هل يمكن للاختبارات السريعة الكشف حقا عن "أوميكرون"؟ رغم مرور عامين على بداية انتشار فيروس كورونا لا تبدو المؤشرات على أن الجائحة على وشك الرحيل بالرغم من حملات اللقاحات الضخمة والإجراءات ضد هذا الوباء، وكذا توافر اختبارات اكتشاف العدوى مبكرا. فما نجاعة هذه الاختبارات؟ اختبارات كورونا السريعة تعطي مؤشرا أوليا للعدوى ومن خلالها يمكن إجراء اختبار بي سي آر للتأكد من العدوى. يثق الكثيرون بالاختبارات السريعة للكشف عن الأجسام المضادة (Antigen) التي تمت الموافقة عليها للاستخدام الخاص أيضا منذ بداية عام 2021. ويعتمد على الاختبارات السريعة في اكتشاف العدوى في مرحلة مبكرة لوقف انتشارها، ويفضل الكثيرون اختبار أنفسهم قبل زيارة أقاربهم في دار رعاية المسنين أو قبل أن يجتمعوا في احتفالات خاصة. ومع ذلك يبقى الشعور بالأمان عند استعمال الاختبارات السريعة ليس مؤكدا، خاصة الآن بعد انتشار المتحور "أوميكرون" . إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حذرت يوم (28 ديسمبر 2021) من أن الاختبارات السريعة أقل استجابة للمتحور "أوميكرون" مقارنة بالأصناف السابقة مما قد يؤدي ذلك إلى نتائج اختبار سلبية خاطئة. ورغم هذا الاستنتاج المهم خفضت مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة من وقت الحجر الصحي للأشخاص المصابين بدون أعراض إلى خمسة أيام فقط. 75 في المائة من الاختبارات تُوفق في مهامها؟ الباحثون من معهد "بأول إرليش" ومعهد "روبرت كوخ" الألمانيين ومستشفى شاريتيه في برلين اخضعوا عددا كبيرا من اختبارات الأجسام المضادة السريعة المتاحة في الأسواق وتوصلوا إلى أن حوالي 20 في المائة من هذه الاختبارات فشلت في مهامها ولم تنجح في العمل حتى مع وجود نسبة مرتفعة من الفيروس. وأفاد تقرير الدراسة أن 26 من 122 اختبارا سريعا تم فحصها لم تستوف حتى الحد الأدنى من المتطلبات، بينما كانت نسبة نجاحها تبلغ 75 في المائة عندما كانت نسبة الفيروس مرتفعة. أي أن نجاح الاختبارات السريعة مرتبط بكمية الفيروسات المتواجدة في الجسم. وحسب الدراسة فإن الشخص يكون شديد العدوى وحمله للفيروس قويا إذا كانت قيمة الفيروسات المتوفرة في جسمه تتراوح بين 25 و30. وأما إذا كانت قيمة الفيروسات المتوفرة تتراوح بين 30 و36 فإن حمل الفيروس يكون معتدلا. هل اختبارات "بي سي آر" أكثر ضمانة؟ يعتمد كلا الاختبارين، الاختبار السريع أو اختبار "بي سي آر"، على جمع إفرازات من الجهاز التنفسي من خلال مسحة من الأنف أو الحلق أو كليهما. الاختبارات السريعة لا تكون موثوقة جدا إذا كانت العينة تحتوي على فيروسات قليلة فقط لأن الشخص في بداية الإصابة مثلا أو في نهايتها. وفي حال كان الاختبار السريع إيجابيا، فيجب أن يتبع ذلك فورا اختبار "بي سي آر". أما اختبار "بي سي آر" فهو أكثر تأكيدا بوضوح، ويتم في المختبر استخدام تفاعل معين للبحث عن المادة الوراثية لـ SARS CoV-2، وحتى الكميات الصغيرة من الفيروس هنا تكون كافية للحصول على نتيجة اختبار إيجابية. هل هذا يعني أن الاختبارات السريعة لا قيمة لها؟ ليست الاختبارات السريعة مهمة فقط بالنسبة لمن لم يتم تطعيمهم، ولكن أيضا بشكل متزايد في المستقبل لأولئك الذين تم تطعيمهم. فالعالم أمام تحدي كبير، يتعامل مع فيروس خطير دائم التحور يجعله رهين أي بصيص أمل لكبح هذا الوباء ولو بنسبة نجاح قليلة. لذلك فالاختبارات السريعة مفيدة وتساعد على احتواء الوباء لأنها غالبا ما تكتشف العدوى بسرعة كبيرة. خاصة عندما يكون لدى شخص نسبة عالية من الفيروسات، فالاختبارات هنا تطلق الإنذار. ولكن حتى مع نتيجة الاختبار السلبية، يمكن أن يكون الشخص مصابا بالعدوى وبالتالي ينقل العدوى للآخرين. لذلك، لا ينبغي للمرء أن يعتمد كثيرا على نتائج الاختبارات السريعة ولكن عليه أيضا توخي الحذر في الحياة اليومية. ألكسندر فرويند / ع.اع.
مشاركة :