حذرت منظمة الصحة العالمية من أن المرحلة الحادة من جائحة «كوفيد - 19» قد تنتهي العام المقبل، لكن فيروس كورونا لن يختفي، مشيرةً إلى أن الإصابات بالمتحورتين «أوميكرون» و«دلتا» التي شبهتها بأنها «تسونامي» ستتسبب بانهيار أنظمة الصحة الوطنية. وقال مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، أمس، إن المرحلة الحادة من جائحة «كوفيد - 19» قد تنتهي العام المقبل، لكن فيروس كورونا لن يختفي. وأضاف أن الوقت ما زال مبكراً لاستخلاص استنتاجات بشأن خطورة المتحور أوميكرون، وأن الأمور ستتضح أكثر عندما ينتشر بشكل أوسع في أوساط كبار السن. وفي السياق، قال أمين عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي: «أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، كونها أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات، ذلك يمثل عبئاً هائلاً على العاملين الصحيين المنهكين وعلى منظومات صحية تقف على شفير الانهيار». واعتبرت المنظمة الدولية أن المتحورتين «دلتا وأوميكرون» تهديدان متلازمان يزيدان عدد الإصابات الجديدة، ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في حالات الاستشفاء والوفيات. وأضاف غيبريسوس أن الضغط على أنظمة الرعاية الصحية لا يأتي فقط من المرضى الجدد، ولكن أيضاً بسبب إصابة عدد كبير من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالمرض. وأضاف: «الأشخاص غير الملقحين هم أكثر عرضة للوفاة من إحدى المتحورتين». وكانت منظمة الصحة العالمية تأمل أن يتم تحصين 40 بالمئة من سكان العالم بشكل كامل بحلول نهاية العام وتطعيم 70 بالمئة بحلول منتصف عام 2022. لكن مديرها أوضح أن 92 من أصل 194 دولة أعضاء في المنظمة لن تحقق هدف 40 بالمئة بنهاية عام 2021. وأكد أن «ذلك يرجع إلى محدودية شحنات اللقاح إلى البلدان منخفضة الدخل خلال معظم العام، فضلاً عن التأخر في شحن جرعات لقاح تقترب من تاريخ انتهاء الصلاحية دون معدات أساسية مثل الحقن». واعتبر تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن ذلك «ليس مجرد مدعاة للأسف، فقد كلف أرواحاً ومنح الفيروس الفرصة للانتشار دون رادع والتحور، أدعو قادة الحكومات وقطاع الأدوية إلى إرفاق أقوالهم حول الإنصاف في اللقاحات بأفعال خلال العام المقبل». وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية تسجيل 208 آلاف إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية. قال أوليفييه فيران وزير الصحة الفرنسي: «إن هذا الرقم يصيب حقاً بالدوار وهو رقم مقلق، متحور أوميكرون ينتشر بسرعة كبيرة، بدليل أن عدد المصابين انتقل من 180 ألف حالة أمس الأول، إلى 208 آلاف إصابة في الأمس». كما سجّلت الولايات المتحدة التي تواجه موجة وبائية خامسة مقلقة تؤججها المتحوّرة «أوميكرون»، أعلى معدّل إصابات يومية بكوفيد منذ بدء تفشي الوباء بلغ 440 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة. وأعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC» الأميركية أن الولايات المتحدة سجلت 441278 إصابة جديدة بالفيروس التاجي، مقابل 187487 إصابة فقط في اليوم السابق. ورصدت المراكز 1627 وفاة جديدة جراء العدوى، مقابل 107 وفيات فقط في اليوم السابق. وبلغ مؤشر الزيادة المتوسطة على أساس أسبوعي في حصيلة الإصابات بـ«كورونا» في أميركا 240408 حالات، ما يمثل أعلى مستوى له منذ يناير العام الجاري. وإجمالا، منذ بداية «الجائحة» وحتى الآن سجلت في الولايات المتحدة، وفقا للمراكز، أكثر من 52.8 مليون إصابة مؤكدة بـ«كورونا»، منها 816239 حالة وفاة، أي أكبر حصيلة على مستوى العالم. وقالت مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة روشيل والينسكي، إن بلادها تشهد عدداً أكبر من حالات نقل الأطفال إلى المستشفى، وفقاً لما نقلت قناة «إم إس إن بي سي». وذكرت والينسكي، أمس: «لم يتم تطعيم معظم هؤلاء الأطفال، لذا فالرسالة: أجعلوا أطفالكم يحصلون على التطعيم»، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرج» للأنباء.
مشاركة :