بعسير، وهو يندرج ضمن برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة بالمملكة 2018م- 2025م، فيما تعمل كذلك على توفير بنية تحتية ومرافق وخدمات ومنتجات مبتكرة لتحقيق الاستثمار الآمن لشركائها. وحول هدف المياه النظيفة والنظافة الصحية أكد أن المدن الصناعية تشهد كفاءة متزايدة في الاستخدام الأمثل للمياه، وتطوراً كبيراً بمنظومة خدمات الصرف الصحي حيث يتم معالجة جميع مياه الصرف الصناعي الناتجة من الأنشطة الصناعية ليتم الاستفادة منها في مشاريع الري الزراعي وكمصدر مياه للمصانع، حيث يتم استخدام 48% من إجمالي المياه المعالجة حتى الآن وفق معايير الاستخدام الأمثل لها، والمستهدف رفع النسبة إلى 70% بحلول 2030. كما أوجدت "مدن" حلولا مستدامة لاستخدام المياه ومنها على سبيل المثال مشروع "بحيرة مدن" في المدينة الصناعية الثانية بالدمام على مساحة إجمالية 400 ألف م2 الذي يشمل أكبر بحيرة صناعية مُطوّرة بالمملكة وهي عبارة عن مياه متجددة تعالج بطريقة صديقة للبيئة على مساحة 210 آلاف م² تُمثّل 52% من إجمالي المشروع. وأشار إلى أن دعم الصناعة والابتكار هو أساس إستراتيجية "مدن" للإسهام في التنمية الاقتصادية وذلك من خلال إشرافها على 36 مدينة صناعية تضم أكثر من 4 آلاف مصنع بين منتج وقائم وتحت الإنشاء والتأسيس منهم 1000 مصنع جاهز بمساحة بين 700م2 و 1500م2 لدعم روّاد ورائدات الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. كما تسعى لمساعدة المصانع على التحوّل الرقمي وتحقيق أعلى معدلات الكفاءة الإنتاجية من خلال وضع خطط تحول لتطبيق مبادئ التميز التشغيلي وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة على 100 مصنع قائم لتكون مثالا لباقي المصنعين. ولفت إلى توقيع "مدن" اتفاقيات تعاون مع المؤسسات الأكاديمية والجامعات السعودية لتحفيز الابتكار في الصناعة منها مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" لدعم وتنفيذ مشاريع بحثية تساعد في تهيئة اقتصاد قائم على المعرفة عبر البحث العلمي وجامعة الملك عبدالعزيز للارتقاء بتنافسية قطاع الصناعة المحلي إلى المستويات العالمية واتفاقية تعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست" لتنفيذ المشروعات البحثية والميدانية المتعلقة بتقنيات إنتاج الطاقة والتكييف ومعالجة المياه بالطاقة المتجددة إضافة للتبادل المعرفي بين "مدن" وباحثي المدينة في تنفيذ الدراسات والمشروعات المشتركة والعمل على نشر النتائج البحثية لتتم الاستفادة منها من قبل أكبر فئة ممكنة. وبين أن "مدن" تدعم التوجهات العالمية للحفاظ على المناخ من خلال منظومتها للإدارة البيئية (MODON Environmental Management System-MEMS) التي تحتوي على 8 برامج منها برامج لرصد جودة الهواء المحيط عبر 11 محطة جودة هواء موزعة في المدن الصناعية والتفتيش البيئي للمنشآت الصناعية بالتوافق مع نظام ISO-14001 إضافة لبرنامج أتمتة الأنظمة البيئية باستخدام قواعد بيانات متخصصة وكذلك برامج لرصد مياه الصرف الصحي وبرنامج الجودة والنوعية QA/QC للمشروع بالشراكة مع شركة Ricardo-AEA البريطانية وبرنامج تأهيلي لبناء الكفاءات الوطنية. وفي إطار تكاملها مع القطاعين العام والخاص تدعم "مدن" الاستهلاك والإنتاج المسؤولان بجعل مدنها الصناعية أكثر ملاءمة للعيش والعمل واستغلال الموارد المهدرة وإعادة تدويرها ومن ذلك استقطاب شركة "ديتسلاوا" العاملة في مجال الصناعات التحويلية للتمور في المدينة الصناعية بشقراء لاستغلال الفائض والمهدر من التمور وتقديم بدائل جديدة صحية ومناسبة للسوق المحلي إضافة إلى بدء "مدن" تطبيق مفاهيم الاقتصاد الدائري انطلاقا من المدينة الصناعية الثانية بالدمام بزيارات ميدانية لإجمالي 100 مصنع اتساقا مع مبادرات المملكة خلال رئاستها قمة مجموعة العشرين 2020 حيث سيتم اختيار عدد من المصانع وفق معايير فنية دقيقة لرسم خارطة طريق لتحقيق مبادئ الاقتصاد الدائري في أنشطتها الصناعية. وتابع بأن إسهام "مدن" في إنتاج طاقة نظيفة وبأسعار معقولة يبرز من خلال احتضانها 23 مصنعا في 12 مدينة صناعية لتمكين سلاسل الإمداد وتوطين المكونات الرئيسية لقطاع الطاقة المتجددة فضلا عن تخصيصها 12 مليون م² لوزارة الطاقة لتطوير محطتين للطاقة المتجددة بسعة 600 ميجاوات في المدينة الصناعية الثالثة بجدة والمدينة الصناعية برابغ. وفي السياق ذاته بدأت "مدن" تحويل منظومة الإضاءة في الطرق داخل 6 مدن صناعية إلى تقنيات الليد كمرحلة أولى مستهدفة 16 مدينة صناعية حيث نجحت في توفير معدلات استهلاك الكهرباء بنسبة بلغت 76% وهو ما يسهم في تحقيق معايير "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان". وأفاد بأن "مدن" تطبق معايير الصحة والرفاه حيث تحتضن المدن الصناعية منظومة صحية متكاملة مثل المستشفيات والمستوصفات بالتعاون مع القطاعين العام والخاص كما أطلقت برنامج "اطمئن" لتصنيف المنشآت الغذائية وقياس مدى الالتزام بتطبيق متطلبات واشتراطات سلامة الغذاء إضافة لمراكز رياضية وتجارية ومطاعم ومجمعات سكنية وأنشطة ترفيهية تساعد على تعزيز نمط الحياة الصحية والآمنة. وأكد أن "مدن" تعتمد مبدأ تكافؤ الفرص لتحقيق المساواة بين الجنسين والحد من عدم المساواة من خلال إتاحة جميع الممكنات الصناعية والاستثمارية وكذلك التدريبية والوظيفية للجنسين في جميع المدن الصناعية وإنشاء 5 واحات صناعية على مساحة إجمالية تزيد عن 9.7 ملايين م2 في جدة والأحساء وينبع والقصيم والجوف مخصصة لعمل المرأة وتمكين استثماراتها ودعمها بالخدمات اللازمة من وسائل نقل آمنة وحضانات أطفال ومراكز طبية وترفيهية كما تم تدشين مركز تدريب متخصص بالتعاون مع جمعية كفو للتوظيف والتأهيل في المدينة الصناعية الثانية بالرياض لتمكين المرأة بالقطاع الصناعي. وفيما يخص هدف التعليم الجيد نوه بأنه تم إطلاق أكاديمية مدن للتدريب الإلكتروني لتعزيز مفاهيم التعلم الذاتي والمستمر وتنمية معارف ومهارات الموظفين في أي وقت ومن أي مكان حيث توفر قائمة متنوعة من البرامج والدورات التدريبية في مجالات عدة أبرزها : إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية مهارات الأعمال البرامج المالية برامج الحاسوب والصحة والسلامة المهنية وغيرها بجانب التعاون مع أفضل الجامعات العالمية لتقديم برامج تدريبية وإعداد القيادات مثل جامعة هارفارد ولندن بيزنس سكول إضافة لاحتضان المدن الصناعية لمراكز تدريبية من القطاعين العام والخاص لصقل قدرات الكوادر البشرية العاملة بالمصانع.

مشاركة :