واشنطن تعين مبعوثة للدفاع عن حقوق المرأة الأفغانية

  • 12/31/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أعلنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬الأربعاء‭ ‬تعيين‭ ‬مبعوثة‭ ‬أمريكية‭ ‬خاصة‭ ‬‮«‬للحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية‮»‬‭ ‬للمرأة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬أولوية‭ ‬منذ‭ ‬سيطرة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬البلاد‭. ‬واختيرت‭ ‬الأمريكية‭ ‬المولودة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬رينا‭ ‬أميري‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬لتكون‭ ‬المبعوثة‭ ‬الخاصة‭ ‬للرئيس‭ ‬لحقوق‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬الأفغانيات‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أنطوني‭ ‬بلينكن‭. ‬ وقال‭ ‬بلينكن‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إن‭ ‬أميري‭ ‬‮«‬بصفتها‭ ‬مبعوثة‭ ‬خاصة،‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الحساسة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬وإلى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وهي‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬للنساء‭ ‬والفتيات‭ ‬والسكان‭ ‬الآخرين‭ ‬المعرضين‭ ‬للخطر‭ ‬على‭ ‬اختلافهم‮»‬‭. ‬وبعد‭ ‬نحو‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬ذكر‭ ‬بلينكن‭ ‬بأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تريد‭ ‬‮«‬أفغانستان‭ ‬سلمية‭ ‬ومستقرة‭ ‬وآمنة‭ ‬يمكن‭ ‬لجميع‭ ‬الأفغان‭ ‬فيها‭ ‬العيش‭ ‬برخاء‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬إطار‭ ‬سعيها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬اعتراف‭ ‬دولي‭ ‬تعهدت‭ ‬طالبان‭ ‬بأن‭ ‬تحكم‭ ‬بطريقة‭ ‬أقل‭ ‬قسوة‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حكمها‭ ‬الأولى‭ (‬1996-2001‭). ‬لكن‭ ‬النساء‭ ‬مازلن‭ ‬مستبعدات‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬العامة‭ ‬ومحرومات‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭. ‬وأصدرت‭ ‬طالبان‭ ‬توصيات‭ ‬تطالب‭ ‬السائقين‭ ‬بعدم‭ ‬السماح‭ ‬للنساء‭ ‬بركوب‭ ‬سياراتهم‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬برفقة‭ ‬ذكر‭ ‬من‭ ‬أقربائهن‭. ‬وعبرت‭ ‬رينا‭ ‬أميري‭ ‬عن‭ ‬استيائها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭. ‬وكتبت‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬تويتر‭: ‬‮«‬أتساءل‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للذين‭ ‬أعطوا‭ ‬الشرعية‭ ‬لطالبان‭ ‬بتأكيدهم‭ ‬أنهم‭ ‬تطوروا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬طمأنة‭ ‬العالم،‭ ‬أن‭ ‬يفسروا‭ ‬عودة‭ ‬السياسات‭ ‬الوحشية‭ ‬والرجعية‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‮»‬‭. ‬ وردا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬عن‭ ‬تعيين‭ ‬أميري،‭ ‬قال‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬طالبان‭ ‬محمد‭ ‬نعيم‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬لن‭ ‬نسمح‭ ‬لأي‭ ‬كان‭ ‬بتمثيل‭ ‬شعبنا‭ ‬أو‭ ‬إحدى‭ ‬شرائحه‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحاكم‭ ‬وحده‭ ‬يمثل‭ ‬الأمة‭ ‬الأفغانية‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لغرباء‭ ‬شفاء‭ ‬جروح‭ ‬شعبنا‭. ‬لو‭ ‬كان‭ ‬باستطاعتهم‭ ‬ذلك‭ ‬لفعلوه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشرين‭ ‬الماضية‮»‬،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الغربيون‭ ‬يسيطرون‭ ‬على‭ ‬كابول‭. ‬ورفض‭ ‬نعيم‭ ‬ربط‭ ‬المساعدات‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬نريد‭ ‬مساعدات‭ ‬غير‭ ‬مشروطة‭ ‬لشعبنا‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬قيمنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومصالحنا‭ ‬الوطنية‮»‬‭. ‬ رينا‭ ‬أميري‭ (‬53‭ ‬عاما‭) ‬غادرت‭ ‬أفغانستان‭ ‬وهي‭ ‬طفلة‭ ‬عندما‭ ‬هاجر‭ ‬والداها‭ ‬إلى‭ ‬كاليفورنيا‭. ‬وكانت‭ ‬طالبة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬تافتس‭ ‬في‭ ‬بوسطن‭ ‬عندما‭ ‬اشتهرت‭ ‬باحتجاجها‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬طالبان‭ ‬بعد‭ ‬هجمات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬وكتبت‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‭ ‬أن‭ ‬تذهبا‭ ‬في‭ ‬مبادلاتها‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬إجلاء‭ ‬مواطنيها‭ ‬وحلفائها‭ ‬وتنسيق‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬أميري‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وحدها‭ ‬لن‭ ‬تمنع‭ ‬انهيار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬أو‭ ‬تعميق‭ ‬التطرف‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‮»‬‭. ‬وتابعت‭ ‬أن‭ ‬باكستان‭ ‬الحليفة‭ ‬التاريخية‭ ‬لطالبان‭ ‬لم‭ ‬تشدد‭ ‬بشكل‭ ‬كافٍ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭. ‬ واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬المانحون‭ ‬لاستئناف‭ ‬المساعدات‭ ‬الدولية‭ ‬لأفغانستان‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفقر‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وباتت‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬انهيار‭ ‬اقتصادي‭. ‬وقد‭ ‬حذرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬جوع‮»‬‭ ‬قادم،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬22‭ ‬مليون‭ ‬أفغاني‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬أربعين‭ ‬مليونا‭ ‬معرضون‭ ‬لخطر‭ ‬المعاناة‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬‮«‬حاد‮»‬‭ ‬في‭ ‬الغذاء‭. ‬

مشاركة :