المرأة السعودية تشق طريقها بثبات نحو المزيد من التمكين |

  • 12/30/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تشق المرأة السعودية طريقها بثبات نحو مزيد من التمكين والتحرر وافتكاك حقوق وحريات كانت محرومة منها خلال عقود خلت، لكنها أصبحت الآن اعتيادية خاصة في ظل الإصلاحات التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المجتمع عامة. وتولي رؤية 2030، وهي الخطة التي وضعها الأمير محمد بن سلمان للعبور إلى مرحلة ما بعد النفط، اهتماما بشكل أكبر لمشاركة المرأة في المجتمع والاقتصاد. ومن المقرر وفق هذه الرؤية أن ترتفع مشاركة المرأة في قوة العمل إلى 30 في المئة خلال السنوات التسع القادمة. ومع تخفيف القيود على الاختلاط بين الجنسين والسماح للمرأة بقيادة السيارات وارتياد دور السينما والحفلات والأماكن العامة وتخفيف بعض جوانب وصاية الرجال على المرأة، ارتفعت نسبة توظيف النساء خاصة في القطاعات التي كانت حكرا على الرجال. كما عيّنت المملكة عشر نساء في مواقع قيادية في رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مكّة والمدينة، في خطوة لم يتوقعها أشد المتفائلين بتمكين المرأة في المملكة المحافظة. واتجهت النساء أيضا إلى احتراف ممارسة رياضات رجالية، رغم أن جزءا محافظا من المجتمع ما يزال يرفض ذلك. السائقة السعودية دانية عقيل تأمل عشية مشاركتها الأولى في رالي دكار في أن تكون قدوة للسعوديات في بلادها وتعدّ السائقة السعودية دانية عقيل أحدث نموذج عن النساء السعوديات اللواتي برزت أسماؤهن ضمن العشرات من النساء المقبلات على ممارسة مواهبهن واعتلاء مناصب ريادية وقيادية. وتأمل عقيل عشية مشاركتها الأولى في رالي دكار المقرّر إقامته في المملكة من الأوّل حتّى الرابع عشر من يناير المقبل في أن تكون قدوة للسعوديات في بلادها. وستكون عقيل أوّل سائقة، إلى جانب مواطنتها مشاعل العبيدان، تشارك في النسخة الرابعة والأربعين والثالثة التي تقام في المملكة العربية السعودية لأشهر راليات الرايد الصحراوية في العالم. وقالت عقيل “آمل ألاّ يركز المتفرجون على النتيجة كثيرًا، بل أن يروا حقيقة أني أفعل ما أحبه. إني أضع نفسي في موقف يمكن أن أفشل فيه وأرتكب الأخطاء خلاله، ولكن يمكنني أيضًا أن أنجح”. وتشارك عقيل على متن كان – آم مافريك مصنّفة ضمن فئة “تي 3” إلى جانب ملاحها الأوروغوياني سيرخيو لافوينتي، فيما تأتي مشاركة مواطنتها العبيدان خلف مقود باغي مافريك إكس – 3 في الفئة عينها. ودوّنت عقيل مؤخراً اسمها كأوّل سائقة سعودية وعربية تحرز لقب كأس العالم للكروس كاونتري للباها في فئة “تي – 3”. ورغم أن جزءا لا بأس به من المجتمع لا يزال يتعامل بتحفظ مع الإصلاحات الاجتماعية في المملكة، نفت السائقة السعودية في تصريحات متواترة لها مواجهة أية تحديات اجتماعية جرّاء رغبتها بالمشاركة في رياضة السيارات، مؤكدة أنها وجدت الدعم الكامل من مجتمعها والوسط الرياضي، وأن هدفها هو التمكن من تمثيل بلادها على أحسن وجه مهما كانت نتيجة السباق. وتدرك السائقة الشابة، ابنة الثلاثة وثلاثين عاماً والحاصلة على درجة الماجستير في الأعمال الدولية من بريطانيا، خصوصية مشاركتها والتوقعات التي تثيرها، قائلةً “أشعر بالفعل بالمسؤولية في أن أكون على قدر مستوى المهمة وأن أشرّف هذا الدور. ولكن الضغط المفرط لا يمكن أن يؤدي سوى إلى إلحاق الضرر”. وتابعت “إنها مغامرة رائعة” والتي ستكون “تجربة صعبة للغاية عقليًا وجسديًا: أريد الاستمتاع بها. يجب أن أتذكر أن هذا الرالي هو شخصي للغاية. إنه سباق مع نفسي. نحن نكبر مع تحديات كهذه. أتمنى أن تسير الأمور على ما يرام”. وتعد عقيل أول محترفة سعودية تنال رخصة سباق الدراجات النارية، حيث شاركت أيضا في بطولة الإمارات العربية المتحدة كأول محطة لها في مشوارها الرياضي. وسبق أن واكبت الشابة السعودية رالي دكار للعام الجاري، عبر تقديمها لحفلي الافتتاح والختام، وها هي تشارك كمتسابقة ضمن فعالياته في يناير المقبل. وتدرك عقيل جيداً أن هدفها الأساسي من المشاركة في رالي دكار هو اجتياز خط النهاية من دون أن تولي أهمية كبيرة للنتيجة النهائية، في نسخة ستشهد تنافس 1065 مشاركاً على رمال شبه الجزيرة العربية، على متن 578 مركبة لمسافة تبلغ 8375 كيلومترًا. وأردفت مبتسمةً “أرغب في تحقيق نتيجة جيدة. لكنني من الوافدين الجدد، وهي أوّل مشاركة لي في دكار”، خاتمةً “المتسابقة التّي بداخلي ستراقب الترتيب، لكن قبل كل شيء أريد أن أصل إلى جدة” حيث سينتهي الرالي.

مشاركة :